خاص : حاورته – بوسي محمد :
حتى الآن لا يعرف؛ هل هو الذي اختار آلة “البيانو” أم هي التي اختارته ؟.. فاعتبرها محبوبته الجميلة التي لا يرضى بها بديلاً، فتبادلا جرعات الحب التي تجلت في مقطوعاته الموسيقية.
هو الموسيقي اللبناني “ميشال فاضل”، الذي إخترق حاجز شوك العالم الموسيقي بمعزوفاته التي أخذت بيد الموسيقى لآفاق واسعة.
بدأ شغفه بالموسيقى منذ نعومة أظفاره، وساعده على ذلك والده الموسيقار الكبير، “فؤاد فاضل”، الذي علمه النقر على “البيانو” وهو في الثالثة من عمره.
لم تتوقف موسيقاه عند حدود الجغرافيا، حيثُ درس التأليف الموسيقي في فرنسا، وقيادة الأوركسترا في “كونسرفتوار بولونيا”، وحصل على ماجستير في العزف على البيانو من “الكونسرفتوار الوطني اللبناني” بدرجة ممتاز في 1998، وفاز ببطولة العالم في الفنون الجميلة عن فئة التأليف الموسيقي التي أقيمت في هوليوود، وحاز على الجائزة الأولى عن هذه الفئة.. ألتقت به (كتابات)، للتعرف عن قرب على تفاصيل إبداعه..
(كتابات) : لماذا آلة البيانو تحديداً ؟
- في الحقيقة أنا لم اختر آلة “البيانو”.. فهي التي اختارتني أو بمعنى أدق أنا نشأت وكبرت في أحضان “البيانو”، وكثيراً ما كنت أجسو بجانب والدي وأنا صغير وأستمتع بموسيقاه التي يقوم بعزفها على “البيانو”، فعشقتها وهي بالتالي عشقتني، وصعدت بها للمجد.
(كتابات) : ألم ترغب أن تخوض تجربة آلة أخرى جديدة ؟
- نعم.. لا أريد أن ألعب على آلات أخرى، أنا مؤمن بمقولة لكل مقام مقال، اعتبر نفسي متميز في مجالي وعلى آلتي التي شهدت على نجاحاتي.
(كتابات) : حدثنا عن رحلة صعودك ؟
- لا شك أن والدي وقف بجانبي كثيراً في بدياتي، فهو صاحب الفضل وراء ما وصلت له الآن من نجاحات، بجانب أن الحظ كان معي، فيكفيني أن أقول أنني عازف “بيانو” مع السيدة “فيروز” من 2003، واشتراكي في برنامج “ستار أكاديمي” ساعدني كثيراً؛ فهي بوابة العبور الأولى لقلوب الجماهير، ومن هنا بدأت طريق نجاح تتوج بالعمل مع كبار الفنانين مثل “كاظم الساهر”، و”ماجدة الرومي”، و”كارول سماحة”، و”جوليا بطرس”، و”نوال الزغبي”، و”نبيل شعيل”، و”أليسا”، و”نانسي عجرم”.
الموسيقى هي عالم لا نهاية له.. فنحن موسيقيين نعيش كل يوم نتعلم شيئاً جديداً، ونتطلع على ثقافات جديدة، فالموسيقي الناجح هو الذي يشتغل على نفسه كثيراً ويطور من حاله ومن موسيقاه، فأنا لا زالت أعتبر نفسي في بداية السلم وليس في منتصفه.
(كتابات) : حظيت ألبوماتك بنجاح محلي وعربي وعالمي.. ما هو سر نجاحك ؟
- أن تنجح بموسيقاك وتعبر بها لقلوب الجماهير، فهذا يحملك مسؤولية كبيرة في أعمالك القادمة حتى لا تخذل هذا الجمهور العظيم الذي رحب بك، لا يوجد خلطة للنجاح، أنا فقط أجتهد وأترك الباقي على الله سبحانة وتعالى.. فأنا كثيراً أحدث نفسي وأقول أنا لم أفعل شيئاً ومازالت في بداية الطريق، لأن الفنان إذا أصابة الزهو والغرور يقع في براثن الفشل، ولم يحقق شيئاً، وأنا إنسان طموح أرى أنني لم أحقق أي شيئاً ولازال عندي الكثير في مجال الموسيقى، وكثيراً ما أشتغل على حالي، لأن الموسيقى لا نهاية لها، وأحب أن أذكر أن الإنسان بلا طموح كالإنسان الذي بدون أمل وبلا هدف بالحياة، وأنا بالطبع كثيراً ما أشكر الله على هذا التوفيق، وأدين بالفضل في نجاحي هذا بعد الله سبحانه وتعالى لبرنامج “ستار أكاديمي”؛ الذي عرفني بالوطن العربي، وبرنامج “آراب أيدول”.
(كتابات) : أقمت حفلات في مختلف بلدان العالم.. ماذا يمثل لك مسرح “الأوبرا المصرية” ؟
- فخر لأي فنان عربي وعالمي أن يقف على خشبة أعرق مكان في العالم “الأوبرا المصرية”، التي أقدسها كثيراً واحترم مبادئها وسياستها في الحفاظ على الموسيقى المصرية، وبصفة عامة أنا أعشق مصر، فهي بالنسبة ليّ أم الدنيا، وأم الفنون والحضارات، فهي تحتضن موسيقيين كبار على رأسهم الموسيقار الكبير “عمر خيرت”، وترعرع على أرضها كبار نجوم الفن الذين تربينا على أصواتهم وكانوا سبباً لعشقنا للفن، مثل العندليب “عبدالحليم حافظ”، وكوكب الشرق “أم كلثوم”، كما أنها أم لكل فنان عربي يأتيها، فكانت سبب في صعود نجوم عرب كثيراً منهم؛ “وردة” الجزائرية، و”فريد الأطرش” وغيرهم، وأنا على المستوى الشخصي أشتغلت مع مصريين وأحبهم كثيراً.
(كتابات) : هل لازال الخوف يتملكك كلما صعدت إلى خشبة المسرح ؟
- بالتأكيد، الإنسان الشجاع لا يعني أنه لا يخاف.. فهو ليس خوف بقدر ما هو قلق، خاصة إذا كان المسرح هو “دار الأوبرا المصرية”، والجميع يعرف خصوصية المسرح الكبير الذي وقف عليه كبار النجوم من مختلف أنحاء العالم، فالكل يعرف أن هذا المكان لا يعرف الوساطة، هو يدعو الفنانين المعترف بهم فقط، وهذا فخر لي أن أكون من ضمن المدعوين للوقوف على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وفخور أيضاً أنني أشارك في “مهرجان الموسيقى العربية” الذي يضم نجوماً كبار.
(كتابات) : هل وجدت صعوبة في الصياغة الموسيقية مع “أوركسترا القاهرة السيمفوني” أثناء البروفات التحضيرية قبل تقديم حفلتك على “الاوبرا المصرية” ؟
- إطلاقاً.. سعدت بهم كثيراً؛ وكان هناك كيمياء كبيرة بيننا، وحمدت الله على هذا، لأنني في البداية كنت متخوف، لكن بعد البروفة الأولى أطمأننت كثيراً، فالكل هنا يحب بعضه وأسعدنا بالتعاون سوياً.
(كتابات) : هل تتحكم الحالة المزاجية في العازف ؟
- بالتأكيد.. أنا ممكن أظل ثلاثة شهور لا أعمل، فالموسيقى حالة روحانية يجب أن تكون نابعة من الأحساس كي تصل إلى الجمهور وتلمس مشاعرهم، لذا تحتاج لحالة مزاجية جيدة، وممكن في لحظة يأتي على بالي مقطع موسيقي جديد وأنا سائق أو بأكل في أي وقت، فوراً أدخل صومعتي الموسيقية التي أجلس فيها مع رفيقتي ومحبوبتي، “آلة البيانو”، لإنتاج مقطوعة موسيقية يروق لها القلب والوجدان.
(كتابات) : ما أكثر مقطوعة موسيقية راقت لها مسامعك ؟
- “فيروز” أنا تربيت على أغانيها، وموسيقى الموسيقار الكبير “عمر خيرت”؛ فهو يعتبر من أهم الموسيقيين في الوطن العربي، كنت أتمنى حضور حفلته في “مهرجان الموسيقى العربية”، ولكن ظروف عملي تمنعني، فمن المفترض أن أذهب إلى الأراضي السعودية، لإحياء حفلين ضخمين في 16 و17 تشرين ثان/نوفمبر في “مدينة الملك عبدالله الاقتصادية”، أحبه كثيراً على المستوى الشخصي وأحب موسيقاه كمستمع، كما أنني أسير على خطاه، فأنا جئت من مجتمع كلاسيكي لكنني أعشق الموسيقى العربية و”الأوركسترا”.
(كتابات) : ما أبرز السمات التي تميز الموسيقى الشرقية عن نظيراتها الغربية ؟
الموسيقى الشرقية لديها مقامات أكثر مقارنة بالموسيقى الغربية، التي تتميز بمقامات محدودة، ولكن الغرب أكثر تقديراً للموسيقى، وخصوصاً للموسيقى الخاصة بي، “Cross Over” أي مزيج من الموسيقى الشرقية الغنية بالميلودي والموسيقى الغربية التي يمكن إغناؤها بالتوزيع الموسيقي.