“مايك لي” : أميل للواقعية في أفلامي .. و”بيترلو” لم تأخذ حقها في كُتب التاريخ !

“مايك لي” : أميل للواقعية في أفلامي .. و”بيترلو” لم تأخذ حقها في كُتب التاريخ !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

“مايك لي”، من مواليد 20 شباط/فبراير 1943، هو كاتب إنكليزي ومخرج سينمائي ومسرحي. درس في “الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية”، (RADA)، قبل شحذ مهاراته في الإخراج، بدأ كمخرج وكاتب مسرحي في منتصف الستينيات.

في السبعينيات والثمانينيات، انتقلت مسيرته بين العمل المسرحي وصنع أفلام لتليفزيون (بي. بي. سي)، والتي تميزت بـ”الواقعية”، وتشمل أفلامه المعروفة؛ Life is Sweet (1990) ، Career Girls (1997)، وفيلم السيرة الذاتية Naked (1999)، حصل من خلاله على جائزة أفضل مخرج في “مهرجان كان السينمائي”، وتم ترشيحه لـ”الأوسكار” والـ”بافتا” البريطانية،  Secrets & Lies (1996)، Mr. Turner (2014).

ومن أهم أعماله المسرحية؛ (Greek Tragedy، Ecstasy، Abigail’s Party).

تم تشبيهه بالمخرج الياباني، “أوزو ياسوغيرو”. حظي فيلمه الأخير (Petrloo-بيترلو) على إشادات واسعة من جانب النقاد والحاضرين في “مهرجان فينسيا السينمائي”، و”تورنتو السينمائي”؛ الذي شهد العرض الأول له.

ينتمي الفيلم لنوعية الدراما التاريخية، فهو يوثق “مذبحة بيترلو”، التي تعود إلى عام 1819، عندما ثار أبناء “مدينة مانشستر” ضد السياسيين والاقتصاديين الذين أساءوا إدارة المدينة فتسببوا برفع الضرائب وغلاء الأسعار وزيادة الفقر.

لم يستعين “لي” في فيلمه الجديد بنجوم كبار، فقدم نماذج جديدة صنع منهم أبطال لأول مرة، وهم “ديفيد مورست”، و”ماكسين بيك”، و”روري كينير”، و”روبرت ولفورت”، و”سام ثروتون” وغيرهم الكثير.

حاولت صحيفة (الغارديان) البريطانية فك شفرة هذا الرجل العبقري والتقرب من شخصيته.. من خلال حوار صحافي أجرته المحررة “أنغيلا”.. ودار الحوار على النحو التالي..

لماذا اخترت “مذبحة بيترلو” لتكون عنوان فيلمك الجديد ؟

المذبحة من الأحداث الدامية التي أثرت في نفوس البريطانيين، لا يمكن تجاهلها، وللأسف تم تجاهلها من جانب وسائل الإعلام وكُتب التاريخ حتى في المدارس لم تدرس، ولم يتم تعريف الأجبال الجديدة والمتعاقبة بها، لذا قررت صنع فيلم يتحدث عن هذه المذبحة تحديدًا.

المذبحة تعود لقرون.. ما الموارد التي استمدت منها معلوماتك ؟

استعنت بذاكرتي؛ وما قرأته عن الحادثة قديمًا، ومن حكايات والدي.

متى استغرقت لتنفيذ الفيلم ؟

استغرقت خمس سنوات، عندما يتم تحدد الموعد لتنفيذ الفيلم يحدث شيئًا ما يحول دون تنفيذه، بدأت تنفيذ الفيلم بدون سيناريو، وأستعنت بـ 160 ممثل لم يعتد المرء على رؤيتهم.

برأيك إذا كان ضحايا المذبحة أحياء يرزقون هل سيكونوا راضيين عن سياسة “بريطانيا” الحالية ؟

سوف يكون لديهم مشاعر مختلطة، نحن أحرزنا تقدمًا كبيرًا، لكن غابت لدينا روح الوطنية والإصرار،  فبعضهم يتعاملون بمبدأ “اللامبالاة”.

دائمًا ما تحظى المرأة على اهتمام كبير في أفلامك ؟

المرأة لا تقل أهمية عن الراجل، وأرفض التمييز في صناعة السينما، يجب أن تأخذ حقها من حيثُ البطولة والأجر، وبالنسبة لـ (بيترلو) كان لها دور قوي على مختلف الأصعدة، فهي تحمست كالرجال وشاركت في المذبحة كما لو كانت رجلاً، وضحت وماتت كالرجال.

لماذا أستعنت بوجوه جديدة في الفيلم ؟

لأن الفيلم ليس بحاجة لنجوم معروفة، أنا أقدم فيلم تاريخي من بطولة أناس عاديين وليس فيلم تجاري يعتمد على أسماء النجوم المشاركين فيه.

أيهما الأقرب لقلبك “السينما” أم “المسرح” ؟

الأثنين، لا أفاضل بين مجال وآخر، أنا مخرج أتنفس فنًا، وأشعر أنني حققت ذاتي من خلال المجالين.

أفلامك مستوحاة من الشارع.. إذاً ترفض قصص الخيال والفانتازيا ؟

الفن معروف بأنه مرآة عاكسة للواقع، فلا يحق للسينما أن تكون بعيدة عن ما يجري في الشارع من أحداث، فكيف أصنع فيلم فانتازيا وهناك قضايا مطروحة في مجتمعي تؤرق مواطنينا، لا يصح أن أسير في سرب بعيدًا عن قضايا مجتمعي، أميل للسينما الواقعية في أفلامي، وأستمد أحداثها من الشارع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة