20 أبريل، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

إذا لم يتحقق السلام الحقيقي فالعراق سينزلق إلى الفوضى مجددا

Facebook
Twitter
LinkedIn

واشنطن – خاص
من بغداد تكتب الباحثتان الأمريكيتان ليندا روبنسون و شيلي كولبتسون مقالة نشرتها مجلة “نيوزويك” الأحد 11 شباط الجاري، تشدد على ضرورة تحقيق السلام التام في العراق، وبدون ذلك فإن البلاد قد تنزلق إلى الفوضى من جديد.
فمع تحرير المدن العراقية من داعش، تبدو العودة إلى بعض مظاهر الحياة الطبيعية هي الآن أكثر المهام إلحاحا في البلاد.
ويحتاج المدنيون العراقيون إلى الاعتقاد بأن وضعهم في المستقبل سيكون أفضل من الأوقات الصعبة في ظل داعش.
في زيارتهما إلى العراق الأسبوع الماضي، تقول الباحثتان في مؤسسة “راند” الأمريكية: “سمعنا القصة بعد القصة عن العقبات التي تحول دون استعادة المدن العراقية لحياتها بعد المعارك مع داعش”.

12000 قنبلة في مستشفى
وتنقلان عن موظفي الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام كيف إنهم قاموا بتفجير 12000 قنبلة وأحزمة انتحارية خلّفها تنظيم داعش في مستشفى الشفاء بالموصل، وهو مقر سابق لتنظيم داعش مليء بالمتفجرات. وأوضح مهندس للأمم المتحدة العمل الشاق لاستعادة محطات توليد الكهرباء والشبكة الكهربائية في الموصل، لأن الخطوات يجب أن تتم في تسلسل، وسوف يستغرق ذلك سنة لاستعادة السلطة بالكامل إلى المدينة.
وتحدث لهما جاسم محمد الجاف وزير الهجرة والمهجرين عن التحديات التى يواجهها 2.6 مليون عراقى ما زالوا مشردين بعيدا عن بيوتهم في المدن التى مزقتها الحرب مثل الموصل وسهل نينوى المجاور.
وتنقلان عن الوزير قوله: “الأولوية الآن هي لإعادة الحياة الطبيعية إلى مدن العراق حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم أو اختيار البقاء في مدينة جديدة “.

بحثاً عن مسار أمل
هذا يأتي في وقت من المقرر فيه أن يجتمع القادة الحكوميون العراقيون وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم ومن بينهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون وممثلون من أكثر من 100 شركة أمريكية فى الكويت بحثا عن حلول لتحديات الانتعاش فى العراق وكذلك الاستثمارات فى مستقبله الاقتصادي.
ويمكن أن تشير تعهدات المساعدات إلى ما إذا كان المجتمع الدولي مستعدا لإبقاء العراق قادرا على الحركة وفيما يمكن أن يكون هناك مسار أمل، وعما إذا كانت الحكومة العراقية مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفرصة.
ومن بين 2.6 مليون عراقي ما زالوا مشردين (من 5.7 مليون نازح منذ بداية النزاع في عام 2014)، هناك 1.6 مليون من محافظة نينوى. ويحتاج هؤلاء النازحون العراقيون الباقون إلى العودة إلى ديارهم إذا اختاروا ذلك، وعلى الفور، أحكاما ووسائل تسمح لهم بالتصويت في الانتخابات.

إندماج السّنة بعد داعش
إن الجهود المبذولة لتسجيل جميع هؤلاء العراقيين النازحين، ومعظمهم من السنة، لكي يتمكنوا من التصويت في انتخابات 12 أيار/مايو “ستكون حاسمة كدليل على اندماجهم السياسي بعد داعش”. التقدم على هذه الجبهة هو ضمن الحد الأدنى حتى الآن، ومفوضية الانتخابات في العراق سوف تحتاج إلى التحرك بشكل أسرع.
وبعد أن قام داعش بإزالة المباني العامة والمرافق العامة والمدارس والمستشفيات والمنازل بشكل منهجي لمنع المدنيين من العودة، هناك أيضا الكثير من الذخائر غير المنفجرة. ويقول موظفون دوليون في الخطوط الأمامية إن أكثر من 90 في المئة من المباني العامة تم تقييمها مفخخة.
هذه الوقائع تجعل الكثير من النازحين “يائسين من العودة إلى ديارهم، والعديد من العراقيين يتحدون المخاطر ولكنهم يدفعون الثمن”. ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم يواجهون ضخامة المهمة التي يحتاجون إليها من موارد مالية أكثر من المجتمع الدولي، والمعدات المتخصصة.
فقد دمرت ستة عشر من أحياء الموصل دمارا كاملا، وألحقت أضرارا جسيمة في أماكن أخرى. وفي حين كان بعض الضرر من قبل داعش، كان الكثير من جراء قصف التحالف الذي فجر المباني ودمر الشبكة الكهربائية الكهربائية وأنابيب المياه.

الشفافية المالية؟
ويوجد لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المسؤول عن تحقيق الاستقرار، 1600 مشروع ترميم في الموصل وعلى مستوى العراق، ولدى البنك الدولي وآخرين مشاريع مساعدة أيضا. لكن مستثمري القطاع الخاص يترددون في الالتزام بمشاريع إضافية طويلة الأجل دون الحاجة إلى مبادرات عراقية ضرورية لتحسين الشفافية المالية.
ويذكر عمال الإغاثة أن هناك عقبة حرجة أمام الناس العائدين إلى ديارهم هي الخوف من الانتقام من أجهزة الأمن أو الميليشيات أو جيرانهم الذين يدعون أنهم كانوا يدعمون داعش.
ومع ذلك، لم تقدم حتى الآن سوى القليل من المساعدة الدولية في جهود المصالحة المحلية، فأحد مسؤولي الأمم المتحدة تحدث عن تقديرات حول ما تكلفه الحوارات المحلية في الموصل وقدرها بنحو مليوني دولار، ويقدر مسؤول غربي آخر أن هذا يمكن أن يتم عبر توفير 10 ملايين دولار لجميع الأجزاء المتضررة من العراق.
إن العراقيين فخورون جدا بالانتصار العسكري على داعش، ولكن السنة يشعرون بالقلق إزاء الميليشيات التي يهيمن عليها الشيعة والشرطة الاتحادية التي لا تزال موجودة كقوات الأمن في المناطق المحررة.
وقد استمعت الحكومة العراقية إلى مخاوفهم، وأمرت الشرطة الاتحادية بالخروج من الموصل الغربي. ويجري استبدالهم بقوات الجيش العراقي تحت قيادة اللواء نجم الجبوري وهو من أهالي نينوى الذي عليه أن يستمع إلى سكان سهول نينوى إلى الشرق من الموصل، كونهم يطلبون نقل قوات الحشد الشعبي من مناطقهم.
وتختم الباحثتان مقالتهما بالقول إن “الرسالة التي سيتلقاها السنة في الأشهر الستة المقبلة (فيما كانوا سيحصلون على المساعدة في إعادة بناء حياتهم بعد الحرب) ستحدد ما إذا كان العراق على طريق الاستقرار أم لا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب