العالم منقسم إلى دول قوية ذات سيادة لتمكنها من إبتكار وإنتاج ما تريد , وأخرى ضعيفة بلا سيادة حقيقية تعتمد على الدول القوية فيما تحتاجه , فتتحكم بمصيرها وتستعبدها مباشرة أو بصورة غير مباشرة.
والدول القوية في الغرب وبعض دول آسيا , والضعيفة في أفريقيا ومعظم دول آسيا وخصوصا دول الشرق الأوسط , وبالأخص الدول العربية.
ومن المفزع أن هناك توجهات متطرفة في بعض الدول القوية , وأصواتها تنطلق وتمتد إلى غيرها , مما أسهم بصعود اليمين المتطرف في عدد منها , وحتى في بعض دول جنوب أمريكا , وهذا ينذر بتنامي مأساوي لأحداث مروعة قد تواجهها البشرية قريبا.
فالأجواء العالمية السائدة يمكن مقارنتها بما سبق الحرب العالمية الثانية , التي تصدرت فيها الأحزاب اليمينية والشوفينية قيادات بعض البلدان القوية , مما أوردها الحرب الفظيعة الدمار والخسائر.
والجديد في الأمر أن قدرات البشرية التدميرية قد تعاظمت , ولهذا فالدول القوية لن تسمح أن تكون أراضيها ميادينا للمواجهات الحارقة الفتاكة , وإنما ستدفع بسوح المواجهات إلى البلدان الضعيفة المُستعبدة من قبلها , وهذا يعني أن منطقة الشرق الأوسط ربما ستكون ميدان حروب لا تبقي ولا تذر.
فاليمين المتطرف يتحرك بقوة ولديه أبواقه وماكنته الإعلامية وأثرياء المال والسلاح , وذوي العاهات النفسية الجاهزين للعمل على تنفيذ أفكارهم السوداء ورؤاهم الحمقاء الخرقاء.
وفي هذه المحنة المصيرية يتوجب على الدول الضعيفة أن تدخل في إتحادات إضطرارية للحفاظ على وجودها وتقوية مناعتها , وعدم تدحرجها على سفوح الويلات المرسومة والبرامج الخفية والمعلومة.
نعم لابد لها من الإتحاد الإضطراري , وأن تتجاوز ما بينها من خصومات وكراهيات , وترى بوضوح ما سيحل بها إذا أعطت الفرصة لأكلها تباعا وعلى إنفراد.
فالواقع العالمي ينذر بإحتدامات أليمة قادمة ذات تأثيرات فتاكة في الأراضي التي ستستعر فيها , ولن ينجوَ من ويلاتها إلا الذين أدركوا قيمة البنيان المرصوص , والتماسك الحقيقي الإنساني الذي يحافظ على كينونة الجميع.
فهل سيدرك الضعفاء معنى القوة والتحدي والإتحاد؟!!