العرب يلومون الآخرين ويتوسلونهم , ولا يلومون أنفسهم ويتفاعلون مع بعضهم بإيجابية , والحقيقة الدامغة أن العرب مخطئون والأخرين مصيبون , ذلك أن العرب يوفرون الفرص الذهبية للإستثمار بمشاكلهم وأخطائهم وهم في غفلة يعمهون , ولا يرعوّون ويستيقظون ويدركون بأن ما يقومون به هو عين المهين.
فالواقع البشري ومنذ الأزل يقضي بأن القِوى تستثمر في أخطاء ومشاكل القِوى الأخرى , لتضمن السيطرة عليها والتحكم بمصيرها بل وإستعبادها , ولا توجد قوة في الأرض مهما صغرت أو كبرت إلا وتسعى للإستثمار بمشاكل وأخطاء القِوى الأخرى من حولها , وهذا هو ديدن الصراعات وموقد الحروب على مر العصور والأزمان.
وما يجري في الواقع العربي أن الكراسي تصنع المشاكل وتراكم الأخطاء وتطلب من الآخرين حلها , وكأنها في غيبوبة وتجهل أن لا قوة تريد حلا لمشكلة قوة أخرى وإنما تهدف لإستثمارها , فالسياسة الحقيقية هي الإستثمار في أخطاء ومشاكل الآخرين , وتحقيق أعظم الأرباح الممكنة منها.
ولهذا تجد المنطقة العربية بسبب هول الأخطاء وتوالد المشاكل محط أنظار جميع القِوى العالمية , التي تتدافع للإستثمار في العرب لأنهم وبلا منازع يؤكدون أنهم عطب وحطب , وما أسهل أن يتم إندلاع الحرائق في بلادهم , فما أفظع ما يقوم به العرب.
وعليه فأن جميع القِوى المحيطة والطامعة بالعرب تتصرف بصوابية عالية وسياسة واضحة لا غبار عليها , إلا العرب الذي يتعصبون ويتمعركون ويكفرون بعضهم بعضا ويجرّمون أنفسهم , ويرسمون صورة كريهة لوجودهم ويسوّغون النيل منهم وإمتهانهم وتدمير حاضرهم ومستقبلهم , حتى صاروا وكأنهم عالة على البشرية التي أخذت تنمي مفردات الكراهية للعرب , بسبب ما يقومون به ويقدمون عليه من قبائح وبشائع , وما يتمتعون به من غباء سياسي وسلوكيات عاطفية إنفعالية إنعكاسية لا تنفعهم , بل تزيد من مشاكلهم وتعاظم أخطائهم وترميهم في مهاوي سقر.
وكأن العرب بلا عروبة ولا غيرة عربية ولا وطنية ولا قدرة على التحدي والبلاء العزيز , وكأنهم أسود على بعضهم وأرانب وخرفان أمام عدوهم , بل البعض منهم صار حميرا تُمتطى من قبل أعداء العروبة والعرب , والأدلة تتزاحم على أروقة الويلات والتداعيات المروعة.
فلماذا يلوم العرب القِوى الإقليمية , ما دامت القِوى العالمية تشقهم طولا وعرضا وتدوسهم بسنابك مصالحها وأهدافها ومشاريعها؟!!
أ ليس الأقربون أولى بهذه الغنيمة والفرصة المجانية التي تُمنح للطامعين بالعرب؟!!
أيها العرب العيب فيكم وليس في حبايبكم , فهل ستستيقظون من رقدة العدم؟!!