بعد “داعش” .. أول عيد حب في الموصل !

بعد “داعش” .. أول عيد حب في الموصل !

خاص : كتب – محمد بناية :

للمرة الأولى، بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، تحتفل “الموصل” بأعياد الحب، بعدما كان الاحتفال به “حراماً” وجريمة عقابها الإعدام وفق “قانون” التنظيم الإرهابي.

“الأحمر”.. من لون الدماء إلى رمزاً للفرحة..

بحسب ما نقل الموقع الإخباري (عصر إيران) عن وكالة الأنباء الفرنسية: “إتخذ الموصليون قراراً بتغيير اللون الأحمر إلى رمزاً للفرحة والسرور، وقد كان عنواناً للدماء خلال الأعوام الماضية. حيث توجهت «رفل فتحي»، فتاة تبلغ من العمر 22 عاماً، إلى السوق بغرض شراء عروسة حمراء اللون وورود. وهي تريد أن تقول للعالم إن الموصل قد تغييرت. تقول تلك الطالبة التي كانت ترتدي عباء سوداء اللون: «تألمت الموصل إبان داعش من القيود وحبس الحريات، لكن الآن يحتفل سكان المدن بأعياد الحب»”.

ومن أمثلة التشدد الذي فرضه التنظيم، خلال فترة سيطرته على الموصل، (2014 – 2017)، الخطبة التي ألقاها إمام جامع يتبع تنظيم “داعش” وتحدث فيها عن “عيد الحب”. وصب الخطيب، بحسب موقع (روسيا اليوم)، جام غضبه على “دبدوب أحمر” وقطع رأسه بسكين، محذرًا من الاحتفال بعيد الحب، وهو يردد عبارة: “هذا مصير من يحتفل بعيد الفسق”.

يستطرد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية: “لم يمنع المطر والطقس البارد؛ سكان الجزء الشرقي للموصل من الذهاب إلى الأسواق وشراء هدايا «الفلانتين»، مثل العرائس الحمراء والورود وبالونات على شكل قلوب حمراء اللون”.

الإقبال كبير على هدايا “عيد الحب”..

يقول “قصى مال الله”، صاحب محل هدايا يبلغ من العمر 50 عاماً: “يشهد السوق حالياً حركة كبيرة، فالكل لاسيما النساء يأتي لشراء الورود لأن أسعارها مناسبة”.

ويقول بائع آخر، في منطقة “المثنى”، يبلغ من العمر 42 عاماً: “الإقبال كبير على شراء هدايا عيد الحب. تلك الهدايا التي صنعناها بأيدنا وإبداعنا”. وأضاف: “كنا نصنع ونبيع هذه الهدايا أثناء الفترة الداعشية، ولكن بشكل سري. كنا نضع الزهور في أكياس بلاستيك سوداء اللون حتى لا تعاقبنا شرطة التنظيم. ولكن بالنهاية أوقفنا بيع هذه الهدايا بعد أن أعلنت «داعش» الإعدام كعقوبة بيع هدايا الفلانتين. لكن الموصل اختلفت الآن، وتُباع الورود وهدايا عيد الحب بشكل علني. وتحولت الميادين التي كانت قبلاً مكاناً للإعدامات العلنية إلى محل لبيع وشراء هدايا عيد الحب”.

المدينة بحاجة إلى الفرحة..

في “سوق النبي يونس” بمدينة الموصل، اجتمع عدد من الشباب ورقصوا بعضهم إبتهاجاً بعيد الحب؛ بينما قام الآخرون بالعزف والغناء. يقول الناشط الاجتماعي، “محمد عن زكريا”، (28 عاماً): “إنها المرة الأولى التي تحتفل فيها المدينة بهذا الشكل. المدينة بحاجة إلى الفرحة. وكانت «داعش» قد أعدمت قبلاً عدداً من الأفراد بسوق النبي يونس، والآن يتحول المكان إلى سوق للفرحة”.

في المقابل يحاول البعض إخفاء مظاهر الفرحة والسرور إحتراماً لظروف من فقدوا أقاربهم في “حرب الموصل”. يقول “هشام حمدون”: “التدمير الكبير للبنية التحتية في محافظة نينوى وقتل آلاف الأبرياء دفع إلى الاحتفال بأعياد الفلانتين بشكل غير معلن. ولكن يجب علينا مكافحة الفكر الداعشي. ويجب على كل شخص أن يشتري باقة ورد حمراء اللون”.

ممنوع داخل إيران..

بينما يحرص موقع (عصر إيران)؛ المقرب من التيار الإصلاحي، على نقل الاحتفالات العراقية بعيد الحب، تمنع إيران منذ العام 2011، الاحتفال بعيد الحب باعتباره مظهراً غربياً؛ إذ نشرت الدولة تحذيرًا عن طريق منشور رسمي جاء فيه: “رموز الحب ومظاهر الزهور الحمراء وأي نشاط يروج لهذا اليوم، يتم منعه في البلاد، كما أن كسر هذه القواعد يعرضك للغرامة المالية، أو السجن”.

وحذرت الشرطة الإيرانية تجار التجزئة من تعزيز الثقافة الغربية عبر الاحتفال بطقوس “عيد الحب”.  وأبلغت الشرطة “الاتحاد التجاري للمحال الاستهلاكية الغذائية” بضرورة تجنب أي تجمعات يتبادل فيها البنين والبنات الهدايا في عيد الحب. لكن هذا لم يمنع الإيرانيين من الاحتفال سراً، (كما كان العراقيون يفعلون تحت الحكم الداعشي)، بالفلانتين، حيث تبيع المحلات الشوكولاتة والزهور والهدايا بشكل غير علني.

والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي تزدوج فيها معايير النظام الإيراني في التعاطي مع بعض الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية. فقبل أيام تجددت مشكلة حضور الفتيات “مباريات كرة القدم”، لاسيما بعدما سمح النظام للسوريات المغتربات، في إيران، بحضور المباريات. هذا بخلاف مسألة فرض الحجاب وإتساع نطاق الاحتجاجات الاجتماعية والتي قد تفضي إلى الإطاحة بالنظام الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة