والأبتر في المثل هو الحيوان المقطوع الذنب، واصل المفردة قديم أطلقته العرب على مقطوعي النسل، لا اعرف لماذا صار الحمار (ابتر)، في حين الحصان يموت اذا قطع ذنبه، وعلى هذا الأساس أصبح المثل يطلق على الحمير ويسحب إلى سواهم من المخلوقات الذكية جدا، فهذا رجل جاء بحماره الأبتر إلى سوق الحمير، وصادف أن السوق امتلأ بالحمير مقطوعة الذنب ( البتران)، وعندها ضاع حماره وصعب الأمر على تمييزه، فصرخ بأعلى صوته: ضاع ابتر بين البتران، أنا اعلم جيداً أن جميع النواب من البتران، ولذا إذا صادف واختلط بهم ابتر جديد من الأسماء الجديدة المرشحة لمجلس النواب، فسيضيع بينهم ويوصم بما وصموا به ، ولذا لست الوم النائبة التي جاءت الى مرقد الإمام الحسين (ع) لطلب الاستخارة في الترشيح للانتخابات أم لا، فهي تخاف أن تختلط بالبتران وتوصم بوصمتهم التي ستلاحقها طول العمر، وعندها لا تنفع الأموال في خياطة (الشك الجبير)، هذه المسكينة الساذجة التي تريد تمثيل أكثر من مئة ألف عراقي للصوت الواحد تطلب الاستخارة حتى ترشح للانتخابات، والكثير من هذه العقليات في مجلس النواب، فأية حصانة فكرية يتمتع بها النائب العراقي، وإذا كان بمستوى هذا الجهل المطبق، فأية مشاريع قرارات سوف يناقشها في المستقبل.
بقي الأبتر الكبير الذي اختلط بالقطيع دون أن يشعر بذلك، وهو يومياً يتنصل عن قضية استقطاعات مرتبات الموظفين ويلقيها في ملعب النواب، ومن جهتهم فالنواب أيضاً يتنصلون ويلقون الكرة في ملعبه، ونحن بين هذا وذاك ضاعت مرتباتنا وقضي علينا فالترفيعات والعلاوات متوقفة والتعيينات ممنوعة، واستقطاعات مرتباتنا صارت مورداً من موارد الدولة الكسيحة بقدرة قادر، يعني (من لحم ثوره واطعمه)، وهذا مسكين آخر كحال الشعب العراقي، سرقوا ثوره الوحيد وأقاموا عليه وليمة، وكان مدعواً من بين المدعووين، فاعترض احد اللصوص على دعوته، فقال اللص الكبير: وماهي خسارتنا في دعوته؟، ( من لحم ثوره واطعمه)، ماذا سيجني الشعب من اختيار الوجوه نفسها، ولماذا لا يطالب ببعض المفردات شرط مشاركته في الانتخابات، مثلاً: تقليص مجلس النواب، الغاء تقاعد الأربع سنوات، مساواة مرتبات النواب والوزراء والرؤساء بمرتبات الموظفين الا بفروقات طفيفة، الغاء الاعداد الغفيرة من موظفي الرئاسات الثلاث ومستشاريهم الافذاذ، لكن للأسف هذه وحدة الرأي لا تتوفر لدينا بسبب المذهبية المقيتة، من الآن بدأت الدعوات: إنْ لم تخرج إلى الانتخابات سيخرج الطرف الآخر ويفوز ويعود متسلطاً عليك، والسذج من الناس تدركهم العصبية فيثورون دفاعاً عن المذهب، ولو أن أيّ واحد منهم يحاسب نفسه، ما فعل هؤلاء للمذهب؟ لجلس في بيته ولم يخرج إلى اختيار السكين التي ذبحته وستذبحه دائماً وأبداً؛ البتران كثيرون وأي ابتر سيأتي سيختلط في سوق البتران وعندها سيكون التمييز صعباً، وعلينا ان نقرر ان هؤلاء لا حياة معهم، عادوا إلى خصخصة الكهرباء بعد ان استهلكوا عشرات المليارات اغلبها صبت في جيوبهم من اصغر موظف الى اكبر موظف فيهم، حتى الكيبلات والمحولات لم تسلم من السرقة، والآن استسلمت الحكومة بان اللصوصية تسربت الى الشعب، ولايمكن لهذا الشعب ان يبني جداراً واحداً دون سرقة وأعمال فساد، فصارت الخصخصة هي سيدة الموقف، والله انتم من علم الناس على السرقة، فصار كل لص يقول هذا حقي وسانتزعه بيدي ، ولذا ضاع ابتر بين البتران.