26 أبريل، 2024 5:09 م
Search
Close this search box.

عون في بغداد : من أحضان صدّام إلى ” كيكة ” معارضيه وأموالهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

بغداد – خاص
بدا لافتا أن يحتفي الرئيس العراقي فؤاد معصوم بنظيره اللبناني ميشال عون، بكعكة عيد ميلاد مزينة بالأعلام اللبنانية والعراقية، وكان ذلك ببلوغ عون الثالثة والثمانين فى وقت سابق من هذا الأسبوع.
وعلاقة قائد الجيش اللبناني السابق، الجنرال عون، وهو الوصف الذي ما يزال يعتز به، بالعراق تمتد إلى العام 1990 حين قام بحركته الشهيرة للإستيلاء على السلطة بقوة الجيش، مما دفع حينها بالقوات السورية التي كانت تسيطر على لبنان إلى محاصرته في قصر بعبدا، وحينها مد الجنرال يده وأحضانه إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عدو السوري حافظ الأسد، ليقوم الأول بارسال كميات كبيرة من الأسلحة لأنقاذ الجنرال، وفتح الطريق امام لجوء الكثير من أنصاره المسيحيين إلى بغداد، وهروبه هو إلى السفارة الفرنسية في بيروت حيث بقي هناك لفترة من الزمن حتى سمح له من بعدها بالتوجه إلى منفاه في فرنسا في 28 آب/ أغسطس 1991.

ليس للجنرال من يكاتبه
في منفاه بفرنسا قضى الجنرال عون 15 عامًا، شبه منسي، حد إن وصف “ليس للجنرال من يراسله” الذي استخدمه الكاتب الكولومبي العالمي غارسيا ماركيز كعنوان لأحد أعماله، بات منطبقا بالكامل على الجنرال عون الذي وجد في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الفرصة المناسبة لعودته إلى لبنان وممارسة الحياة السياسية.
وصل عون إلى بيروت في 7 أيار/ مايو 2005. وخاض بعدها الانتخابات النيابية التي جرت في شهري مايو ويونيو 2005 ودخل البرلمان اللبناني، ليغير بوصلته 180 درجة فمن معاداة النظام السوري إلى محاباته ومن ثم التحالف مع أشد أنصاره حزب الله حين وقع معه اتفاقا في 6 شباط/ فبراير 2006، ليجد فرصة للصعود في المعسكر المسيحي على حساب القيادي الكتائبي سمير جعجع.
ومثلما تحول عون من محاربة سوريا إلى صداقتها، بدأ في التنسيق مع السياسة الإيرانية ليصبح الذراع الثانية بعد الأولى الممثلة بحزب الله في تنفيذ تلك السياسة في لبنان والمنطقة، ومن هنا كان طبيعيا أن ينتقل من صداقة صدام إلى صداقة معارضيه، طال الأمر يتعلق بتأمين سلطته ومصالح تحالفه السوري- الإيراني.

أبعد من ” كيكة ” ميلاده
وبعد تسلمه منصب الرئاسة العام الماضي، كانت الأوامر الإيرانية واضحة بتجسيد مبادى التحالف مع أذرع الأخطبوط الإيراني بدءا من بغداد فدمشق وبيروت، لاسيما إن “كيكة” العراق دسمة للغاية، حيث تحولت بيروت وحزب الله إلى حاضنة للسياسيين العراقيين الفاسدين، عبر عمليات تبييض أموالهم في المصالح التجارية اللبنانية، واستثمارها في تقوية المصالح الإيرانية.
وللتغطية على ما تخفيه “الكيكة” في بغداد من اتفاقات بين إثنين من رجال إيران في المنطقة: العراقي معصوم واللبناني عون، قال الأخير “اننى اغتنم هذه المناسبة لتهنئة الشعب العراقى على ثباته وصبره وتصميمه فى مواجهة الشدائد والارهاب”.
غير ان “الكيكة” العراقية تظل مثيرة للعاب الجنرال وشبكات حليفه: حزب الله، فقال عون إن العراق يبحث عن جمع عشرات المليارات من الدولارات للمساعدة في إعادة بناء البلاد بعد الحرب على الدولة الإسلامية، وقال إن الشركات اللبنانية “بخبرتها الواسعة” والمستثمرين على استعداد للانخراط.
وكي لا ينسى عون إضفاء “البهارات” الإنسانية على زيارته لإعدائه السابقين في بغداد/ حلفائه حاليا حسب الأوامر الإيرانية، زار الجنرال المسيحي، كنيسة النجاة في بغداد حيث قتل 55 مصليا في عام 2010، بعملية نفذها إرهابيون من تنظيم القاعدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب