29 مارس، 2024 6:22 م
Search
Close this search box.

على غرار “#MeToo” .. هشتاغ “#cuéntalo” لكسر الصمت عن الإعتداء الجنسي في “برشلونة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

على غرار حملة (#MeToo)، التي ظهرت في أعقاب اتهام المنتج الأميركي، “هارفي واينشتاين”، بالإعتداء الجنسي، كنوع من تشجيع وحث الفتيات على الإفصاح عن تجاربهن مع الاغتصاب، تم تدشين هاشتاغ بعنوان (#cuéntalo)؛ في “مدريد” لكسر حاجز الصمت على الإعتداء الجنسي.

790 ألف شخص يغردون به في أقل من أسبوع..

وقد قام فريق من محللي البيانات من “مركز برشلونة للحوسبة الفائقة” بدراسة ما يقرب من ثلاثة ملايين تغريدة تم إرسالها خلال أسبوعين فقط..

عندما كانت “بولا” صغيرة جدًا، كان والدها يتسلل إلى غرفتها في منتصف الليل. على الهاتف، تشرح كيف سيقوم بسحبها لحافتها – وهو أمر لا يزال يستعيد ذكريات رهيبة اليوم.

في 27 نيسان/أبريل 2018، في تمام الساعة 9:06 مساءً، استخدمت “بولا” 219 حرفًا لمشاركة تجربتها على صفحتها الرسمية على موقع (تويتر)؛ قائلة: “عمري 32 عامًا، كل ليلة أستيقظ خائفة عندما يسقط اللحاف.. فهذه الطريقة تذكرني عندما كان والدي الشخص الذي كان من المفترض أن يحبني أكثر من أي أحد، يتسلل إلى غرفتي وأنا صغيرة جدًا ويقوم بسحبي من تحت لحافتي لإرتكاب دوافع النجاسة الخاصة به”. وأختتمت قصتها القصيرة المؤسفة بهاشتاغ (# cuéntalo).

هذا الهاشتاغ، الذي انتشر بسرعة في غضون ساعات، ألهم مئات الآلاف من النساء الآخريات لكسر صمتهن على الإساءة الجنسية. حسبما أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية.

كانت “بولا” واحدة من بين 790 ألف شخص – غالبيتهم من النساء – الذين غردوا ما يقرب من ثلاثة ملايين تغريدة بين 26 نيسان/أبريل و9 آيار/مايو 2018. وصلت الظاهرة إلى “أميركا اللاتينية”. إذ تمت كتابة أكثر من 50000 رسالة، تحدثت عن حوادث القتل ما يقرب من (9.8%)، والاغتصاب (14%)، والإعتداء الجنسي (28%)، والإساءة (15.7%)، والتحرش (35.5%)، وكذلك الخوف من الخروج ليلاً، أو السير بمفردها أو العودة إلى المنزل متأخرًا (29.5%). كان هناك أكثر من 3500 قصة اغتصاب للنساء دون سن 18، وأكثر من 1000 من الفتيات دون سن 12.

يجتاح أميركا اللاتينية..

هذه الأرقام هي لقطة لحركة عفوية انتشرت إلى أكثر من 60 دولة – 34% من التغريدات كتبت من “إسبانيا”، 32% من “الأرجنتين”، 8% من “كولومبيا”، و5% من “تشيلي” و”المكسيك”.

وكان قد قدم فريق من 10 محللين في “مركز برشلونة للحوسبة الفائقة”، (BSC)، النتائج التي توصل إليها، بعد أن قضى سبعة أشهر في دراسة البيانات. كما قام الباحثون أيضًا بإنشاء أداة لتخزين البيانات، والتي يمكن استشارتها وإضافتها، عبر صفحة الويب التي تحتوي على المعلومات الكاملة في “Proyecto Cuéntalo”.

بدأ الأمر مع قصة “La Manada”، وهو الاسم الذي أُطلق على محاكمة رفيعة المستوى لخمسة رجال متهمين باغتصاب امرأة عمرها 18 عامًا، في عام 2016، في مهرجان الجري في “Bulls of Bulls in Pamplona”. وفي 26 نيسان/أبريل الماضي، وجدت المحكمة أن الرجال مذنبون بإرتكاب إعتداء جنسي، لكنهم قاموا بتطهيرهم من الاغتصاب، مدعين أنه لم يتم استخدام التخويف والعنف ضد الضحية. وتسببت الجملة في موجة من الغضب وأشعلت موجات من الاحتجاجات في مدن عبر “إسبانيا”.

كانت هذه الحالة هي التي أجبرت الصحافية، “كريستينا فالاراس”، على تدشين هاشتاغ (#cuéntalo) لتشجيع النساء والفتيات اللواتي تعرضن لأي شكل من أشكال الإعتداء الجنسي من البوح عن تجاربهن لمعاقبة المتحرشين.

كتبت في رسالتها، التي اختتمتها بهاشتاغ (#cuéntalo)، لم يكن الرجال ولا النظام القضائي مؤمنين بقصة “La Manada”؛ لأنه لا توجد قصة مشتركة.. فعلى النساء اللواتي تعرضن لإعتداء جنسي أن يبوحن بقصصهن وتجاربهن.

أثارت رسالتها عددًا كبيرًا من الرسائل التي بلغت نحو 2.6 مليون رسالة، و500 تعليقًا، و22500 رد. فقد جذبت حركة (#cuentalo)، مقارنات مع حركة (#MeToo)، التي تم استخدامها في أعقاب فضيحة الإعتداء الجنسي، التي إرتكبها “هارفي واينشتاين” في “هوليوود”. لكن تقول “فالاراس” أنه لا توجد مقارنة بين الحركتين، لأنه لا يوجد أحد مشهور وراءها.

تضمنت هذه القصص أصدقاء اغتصبوا صديقاتهم؛ عندما كانوا في حالة سُكر، وأعمام إعتدوا على بنات أشقائهم، والآباء الذين تسللوا ليلاً إلى غرفة نوم بناتهم، والغرباء الذين يقذفون النساء في الحانات، كما تقول “فالاراس”.

فالارس” : القصص مؤسفة وتوثق معاناة النساء في المجتمع..

قالت الصحافية، “فالارس”، أن القصص التي تم روايتها عبر هاشتاغ (#cuéntalo) جميعها مؤسفة، وتوضح معاناة المرأة العاذبة أو المتزوجة أو الفتيات القُصر.

وأضافت من القصص التي أزهقتها وجعلتها تعيش في حالة من الشرنقة، قصة سيدة تبلغ من العمر 41 عامًا، تعرضت للاغتصاب وهي طفلة على يد والدها، ورغم مرور سنوات على الحادثة تتذكرها وكأنها حدثت بالأمس القريب، فهي لا زالت تعاني من الاكتئاب المزمن وهجمات القلق والكوابيس، إلى جانب شعورها بالوحدة ورفضها للزواج.

وأشارت إلى أنها في الوقت التي كانت تبحث فيه عن طريقة لإستخراج وحفظ هذه التقارير عن العنف الجنسي، أستعاد كل من “Aniol Maria” و”Vicenç Ruiz”، إثنان من مؤسسي “أرشيف برشلونة”، كل واحدة من التغريدات. وقام فريق، بما في ذلك الصحافي، “كارما بييرو”، و”فرناندو كوتشيتشي”، بالتطوع بوقتهم لجمع وتصنيف البيانات.

وأضافت: “تأتي الإحصاءات الرسمية مباشرة من الضحايا، الذين يرون وسائل التواصل الاجتماعي كمكان آمن ومجاني لتبني قضاياهن”.

واستطردت قائلة: “أبلغ من العمر 42 عامًا، وشهدت جميع أنواع المواقف، وما زلت لم ألتقي بعد مع امرأة عازبة لم تعانِ من أي نوع من الإعتداء.. لم يصل أي منا إلى سن الرشد دون أي نوع من المأساة أو الصدمة”.

بالنسبة لها، واحدة من أكبر المخاوف هي عدد الحالات التي لا يتم الإبلاغ عنها. حيثُ تعترف السلطات في “إسبانيا” و”أوروبا” بأن الإحصاءات الرسمية لا تعكس حجم المشكلة، حيث إن نسبة النساء اللواتي يقومن بالإبلاغ عن تعرضهن للإيذاء الجنسي لا يتعدون الـ 20% فقط.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب