العراق واحد ويبقى واحدا , رغم العاديات وصولات الخطوب المتواليات , العراق واحد منذ الأزل وسيدوم واحدا إلى الأبد.
العراق رمز أرضي وتعبير عن إرادة كونية , وقوة جغرافية معززة بقدرات تأريخية وإنسانية وحضارية.
العراق واحد وما فيه يمضي نحو واحد , لأنه كالجسد الواحد.
العراق متنوع التضاريس , وفيه مختصر الجغرافية , وخلاصة التأريخ , ومزيج الحضارات البشرية عبر العصور.
لكن النتيجة الخالدة والديدن السرمد أن العراق واحد , والوعاء واحد , وما فيه سبيكة وجود رائد.
ليس هذا محض خيال أو أحلام يقظة , وإنما حقائق لسطوعها تُعمي العيون وتُذهب الأبصار , والبشرية أدركتها منذ أقدم الأزمان.
فالعراق كيان حضاري متماسك لا تستطيع أية قوة أن تفتته وتتحكم بخارطته البدنية.
فالحضارات القديمة منذ ما قبل سومر وبعدها , ما إستطاعت أن تراه إلا واحدا , ولهذا ما أن تنطلق حتى تبلغ كمالها في بسط ظلها على عراق واحد.
وحتى بعد أن أصبح في عصمة الإرادة العربية الرافعة لرايات الإسلام , لم يتجرأ أحد على تقسيمه , وإنما سمّيَ ولاية العراق وبنيت فيه الأمصار.
وفي زمن الدولة الأموية والعباسية والعثمانية هو عراق واحد , وما تمكنت الدولة العثمانية رغم كل الظروف أن تقضم منه شبرا.
فالعراق مولود أرضي متكامل , وأي إنحراف في الرؤية يؤدي إلى إضطرابات , كما حصل في جميع أرجائه عندما إنتشرت خرافة الأقاليم , وها هي الحالة واضحة , في إقليم لديه حكومة وبرلمان , لكنه لا يمكنه أن يكون بقوة وخير إذا توهم بأنه ليس قائما في وعاء العراق.
نعم إن العراق واحد , ومن لا يؤمن بوحدة العراق , فليقرأ ما حصل , وليسأل النهرين عن سر جريانهما نحو بعضهما وتعانقهما في شط العرب!!
نعم العراق سبيكة الأزمان والحضارات والمعتقدات , والأجناس واللغات ومنطلق الصيرورات , وأول المدونين للكلمات , والرافعين لرايات العدل والقانون الذي تتباهى بريادته المسلات.
فلا أقلمة , ولا أثلمة , ولا أسلمة , وأنها لملحمة!!
يشهد بها جلجامش وحمورابي وأصحاب المكرمة!!