6 فبراير، 2025 5:46 ص

“فاينانشال تايمز” تكشف .. أسرار معتقل الأمراء السعوديين الفاخر!

“فاينانشال تايمز” تكشف .. أسرار معتقل الأمراء السعوديين الفاخر!

خاص : ترجمة – لميس السيد :

بدأ عمال فندق “الريتز كارلتون” في إزالة آثار اعتقال الأمراء السعوديين الذين صدر أحكام ضدهم بتهم الفساد، فقد تم إزالة الأجسام الثقيلة الوزن والحادة من الغرف، خوفاً من إقدام النزلاء على الإنتحار.

تكشف صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية أن الأثرياء والأمراء السعوديين، الذين تم إحتجازهم في أجنحة  فاخرة بالفندق على مدى أسابيع، كانوا يقضون أوقاتهم ما بين جولات التحقيق في مشاهدة التليفزيون، وفقاً لتقرير نشرته عن كواليس إقامة الأمراء المحتجزين بالفندق بعنوان “روايات عن رجال محطمين ودورة التخلص من الوزن الزائد في قفص الرياض الذهبي”.

بعضهم خسر وزنه الزائد بسبب الحمية الإجبارية !

تروي الصحيفة البريطانية أن غرف المحتجزين كانت غالباً ما تبقى مفتوحة لمتابعتها من قبل رجال الأمن، حيث كان من غير المسوح لهم أن يتحدثوا لبعضهم البعض، لكن الاتصال بأقربائهم عبر الهاتف كان أمراً متاحاً.

ترصد الصحيفة كذلك حالة الأمراء بعد خروجهم من المعتقل الفاخر، حيث قالت أن بعض من خرجوا كانوا يعانون من الإكتئاب، لا يكادون يتحدثون عن تجربتهم، وهم صامتون معظم الوقت، فيما سخر بعضاً آخر من أن الإحتجاز منحهم فرصة لخسارة الوزن بسبب “الحمية الإجبارية” أثناء فترة الحجز.

حاورت، (فاينانشال تايمز)، أصدقاء ومقربين من المحتجزين، حيث يقول صديق أحد المحتجزين للصحيفة: “إذا احترمت نفسك فهم لطفاء معك، لكن رجال الأمن أولئك كانوا يعطونك الإنطباع بأنهم جاهزون لطرحك أرضاً لو أعطيتهم سبباً لذلك”.

ويقول أحدهم: “كان أحد الأثرياء المسنّين عائداً على طائرته الخاصة إلى جدة، وكان مقرّراً أن يذهب للقاء ولي العهد، «محمد بن سلمان»، لكن رجال أمن مسلّحين كانوا في إنتظاره، وهذا ما حصل مع البقية”.

إختيار مكان الإحتجاز وتنفيذ خطط الضبط بكل عناية..

كان بعض المحتجزين يتمكنون من التواصل مع أفراد عائلاتهم، بينما إختفى بعضاً آخر، حيث تم القبض على عشرين رجل أعمال سعودياً في “الإمارات العربية المتحدة” وتم نقلهم بطائرة خاصة في ليلة حملة الإعتقالات، وفقاً لما ذكرت الصحيفة البريطانية.

وقال أحد المشتبه بهم، الذي اعتقل في “مطار الدمام” بعد عودته إلى المملكة، للأصدقاء أنه تم القبض عليه في عملية تم حياكتها جيداً في التننفيذ، حيث قام الأطباء فور وصوله بتفتيشه قبل فحصه في جناح الفندق.

ويقول مسؤولون سعوديون إن ضربة الليل كانت ضرورية لضمان عدم معرفة المشتبه بهم بنبأ القبض عليهم، وأضافوا إن عملية قانونية مطولة لم تكن فعالة بالنسبة لإجراءات حملة الفساد، وأن الفندق الذي يتكون من 492 غرفة يضم أقدم خدمة مريحة وأمنة وموقعاً مميزاً لإجراء التحقيقات بسرعة.

وقد منعت قوانين المملكة حكومتها من إعلان أسماء المشتبه فيهم قبل المحاكمة، ولكن أحد المراقبون السعوديون قال: “لكن الأسماء وضعت على وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار خطورة هذه الحملة”.

لم يقع أي إيذاء بدني..

تقول الصحيفة البريطانية أن المسؤولين أنكروا وقوع أي إيذاء بدني للمحتجزين.

وتروي (فاينانشال تايمز)؛ قائلة أن المحققين كانوا أحياناً ودودين في الصباح أثناء إجراء التحقيقات، ولكن مزاجهم يتغير خلال المساء. في بعض الأحيان، كانوا يوقظون المحتجزين في منتصف الليل ويصرخون في وجههم بالمطالب، وفقاً لما ذكره شخص على مقربة من العائلة المالكة. وقد طلب من أحد المشتبه فيهم أن يحزم حقائبه في أواخر كانون أول/ديسمبر 2017 إستعداداً للمغادرة، ولكن للأسف تم تجاهله ليقضي 3 أسابيع أخرى من الحجز دون زيارات.

وأفادت الصحيفة البريطانية أن المصرفيين السويسريين تلقوا مذكرات سرية تطلب تحويل نقود الأمراء إلى حسابات “وزارة المالية”. إلا أنهم رفضوا ذلك إلا بتقديم أدلة إلى القضاء السويسري.

وقال “محمد الجدعان”، وزير المالية، إن عدة مليارات من الدولارات تم إستردادها بالفعل، لكن بلوغ هدف الدولة، البالغ 100 مليار دولار، سيستغرق وقتاً، حيث يتم إحتجاز الأصول وبيعها.

وقد تم الإحتفاظ بتفاصيل التسويات المالية سرية، لكن الأشخاص المقربين من الحكومة يقولون إن تلك المستحقات تشمل أصول نقدية وممتلكات سيتم تحويلها إلى الدولة.

على سبيل المثال، أبلغت شركة “إم. بي. سي” أن “وليد بن إبراهيم الإبراهيم”، مؤسس الشركة، الذي كان من بين المعتقلين، سيحافظ على حصته البالغة 40% في المجموعة، بينما ستسيطر الحكومة على الباقي. ومع ذلك، لا تزال التسوية النهائية معلقة.

وقد تم الإفراج عن معظم الذين حصلوا على تسوية، ولكنهم لا يزالون ممنوعين من السفر. وقال المراقبون إن الذين يرغبون في التعاون مع الحكومة سيسمح لهم بالعودة إلى شركاتهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة