معظم دول العالم تعرضت لازمات سياسية واقتصادية وصحية وحتى رياضية فعدم تأهل منتخب هولندا وايطاليا لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا يعتبر ازمة لأنها تصنف ضمن خانة المنتخبات الكروية القوية التي لها صولات وجولات في عالم المستطيل الاخضر فعدم عبورها لحاجز التصفيات اثار دهشة الجماهير في كل اصقاع الارض والسبب يعود لوجود خلل في اداء المنتخبين وهذا ما يستدعي البحث والفحص والدراسة لتدارك اسباب تدني المستوى الكروي للفريقين اي يمكن القول ان هذه الحالة لا تتعدى معادلة الازمة بمفهومها الفكري وعندما ينتشر وباء كانفلونزا الطيور في دولة اوروبية حينها ستصنف الحالة على انها ازمة صحية وفيما مضى اعلنت الارجنتين افلاسها ومن بعدها اليونان عانت من ذات الشيء لكن الاثر كان اقتصاديا لكن في خضم هذه الاحداث فأن القضية لا تتعدى كونها ازمة يمكن التعامل معها بمرونة وسلاسة فمثلما هنالك اسباب لحصول خطأ ما فهنالك حلول لسد فجوة الخطأ اي بمعنى ان اوروبا عانت من الازمات منذ قرون لكنها تخطتها مع مرور الوقت ضمن اطار زمني معين ومن خلال وضع برامج مصممة خصيصا للتعامل مع هكذا قضايا ومهيئة وفق تخطيط وتنظيم سليميين .
لكن عندما تنفرد الازمة في نسج خيوطها في امم الشرق هنا تختلف المعادلة كليا فالعكس يحدث حيث لا خطط وبرامج وليس هنالك من حلول ومعالجات ولا يوجد هنالك اي معيار زمني لتجاوزها فالمواطن الشرقي يعاني الازمات منذ سنين طوال حيث بدايات اعلان استقلال دولها بداية بالخليج وصولا الى المحيط بل تجاوزت هذه الرقعة الجغرافية الهائلة وانتشرت في دول افريقيا وصعودا وصلت الى حدود نمور اسيا فلطالما كانت الازمات المالية والصحية والرياضية والسياسية كابوسا يحل بظلاله بين ضفاف الاحلام الوردية للشعوب الشرقية فبين متاهات السياسة وخفايا الاقتصاد عانت امم الشرق البؤس والفقر والجهل فهذه الامور لا تحدث في دول العالم المتحضرة بل تحدث في دول العالم الثالث وان حدث في الدول المتقدمة فلها الامكانية للخلاص من اثارها بديناميكية هائلة بينما في الدول الواقفة تحت سقف مظلة الشرق فالازمة تلاحق اخرى وما ان تنتهي تولد اخرى وهكذا الى ان يقضي المواطن الشرقي مجمل مراحل حياته بين اروقة الفواتير والديون المتراكمة فالمنطق الصحيح يقول ان لكل شيء حل وان وجدت مشكلة فبالتأكيد هنالك مخرج لها لكن الشرقي البائس والفقير مبرمج وفق هيكلية مكونة من دعائم واسس الازمات لذلك فأن المتابع لنشرات الاخبار التي تبثها القنوات الفضائية سيلاحظ ان ما تتداوله من تقارير يومية ما هي الا خلطة مكونة من مادة واحدة الا وهي الازمة فاليمن وسوريا تعاني حرب طاحنة والعراق انحسر في خانة الطائفية والارهاب والفساد ومصر تنهشها شظايا القنابل الموقوتة بين الحين والاخر وشرارة الرصاص في ليبيا مازالت كالجمر والصراع السياسي والفكري بين الدول في صعود لا نهاية له ….. الخ كل هذه الاحداث يدور في فلك الازمات التي لا حصر لها.