26 أبريل، 2024 11:09 م
Search
Close this search box.

العقوبات الأميركية الجديدة ضد “إيران” .. بين التهويل والتهوين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

بحلول صباح الغد؛ الموافق الخامس من تشرين ثان/نوفمبر 2018، تدخل موجة “العقوبات الأميركية” الجديدة ضد “إيران” حيز التنفيذ، بعد 180 يومًا من انسحاب “واشنطن” من “الاتفاق النووي”.

ولقد أطلقت “الولايات المتحدة” نداءها الأخير قبل ساعات من موعد سريان “العقوبات الأميركية”، التي تتزامن مع الذكرى الـ 39 لإقتحام السفارة الأميركية في العاصمة، “طهران”، عام 1979، على يد أنصار “آية الله الخميني”، مؤسس الجمهورية وقائد الثورة الإيرانية، وإحتجاز 52 رهينة أميركية، ليعكس الأمر رغبة انتقامية لدى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من النظام الذي ينعته بـ”المارق”، منذ انسحابه من “الاتفاق النووي”، في الـ 8 من آيار/مايو الماضي.

العقوبات ستكون مؤثرة..

رحب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، “يعقوف نيغل”، بقرار “الولايات المتحدة الأميركية” استئناف العقوبات؛ التي كانت مفروضة على “إيران” قبل التوقيع على “الاتفاق النووي” عام 2015.

وقال “نيغل”، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي: إن كان هناك شيء يمكن أن يوقف نوايا الإيرانيين، فستكون تلك “العقوبات الأميركية” الشديدة.

وأوضح “نيغل” أن موجة العقوبات الجديدة ستخلق ضغوطًا داخليًا شديدة على النظام الإيراني، حيث سيكون لتلك العقوبات تداعيات خطيرة على الأوضاع الداخلية. وأعرب “نيغل” عن أمله في أن يواصل المواطنون الإيرانييون الضغط على النظام في “طهران”.

وبحسب “نيغل” فإن السبيل الوحيد للتراجع مرة أخرى عن العقوبات الجديدة، هو قبول القيادة الإيرانية بالشروط التي وضعتها “الولايات المتحدة”. وإذا تراجع الإيرانيون عن مواقفهم المتشددة؛ فلا بد لهم أن يرضخوا للوثيقة التي تتضمن 12 شرطًا، والتي سبق وأعلن عنها وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”.

نتانياهو”: العقوبات خطوة تاريخية..

أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ترحيبه بإعادة فرض “الولايات المتحدة” عقوباتها على “إيران” بسبب ملفها النووي، ووصف هذه الخطوة بـ”التاريخية”، معتبرًا أنها أثرت على العملة الإيرانية.

وقال “نتانياهو”، أمس السبت: “أدعو منذ سنوات إلى استئناف العقوبات بأكملها ضد النظام الإرهابي الإيراني القاتل الذي يهدد العالم أجمع”. وأضاف: “أن تأثير العقوبات الأولية بات ملموسًا، حيث تتراجع العملة المحلية في إيران وأصبح الاقتصاد الإيراني يترنح، ونحن نرى نتائج ذلك ملموسة على أرض الواقع”.

ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الشكر إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية، “ترامب”، لأنه إتخذ خطوة تاريخية بإستئنافه العقوبات على “النظام الإيراني”.

“خامنئي”: القوة الأميركية إلى زوال !

قبيل إعادة فرض “العقوبات الأميركية”، شن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله “علي خامنئي”، هجومًا شديدًا على الرئيس الأميركي، “ترامب”، قائلاً: إنه “يجلب العار لبلاده، بل وقضى على ما تبقى من كرامة أميركا والديمقراطية الليبرالية”.

وأضاف “خامنئي” بأنه ليست فقط القوة الروحية أو القوة الناعمة للولايات المتحدة في تراجع، بل إن قوتها الصلبة سواء العسكرية أو الاقتصادية، تؤول إلى زوال.

“روحاني”: مجرد حرب نفسية..

فيما أكد الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، وكبار المسؤولين في حكومته؛ وكذلك النشطاء السياسيين الإصلاحيين والأصوليين، على أن الأميركيين قد فرضوا حتى الآن كل ما كان في وسعهم أن يفرضوه من عقوبات ضد “إيران”، لذا فلن تحمل موجة العقوبات الجديدة أمرًا استثنائيًا، وكل ما هنالك أن إدارة الرئيس الأميركي، “ترامب”، تريد شن حرب نفسية لكسر إرادة الشعب الإيراني، ولذلك فإن المسؤولين في “طهران” ينتظرون بفارغ الصبر أن يحين موعد فرض العقوبات الجديدة حتى يتبين فشل تلك “الحرب النفسية”.

“واعظي”: العقوبات لن تكون مؤثرة..

وكان مدير مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية، “محمود واعظي”، قد أعلن أن الإدارة الأميركية قد سعت جاهدة لإحداث حالة من الاضطراب العام فى “إيران”،، وذلك من خلال استمرار “الحرب النفسية”، غير أن الشعب الإيراني قد أدرك تمامًا أنه؛ حتى لو تم فرض العقوبات الحديدة فلن تكون مؤثرةً إلى حدًا كبير، مُضيفًا أن “الولايات المتحدة الأميركية” تستغل كل إمكانياتها كي تضغط على الشعب والحكومة الإيرانية بكل قوة بعد الـ 4 من تشرين ثان/نوفمبر 2018، ولكن لن يمكنهم الاستمرار في ذلك.

وأشار “واعظي” إلى أن الحكومة الإيرانية قد إتخذت كافة التدابير اللازمة تحسبًا لحدوث شيء في يوم بدء استئناف العقوبات وما بعده، ولا شك أن الأميركيين قد رحبوا بتنفيذ العقوبات مبكرًا، ولكن بوجه عام لن يحدث شيء استثنائي.

“ظريف” يستبعد آثر العقوبات..

أما وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، فقد تطرق إلى العقوبات الجديدة؛ قائلاً: إنه من المستبعد أن يطرأ شيء جديد بعد الرابع من تشرين ثان/نوفمبر 2018، موعد تنفيذ المرحلة الثانية من العقوبات، لكن من المعلوم أن آثار العقوبات ستكون نفسية أكثر منها عملية، وتلك الآثار النفسية كانت قد بدأت أصلاً منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي بل وقبل ذلك”.

موسكو تتضامن مع طهران..

كانت وزارة الخارجية الروسية، قد استنكرت، أمس السبت، “العقوبات الأميركية” الجديدة ضد “إيران”، معتبرةً أنها هجوم قوي آخر لـ”الولايات المتحدة” على “معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية”. وتعهدت  “وزارة الخارجية الروسية” ببذل كل الجهود لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع “إيران”؛ رغم استئناف “العقوبات الأميركية”.

وجاء في بيان أصدرته الخارجية الروسية: “إن رزمة جديدة من العقوبات ضد إيران من قِبل واشنطن تهدف إلى تقويض الجهود المتسقة من قِبل الأطراف المشاركة فى اتفاق إيران النووى للحفاظ على الاتفاقية”.

وبحسب الوزارة الروسية فإن سياسة “واشنطن”، التي تهدف إلى إلغاء الأدوات الشرعية الدولية لمواجهة الأسلحة النووية، تثير استياءً عميقًا وقلقًا متزايدًا، لأن “الولايات المتحدة” توجه ضربة قوية أخرى لـ”معاهدة الحد من الأسلحة النووية”، وتزعم بأن تلك العقوبات مهمة لتعزيز المعاهدة، لكنها في الحقيقة تؤدي إلى تقويضها.

وشددت “موسكو” على أن، “روسيا”، ترفض أية عقوبات أحادية الجانب تتجاوز قرارات “مجلس الأمن الدولي” وتؤثر على مصالح دول أخرى.

كما وعدت “روسيا” بمساعدة “إيران” في مقاومة الجهود الأميركية لتحجيم مبيعات نفطها، عند تفعيل “العقوبات الأميركية” عليها، يوم الاثنين. وقال وزير الطاقة الروسي، “الكسندر نوفاك”، إن بلاده تتطلع لمواصلة تطوير تجارتها بالنفط الإيراني، الذي تبيعه إلى بلدان أخرى وفق “اتفاق النفط مقابل البضائع” مع “إيران”.

وكان مسؤولون أميركيون قد حذروا “روسيا”، الأسبوع الماضي، من مغبة محاولة مساعدة “إيران” في بيع نفطها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب