عندما تتحرك مملكة الشر السعودية الوهابية وحكامها العملاء في مجال ما تسميه التقارب الأخوي العربي وطي الماضي وفتح صفحات جديدة مع دول المنطقة ومنها العراق وتقوم بالانفتاح عليه في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة حسب ما تدعي لا يأتي من فراغ وانما جاء بعد دراسة مستفيضة واجتماعات مع رموز العداء الصهيوني الامريكي ورسم خارطة جديدة للمنطقة يقودها الصبي محمد بن سلمان فتحركها هذا لا ينطلي على الباب العقول .
جاء في قول أمير المؤمنين وسيد الوصيين الأمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في كلام له يصف معاوية بن أبي سفيان (والله ما معاوية بأدهى مني ،ولكنه يغدر ويفجر ، ولو لا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ، ولكن كل غدرة فجرة) .
أن ما أثير مؤخرا وما يثار من نية ولي عدهم وأميرهم محمد بن سلمان زيارة العراق وفتح قنصلية لمملكتهم في مدينة النجف الاشرف ( التي لا تتشرف بهم أكيدا ) وفتح باب التعاون والاستثمار يحتم على الجميع ان يقفوا اتجاه هذه الخطوة وما تتبعها من خطوات موقف مبدئي ووطني وأنساني حر وشريف فلا يمكن أن يتناسى أبناء الشعب العراقي الغيور ما جرى عليهم من ويلات وحروب وفتن وقتل ودمار بدعم ومساندة من السعودية وحكامها الخونة العملاء طيلة عقود من الزمن .
المتتبع لتاريخ وواقع الحقد السعودي لأبناء العراق سوف يجد أن هذا الحقد والشر والكراهية ليس بجديد أنما متجذر منذ الأزل منذ إعلان ( سقيفة بني ساعدة ) وحربهم ضد الخليفة الشرعي والامير الحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومرورا بغزوات الوهابية الى النجف وكربلاء وهدم قبور البقيع وانتهاء بدعم طاغية العصر ديكتاتور العراق صدام المجرم أبان الانتفاضة الشعبانية المباركة وقمعها وقتل العلماء وأخيرا دعم العصابات التكفيرية والإجرامية داعش وحليفها البعث الكافر وكل ما جرى من تفجيرات .
أن ما قدمه أبناء الشعب العراقي على منحر الحرية والدفاع المقدس عن الأرض والمقدسات ونزيف الدم الذي روى ارض الوطن الغالي لا اعتقد جازما ان زيارة مرتقبة لمثل هكذا مجرم سوف تنسي الأحرار والثوار او تعفي عما سلف فالإنسان العاقل لا يلدغ من جحر مرتين والغادر الفاجر لا يؤتمن في عهد أو قول أو نصيحة .ان ظن بن سلمان بان الشعب العراقي سيستقبله بالورود والرياحين فهو مخطأ ومتوهم لان دماء شهدائنا وأحرارنا لم ولن تجف وأصوات أطفال اليمن وشعبها الغيور مازالت تدوي في أركان المعمورة صارخة بوجه اعتى أنظمة الشر والطغيان الوهابية السعودية وأهات وويلات حرائر وشباب وشيوخ البحرين تنادينا بهل من ناصر ينصرنا .
ان ما قامات به السعودية ولا زالت تقوم به من دعم مفتوح ولا محدود لكل القوى الظالمة المستبدة والمجاميع الإرهابية ماديا ومعنويا وإعلاميا أنما ينم عن حقدها وتعصبها المذهبي وعدائها لكل الإنسانية والشعوب المستضعفة في مشارق الأرض ومغاربها فلا يمكن أن نتغاضى عن مبادئنا وأهدافنا الحق النبيلة وقيمنا وتربيتنا فالإنسان النبيل والشجاع أنما تصقله المواقف والمحن وما أزدننا بكل الظروف المأساوية التي مرت علينا ألا يقينا بديننا وقياداتنا ومذهبنا السامي الحق ولا يمكن ان تنطلي علينا مثل هكذا مسرحيات عوجاء فارغة وقتية تمر مرور السحاب .
ان موقف البعض من اعلان الرفض ومقاطعة مثل هكذا زيارة أنما هو موقف الشرفاء الاصلاء والشجعان الغيارى الذين عرفتهم ساحات النزال والمعارك البطولية وان الأصوات التي تعالت لتكون بصف بن سلمان ومن على شاكلته أنما هي مثل نفسها ولا تمثل عامة الشعب العراقي الصابر الممتحن فكيف ننسى تاريخ أل سعود الأسود الدموي وحقدهم الدفين على أتباع آهل البيت وكيف نتنازل عن قيمنا ومبادئنا ومعتقداتنا أمام دنيا دنيئة بثمن بخس وقائدنا وسيدنا وأمامنا وقدوتنا الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام يقول ( ويزيد رجل فاسق، شارب للخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله ) .
نعم لا نبايع ولا نداهن على حساب قضايانا المصيرية فان الرضا بال سعود وأميرهم الفاسق بن سلمان وبمقدمه المشئوم أنما هو مبايعة بحد ذاتها وان لم تكن علنية فهي صورية وإعلامية وهنا اذكر الجميع بقول الشاعر :
حياة الذل عار على الفتى
وحلم الفتى بغير موضعه جهل .