الوصايا :هي نوع من الفروض على الناس بعمل الخير والاستقامة وصيانة الحقوق ..فوصية الله هي الفرض تمثل بقول الحق : “يوصيكم الله في أولادكم،النساء آية 11″..وهي فرض مُحكم علينا ..وبقوله تعالى :” ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ،الأسراء33″.وهنا فرض مُحكم على الناس،والمُحكم هو الحدي الذي لا يجوز أختراقه..فهل ألتزمنا به ..؟
اما الوعظ : فهوالنصح والتذكير بالعواقب..وقيل هو تذكير للأنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب ،كما في قول الحق:”فَمن جاءه موعظة من ربه فأنتهى فله ما سلف،البقرة 275″.
اما الحكمة: فهي المعرفة المملوءة بالوداعة والتواضع..لذا فحكمة الله في الخلق ،هي ثمرة البر والايمان والهدوء..وبها خلق الله الأرض ومن عليها من بشر.فالحكمة هي التجربة وهي البصيرة ..؟
كلمات ثلاث خالدات الواحدة تفسر الاخرى ومرتبطة بها ارتباطا شديدا كلها تعني العدل والاستقامة.من هنا نقول كيف يحكمون الحكام بدونها ..لا أدري لماذا لا يتعظون ..؟.
اما الوصايا في العرف الأجتماعي فقد فصلت بأنها التقوى الاجتماعية..وهي الأخلاق المشتركة بين البشر منذ عهد الرسالات الآلهية..والتعامل معها ألزامي وحدي لا يخترق متمثلة في الآية الكريمة:”واذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ….وهذا صراطي مستقيما فأتبعوه… الانعام 152-153″.
لذا فالوصايا هي حجر الاساس في بناء الاوطان والانسان ..حين مُنح الانسان وسيلة المعرفة والتوجه السليم للصلاح والفلاح ..
أنظر الوصايا العشر ..في التوراة والأنجيل والقرآن..وهي الفرقان في الكتب الثلاثة.
في التوراة جاءت بتسع آيات بينات (الأسراء 101). طالبت بتطبيق العدالة الأجتماعية بين بني الأنسان البشر،وأنهت غطرسة الفراعنة بعد اغراقهم في بحر الظلمات.
وفي الأنجيل جاءت بثلاث أيات بينات طالبت بالسلام والمحبة بين الناس ونبذ الحروب بين الشعوب(آل عمران 49).وبذلك انهت كامل تطلعات الرومان في استعباد الشعوب وبعدها بدأ التطلع للحرية، وأنهت غطرسة الاسكندر المقدوني الذي بموته انتهى ظلم الشعوب الضعيفة.
وفي القرآن الكريم جاءت بأكثر من ستة ألاف اية من البينات (واذا تتلى عليهم آياتنا بينات يونس 15) والتي وضعت تشريعا عاما لكل الناس في الحقوق والواجبات،حتى انهت نفوذ عصر قبل الاسلام وتشريعاته..حين تحولت الى تاريخ. لكنها عجزت ان تستمر بالاصلاح في نفوس معتنقيها..لماذا ؟
لقد جاءت الوصايا في القرآن بموجب الآيات ( 151-153 من سورة الانعام) مجسدة في وصايا الاخلاق ، وعدم الاعتداء ، وأجتناب الفواحش ،وصيانة الحق المطلق . لكننا لم نلمس تطبيقا لهذه الوصايا خلا عصر النبوة.ولكن بعهد الخلافة الراشدة والاموية والعباسية قد أنحدر الخط البياني نحو ضعف الايمان بها واحيانا قد اصبحت لا ذكرى لها في مجال التطبيق.ألم يكن هذا ناتجا من ضعف العقيدة بالرسالة وتشريعاتها ..؟
وسؤالنا اليوم لو ان أهل البيت (ع) والصحابة (رض) الذين نلهج بهم ليل نهار يملكون أتبعاعا يؤمنون بهم ..لما حلت بالامة هذه النكبة منذ انتهاء عهد الرسالة..فالاسلام والايمان به اصبح مجسدا في لغة الناس لا في واقعهم ..لذا فشلت الامة الأسلامية من ان تخلق لنفسها وطنا قويا وعادلا مثل الامم الأخرى.. التي عاشت بلا دين كما في اليابان والصين.
كل الشعوب التي آمنت بمبادىء قادتها استطاعت ان تخترق الصعاب وتبني دولا مثل الشيوعية والرأسمالية والبوذية .. الا نحن..لماذا ؟ حين قتلتنا المِلل والنِحل وبقينا اعداء لبعضنا البعض ولا ايمان لنا لا بعقيدة ولا وبوطن..وكل هؤلاء المطبلون … منافقون ؟
انتخابات العالم يحصل فيها التزوير.. لكن سرعان ما تُحل المشكلة ويعترف المزور وينتهي الأمر.والمسئول الذي يفشل يتقدم لشعبه بالأعتذار ويتنحى عن المهمة لغيره.لماذا العربي والمسلم منذ النشأة كان بعيدا عن هذه الفلسفة في حكم الدولة والناس؟ الم يكن ذلك نقصا في الخُلق والعقيدة والتوجيه والآيمان بها ؟ .
نتمنى ان يفتح الحوار لنبني فكرا جديدا يستند على قاعدة علمية لا عاطفية لعلنا نتجاوز المحنة.
رسالة موجهة للسيد كريم حمادي مدير الفضائية العراقية ..ليفتح الحوار فيها ..احسن من حوارات سياسية ميتة مكررةلا جدوى منها..؟