12 يوليو، 2025 12:20 م

صحيفة إسبانية : ليس “خاشقجي” وحده .. السعودية تمارس خطة ممنهحة للتخلص من معارضيها !

صحيفة إسبانية : ليس “خاشقجي” وحده .. السعودية تمارس خطة ممنهحة للتخلص من معارضيها !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يشكل إختفاء الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، أحد حلقات السيناريو الذي يبدو أن ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، بات يتبعه لإسكات الأصوات المعارضة له في الخارج، وهو ما يُعد نتيجة منطقية لتزايد حدة القمع الممنهج في “العربية السعودية” خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أي منذ أعتلى “بن سلمان” الحكم، بحسب صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية.

وذكرت الصحيفة أن الخطة تعتمد على التواصل مع المعارضين المقيمين في الخارج وإعطاءهم وعودًا كاذبة وعمل أفخاخ لهم، وقد يصل الأمر إلى تهديدهم لإجبارهم على العودة إلى البلاد، ولعل أحدث الوقائع ما صرح به الناشط، “عمر عبدالعزيز”، المقيم في “كندا”، والأمير “خالد بن فرحان آل سعود”، اللاجيء في “ألمانيا”، المعروفين بمعارضتهما لقرارات “بن سلمان”، بشأن محاولات المملكة لإستدراجهم وإعادتهم إلى البلاد.

المملكة تحاول إستدراج المعارضين..

وذكرت الإذاعة البريطانية، (بي. بي. سي)، أنه خلال الفترة من 2015 وحتى 2017 قامت “العربية السعودية”، على ما يبدو، بإختطاف ثلاثة أمراء هم؛ س”لطان بن تركي”، و”سعود بن سيف الناصر”، و”تركي بن بندر”، وذكرت في فيلم وثائقي أن الأمراء عُرفوا بمعارضتهم للملكة ثم أختفوا عن الأنظار تمامًا ولا يعرف حتى الآن مكان إقامتهم.

صرح “بن فرحان” بأن ممثلون عن الحكومة السعودية عرضوا عليه تقديم المال له لإخراجه من الضائقة المالية التي يمر بها، وطلبوا منه إستخراج بعض الأوراق من “السفارة السعودية” بـ”القاهرة”، لكنه رفض لأنه أستشف نية سيئة وراء الأمر.

وكانت والدة “فرحان”، المصرية الجنسية، قد تم ترحيلها إلى “مصر” برفقة ولديها، بعد سجن والده في الثمانينيات بسبب معارضته للمملكة، ثم صدر أمرًا بالعفو عنه ليعود شمل الأسرة من جديد، لكن الأمير “سلمان بن عبدالعزيز”، مارس ضغوطًا شديدة عليهم، إنشق على إثرها “سلمان” عن العائلة المالكة وطلب اللجوء إلى “ألمانيا”.

وقال الناشط، “علي عدوبيسي”، الذي فر مع عائلته إلى “برلين” عام 2013، بعد تعرضه للسجن لمدة 7 أشهر، إنه سُجن بعدما عُثر على مجموعة من الكتب السياسية في سيارته الخاصة، وأوضح أن ممثلين عن المملكة حاولوا إغراءه للعودة، لكنه رفض لأنه لم يذهب إلى “ألمانيا” بسبب هوى شخصي، “وإنما يريد أن يصبح بلده مثل أي بلد عادي يتمتع فيه المواطنون بالحقوق والحريات”.

قد يصل الأمر إلى الإعتداء..

في “لندن”؛ تعرض الناشط، “غانم المصارير الدوسري”، للإعتداء في 31 آب/أغسطس الماضي، من قِبَل شخصين أحدهما – بحسب تأكيده – كان العقيد في الاستخبارات السعودية، “ماهر المطرب”، المتورط في “قضية خاشقجي”، وأحد المقربين من “بن سلمان”.

وأوضح “الدوسري” أنه تعرض للإعتداء عدة مرات، لكن هذه المرة تم تصويرها بكاميرا الهاتف، وفتحت السلطات اللندنية تحقيقًا موسعًا في الواقعة.

وأضاف: “أغلبية السعوديين المقيمين هنا يشعرون بالخوف، لأن واقعة خاشقجي تبعث برسالة مفادها أن المملكة تتعمد الإعتداء على المعارضين لها في الخارج؛ وسوف يستمرون في إتباع هذا الأسلوب، وهو ما يدفعنا إلى التفكير فيما يتعرض له المعارضون داخل المملكة”.

ويقدم “غانم”، الذي غادر المملكة منذ 2003، برنامج (غانم شو)، الذي يعرض على شبكة الـ (يوتيوب)، وتحظى مقاطعه المصورة بملايين المشاهدات في الشرق الأوسط، رغم أن 94% من المتابعين له سعوديين، لكن من يحاول إعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يتعرض للاعتقال، لذا يتداولها المستخدمون سرًا بين الأصدقاء.

ويرى الساخر، “غانم”، أنه ترك بلاده لأنه بات منزعجًا للغاية من طريقة التعامل مع الشعب وكأنهم “عبيد”، وتوجه له تهمة الإستهزاء بالعائلة المالكة ووصف بن سلمان بـ”الذئب الثمين”.

إهانة الملك جريمة عقوبتها السجن والغرامة..

من جانبه؛ صرح “بن سلمان”، في مقابلة مع وكالة (بلومبرغ)، خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، بأنه تم القبض على 1500 شخصًا، منذ 2015، لاتهامهم بالإرهاب والتشدد والتجسس، وأكد خلال نفس المقابلة أن الصحافي “خاشقجي” خرج من القنصلية على رجليه، نافيًا أن يكون قد تعرض للقتل.

وكان يعتمد الناشطون المدافعون عن حقوق الإنسان على مواقع التواصل الاجتماعي، بصفتها أداة ناجعة في التواصل ودحض الأكاذيب، لكن الآن تغير الأمر.

وصرح مدير جمعية “القسط”، غير الربحية المدافعة عن حقوق الإنسان، “يحيى العسيري”، بأن الناس باتوا يشعرون بالخوف، وأضاف أن المملكة قامت، خلال العام الماضي، بحبس جميع المدافعين عن حقوق الإنسان دون أن يستطيع أحد تقديم أي شيء لهم، وحُكم على بعضهم بالسجن لمدة 8 سنوات عقابًا لهم عن نشر تغريدة أو اثنتين، وأحدهم سجن بسبب قيامه بسؤال متابعيه إذا ما كانوا يؤيدون الحرب في “اليمن” أم لا ؟!

وكانت المملكة قد أعادت صياغة “قانون مكافحة الإرهاب”، منذ عام واحد فقط، وبحسب المادة 30 من القانون فإن انتقاد الملك أو الأمير تعتبر جريمة إرهابية تصل عقوبتها إلى 10 سنوات من السجن وغرامة قدرها 235 ألف يورو.

وعلى هذا الأساس، سُجن الخبير الاقتصادي، “عصام الزميل”، بسبب معارضته لخطة “بن سلمان” لخصخصة جزءًا من شركة “آرامكو” الحكومية، واعتبر إرهابيًا، ووجهت له 13 تهمة.

جيش من المتصيدين..

وبحسب مصادر مطلعة؛ فإن “بن سلمان”، يستخدم جيش من المتصيدين بإدارة “سعود القحطاني”، يقوم بإعداد قوائم بالمعارضين لاستهدافهم فيما بعد، وأضاف “العسيري” أن المملكة لا تطبق الشريعة الإسلامية في كثير من القضايا، مشيرًا إلى أن “بن سلمان” يتحدث عن مواجهة التشدد والدفاع عن الإسلام الوسطي، ومع ذلك لا يزال هناك أشخاص متشددين للغاية ويحتلون مراكز مرموقة في الحكومة، ويحظون باحترام الأمير، وعندما يقول ذلك يحاول خداع العالم واللعب بالكلمات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة