شبح “أنفلونزا الطيور” .. يتجول في سماء طهران !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

يتسكع شبح الأنفلونزا في سماء بعض المحافظات الإيرانية. ورغم الحديث عن عدم تطور مرض “أنفلونزا الطيور” الحاد بإيران وعدم وفاة أي شخص جراء هذا المرض، لكن إصابة الطيور المهاجرة في “جيلان” و”طهران” بمثل هذا النوع من الأوبئة يطلق صافرات الإنذار.

إذ حصد هذا الوباء أرواح 56 شخصاً حتى الآن في “الصين”، وقد أُعلن قبل أسابيع عن إنتقال المرض إلى إيران، وكشفت التقارير الإعلامية عن نفوق آلاف الطيور جراء الإصابة بالأنفلونزا الحادة.

وتضيف صحيفة (آرمان) الإيرانية: “إحذروا؛ أنفلونزا الطيور الجديدة قابلة للتطور وإصابة البشر”. هذا الخبر القصير كافي لإثارة موجة من الرعب والذعر بين الشعب. وكانت “مديرية البيئة” قد استعدت وسعت إلى مكافحة شيوع “أنفلونزا الطيور”، لأن الطيور المهاجرة هي التي تقوم بنقل هذا المرض، والأسوأ إمكانية إنتقال “أنفلونزا الطيور” الحادة إلى البشر وهذه القضية تزيد من وطأة المشكلة.

وبينما اُعلن، العام الماضي، ظهور مرض “أنفلونزا الطيور” بعدد 11 محافظة إيرانية، وعدم إنتقال العدوى إلى البشر حتى الآن، لكن هذا لا يمنع المخاوف الطبية لأن مجرد لمس هذه الطيور قد يسبب مشاكل كبيرة. يقول “محمد مهدي غويا”، رئيس مركز الأمراض المعدية بوزارة الصحة: “صحيح أن هذا الفيروس أصاب البشر بنسب محدودة في الصين فقط، لكن هذا يزيد من إحتمالات إنتقال عدوى أنفلونزا الطيور إلى البشر في دول أخرى. ونحن في الوزارة عملنا على تحصين ومراقبة كل المعنيين بجمع وتدمير أعشاش الطيور، ومن حسن الحظ لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على اصابتهم بالمرض”.

وجود 3 حالات أنفلونزا طيور حادة في العاصمة..

من جانبه كشف “محمد حسين بازغير”، رئيس إدارة البيئة في طهران، عن مشاهدة ثلاث أعشاش لطيور مصابة بفيروس أنفلونزا حادة في ضواحي بحيرة “چيتغر”، وقال: “أطلعت عناصرنا على الفور مديريتي المحافظة على البيئة والطب البيطري، وثبت بعد التحريات إصابة الطيور بفيروس الأنفلونزا الحادة”. وأضاف: “ثمة إحتمال بانتشار المرض بين الطيور، وكذلك هناك خطورة على البشر”.

إحتمالات فرض الحظر الصحي على “چيتغر”..

بدوره أكد “سيامك مسعودي”، رئيس وحدة أمراض الحياة البرية بمنظمة البيئة؛ وجود 2100 عشة في أطراف بحيرة “چيتغر” يتعذر جمعها وإبادتها؛ بسبب إتساع المنطقة المشتبه فيها. وأضاف: “المنطقة تحت السيطرة تماماً، وأُعلنت حالة حظر التجوال فيها”. ونصح الجماهير بإبلاغ الجهات المعنية فوراً حالة ظهور عشة مثير للشكوك، وسوف تقوم الجهات المعنية بإتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة وفرض الحظر الطبي إذا إستدعي الأمر.

إمكانية اضطراب السوق..

في حوار إلى مراسل صحيفة (آرمان) الإيرانية، علق “محمد نعيم أميني فرد”، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، قائلاً: “لابد وأن تتعاون في هذا الصدد مديرية الطب البيطري ووزاة الصحة في إتخاذ التمهيدات اللازمة وإصدار التقارير. للأسف خيم التوتر تماماً على الجلسة العلانية للجنة الميزانية بالبرلمان، في حين لم تعقد لجنة الصحة بالبرلمان اجتماعات منذ أسابيع، وبالتالي ليس لدينا معلومات دقيقة”. وأضاف: “لكن الجزء المتعلق بمهام مديرية الطب البيطري، والذي يقضي بالسرعة في بيان الحالات والقضاء على الطيور المصابة بالمرض، وكذلك العمل على وقف دائرة إنتقال المرض. من ناحية أخرى يتعين على وزارة الصحة ملاحقة المرض على مستوى الجمهورية، ومتابعة مركز مكافحة الأمراض للحالات الصفرية أو المشتبه فيها بشكل دائم”.

وأردف “أميني فرد”: “ثمة إحتمالات باضطراب الأسواق، نظراً لخروج جزء كبير من الطيور عن دائرة المواد الغذائية، ولكن أعتقد أن أداء مديريات الطب البيطري ووزارة الصحة جيد بشكل عام”.

وحول إمكانية إنتقال مرض “أنفلونزا الطيور” إلى البشر، قال: “حتى الآن لم تعلن وزارة الصحة عن أي إصابات بشرية بالمرض. مع هذا يتعين على الوزارة باعبتارها مركز مكافحة الأمراض المعدية تقديم الإحتمالات والتأكيدات بشأن الحالات الصفرية للمرض”.