خطة صُناع السينما والموسيقى .. لمكافحة التحرش الجنسي في هوليوود

خطة صُناع السينما والموسيقى .. لمكافحة التحرش الجنسي في هوليوود

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

داخل معاقل الصناعة السينمائية في هوليوود كل شيء مُباح.. فقد تمكن أحد أقطاب السينما العالمية بتحويل استديوهات التصوير وبلاتوهات السينما، التي تُخرج لنا أعظم الأفلام العالمية بمختلف حبكاتها الدرامية، إلى “أوكار للدعارة” يتم بداخلها ممارسة الرذيلة بالإكراه والإجبار وربما الإذلال.

قد يراودك الاعتقاد بأن “أميركا” أرض خصبة ومكان آمن لممارسة الحريات وتحقيق الأحلام، وتناسينا أن المجتمعات التي يعد التمييز فيها أمراً مقبولاً سواء كان هذا التمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس تؤسس لأجيال تسمح لنفسها بإهانة الآخر، وهذا ما حدث داخل “بلاتوهات هوليوود”، التي تعرضت لعاصفة عنيفة مؤخراً، بعد سلسلة فضائح المنتج السينمائي الأميركي، “هارفي واينشتاين”، الذي كشفت عنها صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، واتهام ما يتعدى الـ 30 إمرأة له بالإعتداء الجنسي عليهن، في مقابل تحقيق أحلامهن.

لم تمر العاصفة مرور الكرام، فنجحت في إهتزاز صورة هوليوود، وذلك بعد أن شابها الكثير من الشكوك حول مواهب العديد من نجمات الصف الأول، وكذلك في مصداقية جائزة “الأوسكار”، لأن “واينشتاين” كان أحد أعضاء لجنة التحكيم، وأتّضح أنه كان له نفوذ في اختيار ممثلات بأعينهن للفوز بـ”التمثال الذهبي”.

حظيت هذه القضية، “التحرش الجنسي”، على اهتمام كبير من جانب صُناع الفن السابع، معتبرينها فضيحة تهدد بمكانة السينما العالمية، التي من المفترض أنها تمثل قوة ناعمة تصرخ في وجه الظلم، وتسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والحرية والمساواة، ليتفاجأ البعض أن هذه الممارسات تتم داخل قلعتها.

الـ «غولدن غلوب» والرداء الأسود..

سيطرت القضية على موسم الجوائز في هوليوود هذا العام، نظراً لما تشكله من تهديد على صناعة السينما، البداية كانت من عند حفل “غولدن غلوب” الذي إنطلقت دورته الخامسة والسبعين في كانون ثان/يناير الماضي، فقررت نجمات هوليوود إرتداء فساتين سوداء، في حين إرتدى الرجال بدل رسمية سوداء وظهروا بها على “الريد كاربت”؛ كنوع من الاحتجاجات الصامتة على تلك الممارسات.

وضم الحفل، الذي كان يقتصر فيه الحضور على مشاهير هوليوود، وصُناع السينما والموسيقى، ناشطات في مجال حقوق المرأة، وأحد منظمي حملات (#MeToo)، و(Time’s UP)، المناهضة للتحرش الجنسي التي ظهرت في أعقاب اتهام المنتج، “هارفي واينشتاين”، بالتحرش الجنسي.

الـ «غرامي» والوردة البيضاء..

“الوصول للعالمية ليس بالأمر السهل”.. هكذا تبين من قصص نجمات هوليوود اللواتي أفصحن عن تجاربهن المريرة مع “التحرش الجنسي” لأول مرة على أيدى رموز السينما العالمية، بعد مرور أكثر من 20 عاماً عليها، فكانت “أجسادهن” ثمن نجاحهن، فتبنى بعضهن الحملات المناهضة للتحرش الجنسي التي حظيت على اهتمام صُناع السينما والموسيقى، منها حملة (أنا أيضاً)، و(حان الوقت).

وكانت هذه الحملات قد فرضت نفسها على أخبار صناعة السينما الأميركية بقوة، فقد إرتدى بعض الفنانين المشتغلين بصناعة الموسيقى في حفل توزيع جوائز الـ”غرامي” الموسيقي، الذي إنطلقت دورته الـ 60 في 28 كانون ثان/يناير الماضي، ملابس مزينة بورود بيضاء أو حملها بيدهم؛ تضامناً مع حركة (Time’s UP)، حيثُ اتفق جميع المشاركين سواء من الرجال أو النساء على السجادة الحمراء بالظهور بالوردة البيضاء بالحفل لمناهضة ظاهرة التحرش الجنسي مثل “ريتا أورا”، و”ليدي غاغا”، و”ريهانا” و”مايلي سايروس”، و”لويس فونسي” صاحب أغنية (ديسباسيتو)، و”هيدي كلوم”، و”غيه زي” و”بيونسيه” و”إلتون جون”، و”ستيغ”، و”كاتي هولمز”، و”زين مالك”.

الناشطات النسوية تغزو الـ «بافتا» البريطانية..

كان للناشطات النسوية تواجد قوي في حفل توزيع جوائز هوليوود هذا العام، فكن هن أبطال الموسم، حيثُ غزت عدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون، (بافتا)، تنديداً بالعنف الجنسي ضد المرأة، وما تتعرض له من عنف عائلي في المنزل. وإرتدت المحتجات قمصاناً سوداء، ونجحن في التنسيق مع نجوم السينما والتليفزيون للتضامن مع حملتهن، واستجابت “أنغيلينا جولي” و”كريستين سكوت”، و”أندريا ريسبورو”.

ورددت المحتجات شعارات: “الأخوات متحدات، ولن نهزم أبداً”، وينتمين لحركة نسوية تطالب بالمساواة، وأطلقت على نفسها اسم (Time’s Up)، التي كانت تسعى إلى ضم أصوات أخرى تتضامن معها في حملة عالمية ضد العنف القائم على نوع الجنس من خلال مطالبة الحكومة بالوفاء بإلتزاماتها بدعم جميع الناجين من العنف المنزلي.

«برلين السينمائي» رفض الإنصياع لأوامر «Time’s Up»..

رفض مدير مهرجان برلين السينمائي، “ديتر كوسليك”، الإمتثال لأوامر حملة (Time’s Up)، المناهضة للتحرش الجنسي، بتغيير البساط الأحمر للون الأسود تضامناً مع أهداف الحملة، وتنديداً بالعنف المنزلي، ورفض التلاعب بالرموز المتمثلة في اللون الأسود والورود البيضاء، فهو يرى أنها حلول مؤقتة لا تجدي.

رفض “كوسليك” لا يعني موافقتهم على ما يحدث وما يرتكب في حق النساء، ولكن الدورة الـ 68 من المهرجان آخذت الأمر على محمل الجد، وذلك بعد أن أعلن “كوسليك” عن عقد جلسات نقاشية وندوات لبحث سبل علاج التحرش الجنسي.

ويُحسب لمنظمو المهرجان موقفهم النبيل مع النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي، وذلك بعد أن قاموا بحذف الأفلام، التي اتهم صناعها بالتحرش الجنسي، من مشاركتها في المسابقة الكبرى للمهرجان.

ثمار حملة «Time’s UP» في الأشهر السابقة..

الأول من كانون ثان/يناير 2018:

أعلنت صحيفة (تايمز) الأميركية ، عن الحملة والهدف منها، وعدد النساء المشاركين بها اللائي وصلن إلى 300 امرأة.

4 كانون ثان/يناير 2018:

ظهرت وزيرة التحالف النسائي الوطني، “مونيكا راميريز”، على برنامج (اليوم)، في (إن. بي. سي)، لمناقشة خطة عمل الائتلاف.

7 كانون ثان/يناير 2018:

إرتدى النساء والرجال اللون الأسود في حفل توزيع جوائز الـ”غولدن غلوب” في دورتها الخامسة والسبعين، وفي الوقت الذي قدمت فيه “ناتالي بورتمان” جائزة المخرج إلى جانب “رون هوارد”، إستدعت المرشحة “جميع الذكور” للتنديد بالعنف، بينما فازت “أوبرا وينفري”، الفائز بجائزة “سيسيل. بي. دي. ميل”، والقت خطاب مدهش وملهم مدته 9 دقائق أشادت فيه بحملة  (تايمز آب).

9 كانون ثان/يناير 2018:

أخطرت “غريتا غيرويغ” صحيفة (نيويورك تايمز) أنها تأسف للعمل مع المخرج الأميركي، “وودي آلن”، بعد اتهامه بالتحرش الجنسي.

13 كانون ثان/يناير 2018:

“مارك ولبرغ”؛ أعلن عن تبرعه بمبلغ 1.5 مليون دولار لصالح “صندوق الدفاع القانوني”.

20 كانون ثان/يناير 2018:

نظمت النساء مسيرات في جميع أنحاء البلاد، للتحدث مع النساء ضحايا الإعتداء الجنسي، وحثهن على البوح بأسرارهن، وضمت المسيرة الممثلة الأميركية، “سكارليت غوهانسون”، و”إيفا لونغوريا” في لوس انغليس، و”غين فوندا” في صاندانس.

21 كانون ثان/يناير 2018:

شاركت الممثلة العالمية، “أشلي غود”، تجربتها في الإعتداء الجنسي مع جمهورها.

25 كانون ثان/يناير 2018:

إنسحب الممثل الأميركي، “كيسي أفليك”، من تقديم جائزة “أوسكار أفضل ممثلة” في حفل توزيع جوائز “الأوسكار” في دورته التسعين، بعد اتهامه بالتحرش الجنسي.

5 شباط/فبراير 2018:

كشفت “تينا تشن”، عضو الحملة، عن أن الحملة أثارت مبلغ 20 مليون دولار لصندوق الدفاع القانوني، وتلقت 1000 طلب للحصول على مساعدة بشكل دوري.

16 شباط/فبراير 2018:

أعلنت الحملة عن وصولها إلى 21 مليون دولار بفضل التبرعات، وقال المتحدث الرسمي باسم (تايمز آب): “إن هدفنا هذا العام هو جمع 100 مليون دولار، في حين أننا حققنا تقدماً كبيراً، نحن نشجع الجميع على دعم هذا الصندوق”.

18 شباط/فبراير 2018:

إرتدى الحاضرون شارات حملة (تايمز آب) في حفل توزيع جوائز الـ”بافتا” السينمائية البريطانية، التي أقيمت في قاعة “رويال ألبرت” في لندن، والتي تستضيفها امرأة منفردة، “غوانا لوملي”، لأول مرة منذ أكثر من عقدين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة