خاص : حاورته – بوسي محمد :
وسط التيارات الغنائية المنتشرة على الساحة، إتجه مطرب الأوبرا، “مصطفى النجدي”، وقائد ومدرب الأصوات بمدرسة الإنشاد الديني، عكس التيار، وقدم (الأغنية الدينية) التي لم تلقى اهتمامًا كبيرًا من جانب الموسيقيين في الوقت الحالي، رغم أهميتها في الموالد والأعياد الدينية.
إيمانًا منه بأهمية هذا اللون من القوالب الغنائية، نظرًا لما تحمله من كلمات راقية وموسيقى شرقية عذبة، حمل “النجدي” على عاتقه حماية الأغنية الدينية من الإندثار، وأحيا عدد من روائع التراث الديني لكبار عمالقة الطرب، بجانب بعض من أغانيه المستقلة التي لاقت رواجًا كبيرًا.
شارك “النجدي” مؤخرًا في “مهرجان الموسيقى العربية”، بدورته الـ 27، المهداة إلى روح الفنانة الكبيرة الراحلة، “شادية”، والذي يعتبره “عُرس فني” للموسيقى العربية ولهم كفنانين شرقيين. والذي اختتمت فاعلياته يوم 12 تشرين ثان/نوفمبر الجاري.
على هامش مشاركته في المهرجان، تحدثنا معه حول طبيعة “الإنشاد الديني”، وعن سر اختفاء هذا اللون الذي يتميز بالطابع الديني عن الساحة.. وإلى نص الحوار…
(كتابات) : تُعتبر أبنًا لـ”الأوبرا المصرية”.. كيف آثر ذلك في تكوينك ؟
- تخرجت من “معهد الموسيقى العربية”، عام 1997، وفي نفس العام التحقت بـ”دار الأوبرا المصرية”، وكان عمري 19 عامًا، تعلمت في “الأوبرا” كل قوالب “الموسيقى العربية”.
(كتابات) : ولماذا اختارت قالب “الإنشاد الديني” تحديدًا رغم صعوبته ؟
- بالفعل قالب “الإنشاد الديني” من أصعب القوالب الغنائية، التي تحتاج لمطرب محترف وعلى درجة عالية من الثقافة، خاصة وأن فيه فنيات عظيمة، وكلمات صعبة النطق وراقية في مدح “النبي”، فهو يعتمد على العربية “الفصحى” بشكل صرف، لكنني وجدته من أهم القوالب، فهو أصل الغناء ومنه ينبثق كل أنواع الغناء.
(كتابات) : على الرغم من أهميته.. لماذا لم يأخذ القالب الديني حقه وسط القوالب الغنائية الأخرى التي تهيمن على الساحة ؟
- هذا السؤال يجب توجيهه لوسائل الإعلام، لماذا لم يعطونه حقه من حيث التغطية مثل كافة الألوان والأشكال الغنائية الأخرى، فـ”الإنشاد الديني” بات محصورًا في المواسم الدينية فقط. رغم نجاح حفلات “الإنشاد الديني” و”الصوفي”.
(كتابات) : مَن مِن المطربين الذين أبدعوا في قالب “الإنشاد الديني”.. تحرص على سماعهم ؟
- ترعرت على أغاني الشيخ، “محمد الكحلاوي”، أدائه في الغناء كان يحرك حواسي، ويجعلني أبكي في بعض المقطوعات من شدة تأثري به.
(كتابات) : وهل ترى أن اختلاف ذائقة الجمهور وراء اختفاء قالب “الإنشاد الديني” ؟
- شعب “مصر” ذواق للفن الحقيقي الهادف، وقالب “الإنشاد الديني” نجح، رغم تقصير الإعلام، في تحقيق نجاحًا كبيرًا وسط القوالب الغنائية الأخرى، وخير دليل على قولي نجاح حفلات “الإنشاد الديني” والصوفية التي ترفع شعار “كامل العدد” في حفلاتها، كما نجح “الغناء الصوفي” أن يفرض هيمنته على ساحة تترات الأعمال الدرامية، في تتر (السبع وصايا)، وكانت فرصة لتعريف الأجيال الجديدة بـ”الغناء الصوفي”.
(كتابات) : القالب الديني من الممكن أن يخضع للتجديد مثلما يحدث مع القوالب الغنائية الأخرى ؟
- لا توجد قاعدة معينة للموسيقى، والفنان يجب أن يجدد من موسيقاه وفنه، ومدرك ومواكب لطبيعة العصر دون أن يخل بالهوية الشرقية.
(كتابات) : شاركت في غناء تترات العديد من البرامج الإذاعية.. إذا عرض عليك غناء لون أخرى في تترات الأعمال ستوافق ؟
- بالتأكيد.. أنا صوليست “إنشاد ديني” في “الأوبرا المصرية”، لكن هذا لا يمنعني من تأدية كافة القوالب الموسيقية الأخرى.
(كتابات) : وماذا عن مشاريعك الفنية الجديدة ؟
- أحضر لتسجيل أغانِ جديدة، قريبًا سيتم طرحها على (اليوتيوب)، كما شاركت في تتر مسلسل (أن كنت ناسي) المقرر إذاعته قريبًا على الفضائيات.