9 أبريل، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

“جفاف” العراق .. يٌعرَي فشل الإدارة الحاكمة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتابات – بغداد :

كغيره ممن يفكرون في مصلحة بلدهم.. من هؤلاء الذين يستشعرون خطراً على عراقهم، الذي طالما عرف بـ”بلاد الرافدين” غزير المياه والثروات، هاله أن يجد ذاك البلد قديم الحضارات وأول من عرف جريان الأنهار على وجه الأرض، وقد جفت بقاع كثيرة من أنهاره وأظهرت ما أسفلها من سواد رسم بخيوطه وتشققاتها أبشع مظاهر إختفاء المياه وتوقفها عن الجريان !

خلل واضح في الإدارة..

“برهان المفتي”؛ قدم بصفته، كاتب ومهندس مختص في شؤون البيئة، قائمة علاجات “بيئية” عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، تحدث فيها عن ما كشفته حالة الطقس في الأسابيع والأيام الآخيرة من خلل واضح في الإدارة البيئية للعراق وفشل إداري في توازن الموارد البيئية، للدرجة التي وصفها هو، وبحسب تعبيره: “فضيحة”.

يرى “المفتي” أن ذلك الخلل والفشل أسبابه عراقية داخلية، رافضاً إلقاء المسؤولية على أي طرف خارجي، إذ إن كل دولة تسعى لأجل مصلحتها وأمنها، ولها الحق في إتخاذ أي خطوة – داخل حدودها – من أجل إدامة مصالحها، وأنه في حالة تحميل الآخرين الفشل الذي يعاني منه العراق اليوم في إدارة تلك الأزمة، فإن ذلك أقرب إلى فريق رياضي فاشل يرمي بخساراته المتكررة على قرارات الحَكم دون أنْ يفكر في تغيير خطة اللعب أو تطوير مهارات اللاعبين.

أين قراءة التنبؤات المناخية ؟!

ألقى الكاتب، المتخصص في شؤون البيئة، مسؤولية مظاهر الجفاف المريع للأهوار والقنوات المائية، على مسؤولي الموارد المائية الذين أعلنوا حيرتهم من وصول الأمور إلى هذه الدرجة، إذ في رأيه أن حيرتهم تلك تدل على عدم وجود برامج قراءة التنبؤات المناخية، إذ يستحيل عدم متابعتهم لقلة أمطار السماء، وبتعبيره هو و”كأنّ قحط ماء السماء كان مفاجئاً” !

كشف الكاتب في تحليله لما أصاب العراق من فقر مائي، غياب أي خطة طوارىء مائية لإدامة جريان القنوات المائية وسقي المساحات الزراعية، وعدم تقديم مسؤولي الموارد المائية غير الشكوى ولا شيء غير الشكوى من ما قامت وتقوم به دول الجوار، دون أن يقدموا مبرراً واحداً عن سبب عدم بناء سدود عملاقة في العراق منذ ٢٠٠٣ وإلى الآن.

أين خطة تدوير مياه الأنهار ؟!

وتساءل الرجل.. لماذا لا توجد خطة لتدوير مياه “دجلة” و”الفرات” دون طرحها هدراً في مياه الخليج المالحة، مقارناً تلك الحالة بحالة هدر “الغاز” المصاحب في الحقول النفطية لثمانين سنة، ما تسبب في البكاء على ضياع كل قدم مكعب من ذلك “الغاز”، الذي حرق في مشاعل الغاز في المصافي والمواقع النفطية !

تعجب “المفتي” المختص في شؤون البيئة، من عدم استغلال هطول الأمطار بغزارة؛ بعد كل تلك الشكاوى من جفاف الأنهار في العراق، فعندما جاء الغيث وهطل ماء السماء بغزارة، مرة أخرى ذهب الماء كله هدراً بسبب عدم وجود خزائن أو سدود لتخزين هذا الماء، ولا وجود لقنوات تجمع ماء المطر من شوراع المدن وتصريفها على المزارع والبساتين، أو حتى إلى محطات معالجة الماء لجعلها ماءً صالحاً للشرب وربطها مع شبكة الإسالة للمنازل.

غياب الرؤية والتخطيط..

بكلمات بسيطة، لكنها دقيقة كاشفة، عن إهمال وغياب للرؤية في كثير من المواقع العراقية، أظهر الرجل أن الإدارة فن وتخطيط وليست “شعارات”، وأن التخطيط يحتاج إلى رؤية شاملة لكل المتغيرات.

وفي النهاية فإنه على المسؤولين في الموارد المائية أن يتفهموا أنّ هناك متغيرات خارجية ومتغيرات داخلية، لكن ما يعنيهم أن يمتلكون القدرة على التحكم في المتغيرات الداخلية التي بأيديهم أصلاً.

وجه “المفتي”، ذاك الشخص البعيد عن مقعد المسؤولية، اللوم للمسؤولين في الحكومة ووزارة الموارد المالية؛ بأنه يفترض أن لديهم خبراء فنيين يعرفون تلك المتغيرات، غير أن ما جرى من قحط وفيضان يجعله يسأل، هل وجود حرف (الدال) قبل الإسم هو للوجاهة الوظيفية أم لتقديم الأفكار المبدعة والمبتكرة لأفضل إدارة ممكنة لموارد محددة، وهو هنا يسخر من كوادر حاصلة على درجة “الدكتوراه”، لكنها لا تقدم ما يخدم العراق والعراقيين ويحفظ مواردهم من المياه.

لقد عرت تلك الحلول، التي قدمها كاتب المقال، الكثير من المسؤولين وربما وزارة بأكملها، إذ بينت عواراً يهدر على العراقيين حقوقهم في الحياة وعلى رأسها حقهم في المياه !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب