7 أبريل، 2024 3:04 م
Search
Close this search box.

“غصن الزيتون” .. هل تستطيع قوات “الأسد” إخماد شعلتها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تزيد من تعقيدات شبكة العداوات والتحالفات في شمال سوريا، أعلن الأكراد في سوريا، الأحد 18 شباط/فبراير 2018، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يسمح لقوات النظام بدخول “عفرين” للمشاركة في صد الهجوم التركي هناك.

مستشار في إدارة الحكم الذاتي للأكراد في شمال سوريا، قال إن القوات السورية سوف تنتشر في عدد من النقاط الحدودية وقد تدخل “عفرين” خلال يومين.

وقال مسؤول كردي كبير، الأحد، إن القوات الكردية السورية توصلت إلى اتفاق مع حكومة “دمشق” لدخول الجيش السوري منطقة “عفرين” للمساعدة في صد الهجوم التركي.

وأكد “بدران جيا كرد”، المستشار بالإدارة التي تدير مناطق الحكم الذاتي الكردية بشمال سوريا، على إن قوات الجيش السوري ستنتشر في بعض المواقع الحدودية، وقد تدخل منطقة “عفرين” خلال يومين.

دعوات لتأمين الحدود..

كانت الإدارة الذاتية الكردية في منطقة “عفرين” قد دعت في بيان لها، الخميس 26 كانون ثان/يناير الماضي، “الدولة السورية إلى القيام بواجباتها السيادية تجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من هجمات المحتل التركي (…) ونشر قواتها المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين”.

وكانت دمشق قد هددت؛ قبل أسبوع من إنطلاق عملية “غصن الزيتون”، على لسان نائب وزير الخارجية، “فيصل المقداد”، بأن القوات الجوية السورية جاهزة “لتدمير” الطائرات التركية في حال شنها أي هجوم على “عفرين”.

وندد الرئيس السوري، “بشار الأسد”، بما وصفه بـ”العدوان التركي الغاشم”.

وضع معقد..

يسلط الاتفاق الجديد الضوء على الوضع الذي يزداد تعقيداً في شمال سوريا، حيث تتصارع الجماعات الكردية والحكومة السورية وجماعات المعارضة السورية المسلحة وتركيا والولايات المتحدة وروسيا، في شبكة معقدة من العداوات والتحالفات.

وقد بدأت تركيا الشهر الماضي هجوماً جوياً وبرياً في “عفرين” السورية لإستهداف المقاتلين الأكراد هناك، إذ ترى أنهم جماعة إرهابية مرتبطة بتمرد مسلح في تركيا.

وتقوم الولايات المتحدة، حليفة أنقرة في شمال الأطلسي، بتسليح وحدات “حماية الشعب” الكردية في إطار تحالف تدعمه في سوريا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”. لكن في حين تبقي واشنطن على وجود عسكري في المنطقة الأكبر كثيراً، الخاضعة لسيطرة “وحدات حماية الشعب” وحلفائها إلى الشرق، لم تقدم أي دعم للوحدات في “عفرين”.

وقال “جيا كرد”: “يمكن أن نتعاون مع أي جهة تمد يد العون لكون الرأي العالمي صامت، وما يرتكب من جرائم وحشية أمام مرأى ومسمع العالم”.

ومنذ بدء الصراع وعلاقة حكومة الرئيس السوري، “بشار الأسد”، بـ”وحدات حماية الشعب” الكردية معقدة، وتجنب الطرفان في معظم الأوقات المواجهة المباشرة، لكنهما اشتبكا أيضاً في أحيان أخرى وعبرا عن رؤى مختلفة تماماً بشأن مستقبل سوريا.

“الأسد” يريد إستعادة السيطرة على سوريا بالكامل..

أشار الجانبان، في بعض الأحيان، إلى إمكانية التوصل لاتفاق طويل الأمد بينهما، لكن “الأسد” قال في الآونة الأخيرة إنه يريد إستعادة السيطرة على البلاد بالكامل.

“جيا كرد”؛ أضاف أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع دمشق عسكري فحسب؛ ولم يتم التوصل لأي ترتيبات سياسية أوسع بعد. وتابع قائلاً: “فيما يتعلق بالقضايا السياسية والإدارية في المنطقة، سيتم الاتفاق عليها مع دمشق في المراحل اللاحقة عبر مفاوضات وحوارات مباشرة، لكون عفرين سورية وحدودها حدود سورية وقضية سيادية تخص جميع السوريين”.

وقال إن ثمة معارضة من شأنها منع تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى أن “لا نعلم إلى أي درجة ستكون هذه التفاهمات صامدة، لأنه هناك أطراف غير راضية وتريد إفشالها.. ولكننا منفتحون على الحوار مع كل الجهات التي ترغب بحل الأزمة بالسبل السياسية”.

تدخلت تركيا في شمال سوريا في آب/أغسطس..

بدأت تركيا تدخلها المباشر في شمال سوريا، في آب/أغسطس الماضي، بدعم من جماعات المعارضة السورية المسلحة، في هجوم عسكري لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من حدودها ومنع “وحدات حماية الشعب” الكردية من ربط “عفرين” بمناطق أخرى تسيطر عليها إلى الشرق.

وأعلنت تركيا إنها قد توسع هجومها إلى تلك المناطق، وجددت في الأسبوع الماضي مطالبتها للوحدات بالإنسحاب من جميع الأراضي السورية الواقعة إلى الغرب من “نهر الفرات”.

ومنذ تشرين أول/أكتوبر الماضي، اضطلعت تركيا بدور في “محافظة إدلب” الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة على الحدود مع “عفرين” في إطار عملية دبلوماسية تدعمها روسيا، حليفة “الأسد”، في محادثات “آستانة” بكازاخستان.

وقال مسؤول سياسي كردي، مطلع على مفاوضات دخول الجيش السوري إلى “عفرين”، إن روسيا ربما تعارض الاتفاق لأنه يعقد جهودها الدبلوماسية مع تركيا.

ستواجه عواقب إذا اتفقت مع المسلحين الأكراد..

حول الموقف التركي من هذا الاتفاق، أبلغ الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، نظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، في اتصال هاتفي، أن حكومة النظام السوري “ستواجه عواقب” إذا أجرت اتفاقًا مع المسلحين الأكراد.

وعلق وزير الخارجية التركي، “مولود جاووش أوغلو”، قائلاً إن ما يهمنا غرض النظام السوري لدخول “عفرين”.

وأكد أنه إذا كان النظام السوري سيدخل إلى “عفرين” للقضاء على عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية و”العمال الكردستاني” لا تشكل ذلك مشكلة بالنسبة لنا؛ أما إذا دخل لحماية العناصر الإرهابية فلا أحد سيوقف الجيش التركي.

وتابع: “إن هذا الأمر ينطبق على عفرين، ومنبج، والمناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم (ب. ي. د/ بي. كا. كا) الإرهابي في شرق نهر الفرات”.

مشيراً إلى أن تركيا نفذت عملية “درع الفرات” من أجل تطهير المنطقة الحدودية من إرهابيي تنظيم “داعش”، والآن تقوم بعملية “غصن الزيتون” بهدف تطهير منطقة “عفرين” من إرهابيي (ب. ي. د/ بي. كا. كا)؛ الذين يهاجمون تركيا من تلك المنطقة.

وأكد “جاويش أوغلو” على أن بلاده أكدت دائماً حرصها على وحدة الأراضي السورية.

تركيا أدخلت الإرهاب لسوريا..

رداً على تصريحاته، قالت “بثينة شعبان”، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري، “بشار الأسد”، إن تركيا هي من قامت بإدخال الإرهابيين إلى سوريا، على حد تعبيرها، لافتة إلى أنهم دخلوا البلاد منتهكين القوانين الدولية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية على لسان “شعبان”، قولها: “إن العدوان التركي على سورية والوجود الأميركي غير الشرعي فيها يمثلان إنتهاكاً للقانون الدولي ويعرقلان تقدم الحل السياسي والإنتصار الكامل على الإرهابيين.”

وتابعت قائلة: “النظام التركي ساعد على دخول الإرهابيين إلى سورية، وعندما أدرك أنهم خسروا إنتهك القوانين الدولية وبدأ تدخله في شمال سوريا”، لافتة إلى أن “النظام التركي يواصل إنتهاك اتفاق وقف الأعمال القتالية، ما يصعب التعاون بين الدول الضامنة له”، مطالبة الأمم المتحدة بإدانة الاحتلال التركي للأراضي السورية.

بدء نقل قوات من “حزب الاتحاد الديمقراطي” لعفرين..

وسط هذه التصريحات من الجانبين، تناقل ناشطون صوراً جديدة، الإثنين 19 شباط/فبراير 2018، تظهر فيها عدة حافلات في مدينة “عفرين”، تقل المئات من المتطوعين من عناصر “حزب الاتحاد الديمقراطي”، (ب. ي. د)، قادمين من مدينة “حلب”.

وقالت مصادر إعلامية أن الحافلات القادمة من منطقة (الشيخ مقصود) في “حلب”، والتي تسيطر عليها الوحدات الكردية، حطّت قرب مدينة “عفرين”، حاملة مئات العناصر، وذلك ضمن الاتفاق الذي وقّعه “حزب الاتحاد الديمقراطي”، (ب. ي. د)، في “عفرين” مع قوات النظام.

ونوهت المصادر إلى أنه لم تدخل قوات تابعة للنظام إلى “عفرين”، مؤكدة على أن العناصر التي وصلت إلى “عفرين” بأغلبيتها من عناصر، (ب. ي. د)، الذين قاتلوا إلى جانب النظام في “حي الشيخ مقصود” بحلب.

مصالح مشتركة بين الطرفين..

رغم التوترات الظاهرية بين النظام و(ب. ي. د) ـ إلا أن علاقة التحالف تربط الطرفين، حيث مازالت الوحدات الكردية ترعى مصالح النظام في المناطق التي تسيطر عليها، ومازالت حتى اللحظة تمنح النظام رخصة السيطرة على مطار رئيس في قلب معقل الوحدات الكردية، في “مدينة القامشلي” بمحافظة “الحسكة”، وبالمقابل فإن النظام مازال يُسهل حركة القوافل التجارية بين مناطق الميليشيات المنفصلة عن بعضها شمال سوريا، ويبدو جلياً أن كلا الطرفان يثمنان هذا التحالف بينهما، ويعملان على دعم بعضهما رغم الاختلاف الظاهري في الأهداف المعلنة، ورغم العداء بين داعمي كلاً من الطرفين، (روسيا، وأميركا).

إستبعاد اندلاع نزاع..

كانت صحيفة (الحياة)؛ قد نقلت عن مصادر دبلوماسية روسية، أن موسكو كانت تريد أن تنتشر قوات النظام السوري في “عفرين” لوقف عملية “غصن الزيتون”، التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد شهر كانون ثان/يناير الماضي.

واستبعدت المصادر، في الوقت نفسه، اندلاع نزاع بين قوات النظام والأتراك.

سيطرة النظام تبدد مخاوف الأتراك..

في الأثناء، أعرب خبراء روس عن ثقتهم بأن نجاح روسيا في أي وساطة تعيد قوات النظام إلى “عفرين” سيرضي أنقرة ودمشق، لاسيما أن سيطرة النظام على هذه المنطقة ستبدد مخاوف الأتراك من بروز كيان كردي على حدودهم الجنوبية.

من جانبه طرح المحلل السياسي المصري، “محمد حامد”، في تحليله لمفاوضات دخول قوات الجيش السوري إلى “عفرين”، رأيًا قال فيه: “إنها فكرة أميركية بمباركة روسية ورضاء تركي أن تعود قوات النظام السوري على حدود تركيا، كما كان قبل 2011، فأنقرة تفضل نظام الأسد عن قيام كيان كردي”، مشيرًا إلى أن هذا الخيار من نتاج زيارة “ريكس تيلرسون” الأخيرة إلى أنقرة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب