( 1 – 2 )
صـدرت حـديـثـا ً روايـة ( الـرمـاد ) للـقـاص والـروائـي أحـمـد الـجـنـديـل مـن دار تـمـوز للـطـبـاعـة والـنـشـر والتـوزيـع فـي دمـشـق ، وهـذه الـروايـة الـمـحـزنـة هـي واحـدة مـن سـلســلـة مـن الـنـتاج الـثـر الـذي أطـلـقـه الأديـب ( الـقـاص ، والـنـاقد ، والـروائـي ) أحـمـد الـجـنـديـل بـعـد مـجـمـوعـاتـه الـقـصـصـيـة الـمتـنـوعـة : –
– الـهـذيـان داخـل حـقـيـبـة الـمـوت .
– أنـا وكـلـبـي والـصـقـيـع .
– لا شـيء سـوى الـسـراب .
– بـيـادر الـخـوف .
– طـقـوس لا تـعـرف الـحـيـاء .
وكـان الـقـاص والـروائـي ، الـصـديـق الـعـزيـز ، مـوفـقـا إلـى حـد ٍ بـعـيـد فـي سـرد روايتـه الـفـتـيــّة . ونـجـح أيـمـا نـجـاح فـي إيـصـال أفـكـاره الـسـلـسـة مـن خـلال مـفـرداتـه اللـيـنـة وجـمـلـه الـمـعـبـّـرة ، وعـبـاراتـه الـشـيـّـقـة إلـى قـرائه دون أن يـنـتـابـهـم الـضـجـر ، وقـد أبـلـى الـراوي بـلاءا ً حـسـنـا ً فـي تـقـديـم شـخـصـيـاتـه ، وشـخـوص روايتـه ، وشـخـصـيـتـه هـو َ ، بـكـل مـا تـحمــل ومـا تـجـمـع عـلـيـه ، وتـخـتـلـف فـيـه ، وكـانـت بـحـق بـاقـة ورد طـريــّة ونـديـة وفـوّاحـة ، عـلـى الـرغـم مـمـا تـحـمـل فـي طـيـاتـهـا مـن مـأسـاة كـان قـد اسـتـعـرض بـهـا الـروائـي حـقـبـة مـن الـزمـن لا تـتـجـاوز ( عـدة أسـابـيـع ) عـاش فـيـهـا ومـن خـلالـهـا مـع بـطـل روايتـه ( جـابـر خـمـيـس الـعـثـمـان ) وبـقـيـّة الـكـومـبـارس .
ومـن خـلال هـذه الـروايـة الـتـي أسـرتـنـي بـجـمـالـهـا ، ومـا تـحـمـلـه مـن مـحـاكـاة للأدب الـرفـيـع .
ولـرهـافـة مـشـاعـري الـريـفـيـة ، جـعـلـتـنـي أ ُوقـن أن هـذا الـرجـل ( الأديـب ) كـان قـد وضـع قـدمـه عـلـى أولـى عـــتبـات الـسـلـم الـطـويـل والـمتـعـرّج نـحـو الـعـالـمـيـة ، والـنـجـومـيـّة ، وبـيـنـه وبـيـنـهـا مـا لا يـصـنـعـه الـحدّاد ، بـل الـيـراع والـمـداد .
وعـلـى الـرغـم مـن أن الـكـاتـب أوصـد جـمـيــع الـنـوافـذ والأبـواب بـوجـه الـنـقــّـاد بـإحـكـام عـنـدمـا نـوَّه فـي مـستـهـل كـتـابـه بـأن روايتـه ( مـن صـنـع الـخـيـال ! )
وقـد تـمـكـن الـكـاتـب فـي أن يـسـرح بـخـيـالـه الـخـصـب عـبـر الأمـاكـن والأزمـنـة والـوجـوه ، واستـطـاع أن يـوظــّـف قـدراتـه ، ومـوهـبتـه الـمتـنـامـيـة مـن بـيـن ثـنـايـا الأحـداث لـيـلـهـب مـشـاعـر الـقـراء ويـشـدّهـم مـن خـلال وصـفـه الـرائـع للـمـواقـف التـراجـيـديـة ، والـولـوج فـي أدق الـتـفـاصـيـل وبـالأخـص الـعـاطـفـيـة مـنـهـا ، وجـعـل الـقـارئ مـرتـبـطـا ً فـي خـضـم الـحـدث ، ولـيـس مـتـفـرجـا ً عـلـيـه ، ويـوحـي إلـيـك عـنـدمـا تـقـرؤهـا بـأنـك فـي شـغـاف الـروايـة وأحـد أطـرافـهـا ! لـمـا تـحـمـلـه مـن عـمـومـيـة مـفـرطـة وخـصـوصـيـة مـشتـركـة ، وإيـقـاعـات مـتــنـاغـمـة ، يـشـدك الـكـاتـب بـرقــّة للـغـوص فـيـهـا .
ولأن أي مـبـدع لا بـد أن يـكـون قـد أسـتـوحـى خـلاصــة تـجـاربـه الإبـداعـيـة مـمـن سـبـقـوه وفـي أي مـضـمـار ، فـكـاتـبـنـا ( الـجـنـديـل ) لـم يـك ُ خـارجـا ً عـن سـيـاق هـذه الـمـعـادلـة ، وربـمـا كـان قـد تـأثـر بـواحـد ٍ أو أكـثـر مـن رواد الـقـصـة والـروايـة الـمـحـلـيـيـن والـعـرب والـعـالـمـيـيـن وانـصـهـر فـيـهـم ، وهـذا الـتـزاوج الـشـرعـي مـدعـاة لـديـمـومـة الـنـسـل الإبـداعـي عـبـر التـاريـخ .
مـلاحـظـات عـلـى حـافـة الـنـقـد :
بـيـد أن مـؤلـف روايـة ( الـرمـاد ) أخـفـق فـي تـجـريـد خـيـالـه مـن يـم الـواقـعـيـة ، أي بـمـعـنـى مـرادف أنـه اسـتـعـان بـالـمـكـان وباسمه الـصـريـح ، والـزمـان بـرمـزيـة دلالـيـة ، إذ أنـه ذكـر أمـاكـن مـحـددة وقـائـمـة بـذاتـهـا ومـعـلـومـة : سـجـن الـسـلـمـان ، الـسـمـاوة ، الـخـضـر ، بـغـداد ، الـمـوصـل ، راوة ، شـارع الـجـمـهـوريـة ، وغـيـرهـا، وأستـثـنـى (سـبـع الـهـور ) لـيـجـعـل الـقـارئ مـشـاركـا ً فـي الـبـحـث عـن هـذه الـمـديـنـة الـضـائـعـة والتـي لا تـبـعـد عـن السـمـاوة أكـثـر مـن ثـلاث سـاعـات ، فـبـطـل روايتـه (جـابـر الـعـثـمـان ) كـان قـد تـنـاول فـطـوره بـضـيـافـة صـديـقـه ( سـعـدون ) وتـجـاذبـا أطـراف الـحـديــث ، واسـتـعـادا ذكـريـات الـسـجـن وشـجـونـا ً أ ُخـر ثـم أطـبـق عـائـدا ً إلـى ( سـبـع الـهـور ) ووصـلـهـا قـبـل الـغـداء ، وهـيَ جـنـوب الـسـمـاوة قـطـعـا ً ، وهـذا الاستـنـتـاج نـاجـم عـن أن ذهـابـه إلـى بـغـداد للـبـحـث عـن ( عـطـشـان ) أستـغـرق مـنـه أكـثـر مـن هـذا الـوقـت بـكـثـيـر .
ورمـزيـة الـزمـان مـرتـبـطـة تـلـقـائـيـا ً بـمـخـاض ( مـيـسـون ) قـطــّة جـابـر وشـريـكـتـه بـالـمـكـان والتـي أراد الـكـاتـب جـعـلـهـا لـغـزا ً ( غـيـر مـحـيــّر ) كـمـا يـحـصـل لـحـد ٍ مـا عـنـد الـروائـيـيـن الـعـالـمـييـن أمـثـال مـاركـيـت مـيتـشـل فـي ذهـب مـع الـريـح بجزأيـه ، وفـرنـسـيـس هـودجـن فـي الـحـديـقـة الـسـريـة ، والـروائـي الـسـوري حـنـا مـيـنـا فـي أغـلـب روايـاتـه الـبـالـغـة إحـدى وأربعـين روايـة وقـبـلهـم أجـاثـا كـريـستـي ( أم الألـغـاز )
ودلالات الـروائـي الـزمـنـيـة غـيـر مـوثــّـقـة بـأي تـاريـخ ، ولـكـنـهـا واضـحـة وجـلـيـة مـن خـلال الـحـدث والـمـكـان ، فـخـروج الـمـعتـقـلـيـن الـشـيـوعـيـيـن مـن ( نـقـرة الـسـلـمـان ) كـان فـي مـطـلـع شـهـر أب مـن عـام 1958 عـنـدمـا أشـار إلـى ذلـك الـكـاتـب : – ( جـاءت سـيـارات الـخـشـب إلـى سـجـن الـسـلـمـان لـتـنـقـل الـمـعـتـقـلـيـن إلـى الـسـمـاوة ، بـعـد ثلاثـة أسـابـيـع مـن الانـقـلاب الـعـسـكـري الـذي قـام بـه الـضـبـاط الأحـرار )
كـرر الـكـاتـب فـي أكـثـر مـن مـوضـع بـروايتـه عـلـى أن بـطـلهـا ( جـابـر الـعـثـمـان ) كـان عـمـيـدا ً لـسـجـنـاء الـسـلـمـان ! وفـي هـذا الـقـول عـبـث ، ربـمـا يـكـون عـفـويـا ً لـمـجـريـات الـواقـع ، وجـفـوة قـد تـكـون غـير مـقـصـودة للـتـاريـخ الـمـعـاصـر ، إذ مـن الـمتـعـارف عـلـيـه أن عـمـيـد الـسـجـنـاء الـسـيـاسـيـيـن إمـا أن يـكـون أقـدمـهـم اعـتـقـالا ً أو مـن الـكـوادر الـمتـقـدمـة فـي تـشـكـيـلات الـحـزب ، وهـاتــان الـمـتـلازمـتــان لا تـتطـابـقـان عـلـيـه ( راجـع أدب الـسـجـون فـي روايـة – شرق الـمتـوسـط – للسعـودي عـبد الـرحـمـن مـنـيـف ) . و ( جـابـر خـمـيـس العـثـمـان ) دخـل الـسـجـن وعـمـره ثـمـانـيـة عـشـر عـامـا ً بـعـد أن أكـمـل دراسـتـه الإعـداديـة ، واعـتـقـل إثـر مـشـاركـتـه بالـمـظـاهـرات التـي اجتـاحـت الـعـراق إبـان الـعـدوان الـثـلاثـي عـلـى مـصـر ، وكـان الـراوي قـد أشـار فـي مـطـلـع عـام 2003 أي قـبـل انـدلاع الـحـرب بـأيـام بـأن ( جـابـر ) بـلـغ مـن الـعـمـر خـمـسـا ً وسـتــيـن سـنـة ، إي إنـه مـن مـوالـيـد عـام 1937 وخـرج مـن الـسـجـن وعـمـره إحـدى وعـشـرون سـنـة .
حـشـر صـاحـب الـروايـة لـيـث الـشـمـعـدان ( لـولـو ) حـشـرا ً مـقـرفـصـا ً فـي هـوامـش روايـتـه وأظـهـره كـأنـثـى بهـيـأة رجـل ، أو هـوَ رجـل ٌ مِـثـلـي ّ الـمـيـول ، لا لـشـيء ، ولـكـن لـيـقـول مـا بـسـريـرتـه فـي أخـر الـمـطـاف . ولـو اتـسـعـت أكـثـر أفـق الـكـاتـب لأخـرج ( لـولـو ) مـن أحـد ( الـسـجـون الـعـاديـة ) بـعـد أن يـنـهـى فـترة سـجـنـه بتـهـمـة جـنـائـيـة أو جـنـحـة مـخـلـة بـالـشـرف ( كـمـا فـعـل بـازدراء فـؤاد الانتهازي ) بـدلا ً مـن أن يـزج ( لـولـو ) مـع كـوكـبـة مـن الـمـنـاضـلـيـن ، وقـف الـتـاريخ أمـام بـطـولاتـهـم مـذهـولا ً .
وأنـا لا أجـرؤُ عـلـى الاعـتـقـاد بـأن الـكـاتـب قـد تـغـافـل أو لـم يــتـنـبـه ، وهـو روائـي كـبـيـر ، ولـه إلـمـام واسـع بـتـاريـخ الـعـراق الـقـديـم والـحـديـث والـمـعـاصـر ، بـأن سـجـن ( نـقـرة الـسـلـمـان ) كـان قـد خـصـص مـعـتـقـلا ً للـمـعـارضـيـن الـسـيـاسـيـيـن آنـذاك ، بـعـد أن كـان ثـكـنـة عـسـكـريـة بـريـطـانـيـة بـنـاهـا ( أبـو حـنـيـج ) ولـم يـــضـم بـيـن جـدرانـه أي سـجـيـن عـادي ، ولا حـتـى أي سـيـاسـي آخـر مـا عـدا الـشـيـوعـيـيـن ، إذ أن الـقـومـيـيـن والـبـعـثـيـيـن كـانـوا يـودعـون بـسـجـون ( 5 stars ) والأحـزاب الـديـنـيـة كـانـت لا تـزال فـي مـرحـلـة الـفـطـام ، فـوجـود ( لـولـو ) بـيـن سـجـنـاء الـرأي شـيء يـدعـو للـتـأمـل ، ويـثـيـر الـتـعـجـب والاسـتـغـراب ، وربـمـا الـغـثـيـان ، وأن الـكـاتـب أعتـرف بـأن هـذا الـسـجـن هـو لـخـيـرة رجـال الـعـراق ، وهـنـا أقـتـبـس مـا جـاء فـي الـصـفـحـة ( 75 ) مـن الـروايـة ، مـا يـلـي : –
((كـانـت الـصـحـف ُ تـشـّــن حـمـلـة شـعـواء عـلـى سـجـن الـسـلـمـان ، وتـصـفـه بـأسـوأ سـجـون الـعـالـم ، وكـانـت أول صـحـيـفـة وقـعـت بـيـد جـابـر ، كـُتــب َ عـلـى صـدرهـا بـاللـون الأحـمـر : الـسـلـمـان للـخـونـة والـمـجـرمـيـن ، ولـيـس للـمـنـاضـلـيـن الـشـرفـاء ))
وعـلـى وفـق هـذا الاعـتـراف ، فـهـلا ّ يـخـبـرنـا الـروائـي عـن سـبـب تـواجـد ( لـولـو ) بـيـن هـؤلاء الـمـنـاضـلـيـن ؟ أم أنـه أراد أن يـقـدم مـع هـذه الـطـبـخـة الـهـجـيـنـة بـعـض الـمـقـبـلات و المـخـللات و ( الـطـرشـي ) !!!
إن الـتـعـكـّـز عـلـى خـيـالـيـة الـروايـة لا يــُـعـفـي أي كـاتـب مـن تـهـمـة الـجـنـوح الـفـكـري إذا لـم يـكـن الأداء الـخـيـالـي امـتـدادا ً للـواقـع بـشـقـيـه الـزمـان والـمـكـان ، ومـحـركـهـمـا الإنـسـان ، وإلا ّ لـتـحـول هـذا الـنـتـاج الـمـتـقـن إلـى مـا يـشـبـه الـزيـف والـهـراء والـسـفـسـطـة ، فـلـيـس مـن الـحـكـمـة أن يـبـقـي الـكـاتـب ( الـمـسـكـيـنة ، مـيسـون ) عـاسـرا ً بـجـرائـهـا كـل هـذا الـزمـن الـطـويـل ، حـتـى رحـيـل ( جـابـر ، وأحـلام ) أو ربـمـا لـم يـدرك أن فـتـرة حـمـل وولادة إنـاث الـقـطـط هـي فـقـط ( واحـدة وسـتــون يـومـا ً ) ولا تـتـجـاوز هـذه الـمـدة بـأكـثـر مـن عـشـرة أيـام مـطـلـقـا ً ، و ( جـابـر ) كـان قـد أكتـشـف انـتـفـاخ بـطـن قـطــّـتـه ظـهـيـرة يـوم 19 / 4 / 2003 وهـذا يـعـنـي أنـهـا حـامـل قـبـل سـتــة أسـابـيـع عـلـى أقـل تـقـديـر ، ولـم يـبـق ِ عـلـى إنـجـابـهـا إلا ّ عـدة أسـابـيـع أخـرى ! بـيـنـمـا هـروبـه مـع ( أحـلام ) التـي قـضـت ( عـدّة الـحـداد ) عـلـى زوجـهـا ( فـؤاد ) والـبـالـغـة ( أربـعـة أشـهـر قـمـريـة وعـشـرة أيـام ) وهـي َ سـيـدة أربـعـيـنـيـة مـثـقــّفـة ، كـانـت قـد درسـت فـي كـلـيـة الـحـقـوق ، ولـم تـكـمـلـهـا ، ولا زالـت ( مـيـسـون ) فـي مـرحـلـة الـمـخـاض ، ظـانـا ً أن إنـاث الـقـطـط مـثـل إنـاث الـبـشـر ! وهـذه هـي َ الأسـابـيـع الـتـي أشـرت إلـيـهـا فـي الـديـبـاجـة ، وتـوخـيـت تـأكـيـدهـا فـي آخـر الـمـطـاف .
فـالـخـيـال الـجـامـح إذا فـلـَـت مـن عـقـالـه ، وأطـلـق الـمتـخـيـِّـل لـجـواده فـي الـفـيـافـي عـنـانـه ، حـصـد الـريـح ، وزرع الـوهـم .
وفـترة أحـداث الـروايـة هـي فـقـط مـا بـيـن عـبـارة ( أبـو سـعـيـد الـخـيـّـاط – إن الـسـمـاء مـلبــّدة بـالـغـيـوم – ) ومـخـاض ( مـيـسـون ) . ومـا قـبـلـهـا ومـا بـعـدهـا هـوَ سـرد مـتـواتـر لـــتمـتــيـن الـروايـة بـصـور بـيـانـيـة عـن حـالـة الـعـنـف ، وقـدرة الـكـاتـب عـلـى نـقـل سـاحـة الـقتـال مـن الـمـيـاديـن الـفـعـلـيـة إلـى أزقـة ( سـبـع الـهـور ) لـيـبـقـي الـقـارئ مـرتـبـطـا ً بـأجـواء الـحـرب وتـداعـيـاتـهـا ، وهـذه الـمـدّة أكـثـر بـقـلـيـل مـن أحـداث روايـة ( لـمـن تـقـرع الأجـراس ) لأرنـسـت هـمـنـكـواي ، عـن الـحـرب الأهـلـيـة الأسـبـانـيـة التـي امتـدت لـثـلاث لـيـال ٍ وأربـعـة أيـام .
لـقـد أجـاد الـكـاتـب تـطـعـيـم روايتـه مـا بـيـن الـحـوارات بأسلوب نـثـري مـدهـش ، وغـايـة فـي الـعـذوبـة والـوفـرة والإتـقـان ، وكـان أجـمـلـه فـي اللـقـاء الـحـمـيـم مـابـيـن ( أحـلام وجـابـر ) فـي غـرفـتـه وعـلـى سـريـره ، وهـو يـذوب فـي عـَـبـق أنـفـاسـهـا … لـم لا ؟ فـالـكـاتـب هـو شـاعـر ًٌ رقـيـق ، قـبـل أن يـكـون قـاصـا ً وروائـيـا .
وللـحـديـث بـقـيـة قـادمـة .