6 فبراير، 2025 12:20 م

إيران في سوريا .. لا نية للرحيل وإن اندلعت كبرى المعارك !

إيران في سوريا .. لا نية للرحيل وإن اندلعت كبرى المعارك !

خاص – كتابات :

قالها إذاً جنرال إيراني.. جنرال ليس كأي جنرال.. فهو المستشار العسكري للمرشد الأعلى لإيران، “علي خامنئي”، اللواء “يحيى رحيم صوفي”: “من حقنا أن نحصل على نصيبنا من ثروات سوريا.. نفطها.. غازها.. ثرواتها المعدنية”.. فهل يدعم التواجد الإيراني تلك الأماني..

لا نية للمغادرة.. نحن أصحاب الفضل !

المشاهد الآتية من الأراضي السورية تشي بأن إيران لا تملك أي نية لمغادرة الأراضي السورية؛ وإن خاضت كبرى المعارك مع أي قوى دولية أو تحالفات إقليمية.. فهي ترى أنها صاحبة الفضل الأكبر في بقاء الرئيس السوري، “بشار الأسد”، في منصبه، بعد كل هذه الاحتجاجات والإقتتال الذي خاضته من أجله ضد معارضيه المسلحين..

ويدعم ذاك الحديث مسارات الوجود الإيراني في سوريا، كونه ليس محصوراً في منطقة واحدة، إذ يتمركزون في الجنوب السوري، وتحديداً في منطقة “الشيخ مسكين”، وبإتجاه الحدود مع إسرائيل كذلك في “القنيطرة”، وفي محيط العاصمة دمشق وتحديداً في منطقة “السيدة زينب”، التي تعتبر نقطة محورية لإيران وحلفائها؛ لأنها تمنحهم سيطرة كبيرة تمتد إلى مطار “مرج السلطان” القريب من مطار دمشق الدولي.

مواقع استراتيجية تضمن نقل السلاح وإجلاء الجرحى..

هذا الموقع الاستراتيجي يضمن للقوات الإيرانية دخولاً وخروجاً آمنين من سوريا وإليها، فضلاً عن استمرار تدفق الأسلحة وإجلاء الجرحى.

في وسط سوريا وتحديداً في ريف حمص وصولاً إلى الحدود مع العراق، حيث يوجد مطار “تيفور” العسكري، الذي يستخدم الإيرانيون أجزاء منه كقاعدة عسكرية لطائرات مسيرة، وأخيراً يتمركزون في “ريف حلب” الجنوبي.

عتاد عسكري يعتمد على الرصد والمراقبة والردع..

العتاد الإيراني العسكري في سوريا، بحسب وسائل إعلام إيرانية، يتوزع بين أنواع مختلفة من الأسلحة، كالطائرة المسيرة، التي يطلق عليها اسم (شاهد 129)، وهي طائرة قتالية مسيرة صنعت في إيران بيد خبراء ومتخصصي القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية في إيران..

بإمكان هذه الطائرة الإيرانية، المتواجدة بكثرة في سوريا، تنفيذ مهامها على مسافة تصل إلى ألفي كيلومتر من القاعدة التي تنطلق منها، وهي قادرة على حمل 8 صواريخ ذكية والتحليق بها لمدة 24 ساعة متواصلة، وهناك أيضاً طيف واسع من التجهيزات العسكرية كالرادرات قصيرة المدى والمناظير الليلية وأدوات الاتصال والتجسس والرصد.

“فيلق القدس” مرجعية جميع القوات..

أما عن وجود القوات الإيرانية نفسها على الأرض في سوريا، فهو يخضع لمرجعية واحدة فقط دون غيرها؛ وهي “فيلق القدس” بقيادة، الجنرال “قاسم سليماني”، وهو فيلق يشرف على كل تفاصيل الوجود الإيراني في سوريا.

ولا يفوتنا، ونحن نتحدث عن التواجد الإيراني في سوريا، إلا أن نذكر “الحرس الثوري”، إذ بحسب المعلن يمثله مستشارون عسكريون يشرفون على العمليات الميدانية بشكل مباشر، وهو يتكون من وحدات خاصة للإستطلاع والتخطيط والتنفيذ.

قوات النخبة الرسمية متواجدة على الأرض..

فيما يتعلق بالجيش الإيراني النظامي، فإنه ممثل بقواته الخاصة وأفرادها موجودن في سوريا بأعداد قليلة لا تتجاوز المئات باعتبارهم من قوات النخبة !

عنصر آخر متواجد ضمن القوات الإيرانية في سوريا، وهو قوات التعبئة المعروفة باسم “البسيج”، وهي تخضع للحرس الثوري تدريباً وتمويلاً، وإشرافاً وعقيدة، وأفرادها يشكلون الجزء الأكبر من الحضور العسكري ببعده النظامي في سوريا.

الفصائل المسلحة الأفغانية والباكستانية أذرع “الحرس الثوري” هناك..

أخيراً الفصائل المسلحة؛ أو ما يصطلح عليه “ميليشيات”، وأبرزها دون منازع ألوية شكلها “الحرس الثوري” خصيصاً لسوريا، كـ”لواء فاطميون” من المكون الشيعي الأفغاني، و”لواء زينبيون” من المكون الشيعي الباكستاني !

وفي النهاية فإن هناك ضريبة لابد من دفعها للحفاظ على مكتسبات طهران من معاركها على أرض سوريا، إذ بلغ عدد القتلى الإيرانيين في سوريا، بحسب ما ذكرت مؤسسة “الشهيد” الإيرانية ووفق مسؤولين رسميين، يتجاوز الألف قتيل، بينما أعلن “لواء فاطميون” رسمياً أن العدد يتجاوز 2000 قتيل و8 آلاف جريح منذ بداية القتال !

هي حقائق تكشف لجميع المتابعين للشأن السوري وتدخلات إيران في المحيط العربي، أن إيران كنظام حاكم يعتمد مرجعية عقائدية في معاركه لن يتخلى عن أرضية اكتسبها أتاحت له تمدداً طالما تمناه قائدوه بين الرعب !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة