28 مارس، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

أسماك العراق تسممت في النهر .. العدوى لا تقتله في وقت واحد والقادم أسوأ

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / بغداد – كتابات

فرضيات كثيرة خرجت على العراقيين تبرر لهم أسباب فاجعة هي الأخطر على الثروة السمكية في العراق عندما فوجيء أبناء بلاد الرافدين وتحديدا في محافظة بابل بنفوق كميات من الأسماك تقدر أعدادها بالملايين وهو ما أرجعه البعض لاستخدام مواد ضارة بصورة عشوائية فضلا عن “جشع المربين” الذين يرغبون في إنتاجية كثيفة .

لسنا في وضع المتهمين

الجهات الحكومية ممثلة في وزارة الزراعة راحت تبعد التهمة عن نفسها وتتهم أصحاب المزارع السمكية بأنهم هم من تسببوا في تلك الكوارث نتيجة أخطاء في تربية الأسماك وتصميمات الأقفاص المخصصة لها وغيرها من التفاصيل الفنية..

إذ وفق تقريرها الرسمي ، فإن مشكله نفوق الأسماك تبدأ بالمربين، فهم غير حاصلين على رخص شرعية لمزاولة تلك المهنة، وحتى الشرعي منهم لم يلتزم بالتعليمات التي تصدرها دائرة الثروة الحيوانية من حيث كثافة الأسماك في وحدة المساحة، وشرط ارتفاع قاعدة القفص عن أرضيه النهر بما ﻻ يقل عن متر، إضافة إلى الفحص الدوري للأسماك مرتين أسبوعيا وفحص الأعلاف مختبريا قبل استعمالها.

إيران وتركيا سبب رئيس في تهديد الثروة السمكية!

ولم يفت وزارة الزراعة العراقية أن تلفت النظر إلى سبب سياسي بامتياز، يتمثل في انخفاض نسبة المياه الواردة إلى العراق من تركيا وإيران، وتلك أزمة أخرى لها تداعيتها القريبة على العراق؛ بحيث أصبح النهر أشبه بحوض بسبب توقف جريان الماء وهو ما أدى إلى زيادة تركيز المواد الضاره، وترتب عليه نفوق الأسماك نتيجة تخمر مخلفات الأعلاف وفضلات الأسماك في قاع النهر الراكد وانبعاث غاز اﻻمونيا نتيجة التحلل فضعفت مقاومة الأسماك وانتهزت الجرثومة المسبب للمرض المتواجدة أصلا في الماء طبيعيا بمهاجمة “غلاصم الأسماك” وبالتالي نفوقها بسبب الخنق.

إلى هنا انتهت تبريرات وزارة الزراعة التي سوقتها إلى الرأي العام، لكن المتخصصين لهم رأي آخر، إذ كيف لهذه الفرضيات أن تتسبب في نفوق كل هذه الملايين من الأسماك في وقت واحد؟!

كلهم نفقوا في وقت واحد .. ما الذي وضع في الماء ؟!

فإذا كان حقا قد نفق السمك نتيجة إصابته ببكتريا الغلاصم، فإن هذا يحتاج إلى فترة زمنية كي تنتشر العدوى بين الأسماك، أما أن تموت كل الأسماك بفترة زمنية واحدة، فأغلب الظن أن هناك مادة سمية قد ألقيت في أواسط نهر الفرات، لكن لا أحد يعلم مصدرها!

قوانين صارمة وفحص مستمر

أما الحلول كي لا تتكرر هذه المأساة، فتتمثل في وضع قوانين صارمة في مجال تربية الأسماك من قبل مديريات تابعة لوزارة الزراعة يشرف عليها مختصون بمختبراتهم وأجهزتهم، مع إصدار قوانين وإرشادات خاصة للأقفاص التي تحتاج إلى مهنية ومعرفة كم مليغرام من الأكسجين المذاب، وكم عدد اصبعيات الأسماك المسموح بتربيتها للمتر المكعب من الماء في القفص المائي وقياس مستمر للأمونيا والنترات، مع أخذ عينة من الأسماك للفحص والكشف عن أي إصابة من البداية.

فضلات المصانع بها عناصر شديدة السمية

المهندس البيئي برهان المفتي يرى، من خلال مشاهداته لما حدث، وجود أثار تسمم واضحةً على تلك الأسماك، وغالباً التسمم بعنصر كيمياوي قد يكون وصل للنهر عن طريق طرح فضلات كيمياوية ملوثة من مصانع تطرح فضلاتها الصناعية إلى النهر مباشرة دون معالجة، وربما يكون مصنعاً للأصباغ، أو الجلود أو الأقمشة.

فهذه المصانع تستخدم ألواناً صناعية تدخل فيها عناصر كيمياوية شديدة السمية للبيئة المائية، وقد يكون التسمم من طرح فضلات كيمياوي من منشآت صناعية أخرى، وهو الطرح الذي يتماشى مع نفوقهم في وقت واحج وليس عدوى تأخذ وقتها للانتقال من سمك لآخر.

لا توجد معايير ولا برامج تفتيش

وهنا يتساءل “المفتي” عن المعايير العراقية في معالجة الفضلات الصناعية، وماهي النسبة المسموحة للطرح للأنهار، وما هي شروط إقامة معامل ومنشآت صناعية قرب مجرى النهر، وما هي برامج تفتيش المنشآت الصناعية، وهل هي ملزمة بتقديم بيانات معالجة نفاياتها الصناعية وخاصة الكيمياوية، وما هي المعايير البيئية المعتمدة في صناعة الأصباغ والجلود والنسيج في العراق، وما هي محددات استخدام الكيمياويات الضارة للبيئة المائية في العراق؟

تشريع قانون البيئة

ويؤكد أن كلها أسئلة تتطلب تشريع قانون البيئة في العراق وجعله بعقوبات مشددة لمن يتجاوز على ذلك القانون، لكن شرط أن يطبق القانون على الجميع.

أما دكتور علي بلاش أستاذ الدراسات البيئية تخصص علم السموم البيئية، فيقول إن نفوق الأسماك سببه نمو نوع من أنواع الفطريات يسمى (برانكو مايكوسس)، وهذا يسبب عفن الغلاصم، ولكن الكارثه في رأيه تكمن في أسباب نمو هذا الفطر.

الإفراط في التسمين غير النظام البيئي !

أولها ارتفاع درجة حرارة المياه أكثر من ٢٥ درجه مئوية، وثانيا كثرة المواد العضويه بالمياه، ووجود الأمونيا أكثر من حدودها الطبيعية، وكلها نتيجة الاستخدام السيء للمواد العضوية كالمبيدات والتسميد وعدم مراقبة المعالف، وكذلك الإفراط بالتغذية بالبروتينات لغرض التسمين، كل هذه العوامل البيئية اتحدت لتغير من النظام البيئي في هذه المياه، ما أدى إلى النمو المفرط لهذا الفطر، فضلا عن أن المياه جريانها في هذه المنطقه ضعيف، وفي النهاية فإنه لا بد من مراقبة تربية الأسماك وفق نهج علمي لا كيفي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب