منزل “نينا سيمون” ثروة وطنية .. البيانو سلاحها للتنديد بالمساواة والعدالة الاجتماعية

منزل “نينا سيمون” ثروة وطنية .. البيانو سلاحها للتنديد بالمساواة والعدالة الاجتماعية

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

يمثل منزل المغنية الأميركية، “نينا سيمون”، في “نورث كارولينا” كنزًا وطنيًا؛ وخطوة أخرى في إعادة تقييم مسيرتها الرائعة.

بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على غنائها وعزفها لأول مرة في “أتلانتيك سيتي”، صنعت لنفسها مكانة خاصة لدى قلوب محبيها، بنغماتها ومشاهدها المبجلة.

شعرت بعدم التقدير في حياتها، فغادرت، وعاشت معظم حياتها خارج البلاد، بعد أن أصبحت حانقة جداً على الفشل الاجتماعي الأميركي.

ردّها الناري على مقتل زعيم الحقوق المدنية، “مدغار إيفرز”، وأربعة أطفال سود في “برمنغهام” بولاية “ألاباما”، وتغنيها بأغنية (ميسيسيبي اللعنة)، تعني إيمانها وسعيها لتحقيق العدالة في بلادها.

بوجهها الأسمر وشعرها المجعد، نجحت في جذب أنظار المحيطين بها من البيض والسود، عندما سمعوا موسيقاها وسمعوا الجانب الكلاسيكي بها، فعُرفتُ كعازفة “بيانو” كلاسيكي سوداء، حسبما أشارت صحيفة (الغارديان) البريطانية.

الجانب السياسي في حياة “نينا”..

أشتهرت “نينا” بالموسيقى الاحتجاجية، التي كانت تحتج من خلالها على القرارات السياسية التي يمكن أن تقيد حرية الأفراد، وكانت لا تميل إلى الموسيقى المعاصرة، إذ تراها تحولت إلى موسيقى “الراب”، التي لا تراها موسيقى، إنما مجرد ضربات وترديد، ورغم أنهم يحتجون ضد ما تحتج هي ضده – العنصرية في هذه الدولة – لكنها كانت ترى أن “مغنو الراب” خرّبوا الموسيقى بقدر كبير.

قضية المساواة بين البيض والسود، هي القضية التي كانت تشغل بالها دوماً، لكنها أصابت بحالة إحباط شديدة، لأنها كانت يائسة من تحقيق المساواة على أرض أميركا.

أشارت “نينا”، في إحدى حوارتها الصحافية السابقة قبل وفاتها، إلى أن الجشع وراء العنف المنتشر في أميركا، مستشهدة بمثال “مايكل جاكسون”، الرجل الذي كانت تعشقه كثيرًا؛ أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم، كانت دائمًا توصيه بأن يكون أقوى من أي أحد، ولا يدع الآخرين أن يغيرونه، قائلة له: “أنت أسود وجميل”.

أكدت أن “كوينسي غونز”، هو سبب المعاناة التي عاشها “مايكل جاكسون”.

الزمن ينصف “نينا”..

وصف بعض الجماهير أدائها بـ”المتصلب”، وشخصيتها بـ”العنيدة”، مرت الأعوام لتصحيح مثل هذه التصورات والإنطباعات التي إتخذت عنها.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان هناك ارتفاع متصاعد ليس فقط في عمق المواهب لدى “نينا سيمون”، ولكن أيضًا بسبب شخصيتها المتحدية. وقد تم تعزيز الاهتمام بعملها بشكل كبير من خلال فيلم (ليز غاروبز) الوثائقي لعام 2015، (ما حدث.. الآنسة سيمون ؟)، بالإضافة إلى إستحقاقها التي تستحقه بجدارة في قاعة مشاهير “الروك أند رول” هذا العام.

اليوم؛ تتم خطوة أخرى في إعادة تقييمها، فقد تم تسمية بيت “سيمون” للطفولة بالثروة الوطنية من قبل الصندوق الوطني للحفاظ على التاريخ. وقد حصل هذا التعيين على أقل من 100 منزل في الولايات المتحدة.

وتخطط المنظمة، التي انضم إليها “الصندوق العالمي للآثار” والمجموعات الأخرى، لتحويل الممتلكات الفارغة والمتهالكة حاليًا، والتي تقع في مدينة “تريون” بولاية “نورث كارولينا”، إلى تحية لميراث الفنانة.

بين 1958 و1993، أصدرت المغنية “نينا”، التي توفيت في عام 2003 عن عمر يناهز 70 عامًا، أكثر من 60 ألبومًا، فإن الترتيبات التي إبتكرتها “سيمون”، مستندة إلى تدريبها الكلاسيكي، وصياغة صوتها، مستمدة من موسيقى “الجاز”.

أصبحت بعض القطع التي صممتها “سيمون”، “كلاسيكيات”، بما في ذلك ردها الحاد على العنف في “حقبة الحقوق المدنية” في الجنوب في ولاية “ميسيسيبي غودام”، وأصدرت نشيد الفخر أن تكون شابًا وموهبًا وأسودًا، فكانت تطوع الموسيقى لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنديد بالمساواة.

على مر السنين، أصبحت سياسات “سيمون” أكثر راديكالية. في أواخر الستينيات من القرن الماضي، لم تكن تواجه مشكلة في طلب الجمهور الأسود إذا كانوا “مستعدين للقتل” من أجل القضية.

من أشهر أغنيها: (Suzanne) عام 1969، وأغنيتها الشهيرة (Mississippi Goddam) التي غنتها احتجاحًا على أراقة الدماء في الجنوب في حقبة الستينيات، و(I Loves You Porgy) التي غنتها عام 1960، و(The Other Woman)، (Don’t Let Me Be Misunderstood)، (Feeling Good)، (Do What You Gotta Do)، (In Love In Vain)، (I Wish I Knew How It Would Feel to Be Free)، (Who Knows Where the Time Goes).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة