تصريحات مثيرة للشفقة أكثر من كونها مثيرة للضحك والسخرية أطلقها الأمين العام لوزارة البيشمركة المدعو جبار ياور ابو كرش صاحب التاريخ الذهبي في منظومة الصراع الكردي الداخلي ضد العراقيين والحكومة والعرب في مدن البلاد الأخرى متوعدا ومهددا حسب زعمه أن كل يد تمتد إلى إقليم كردستان سوف تقطع دون أن يحدد كيف ستقطع وبأي سلاح يملكه هذا الياور الذي لا يجيد سوى مد كرشه إلى أمام دون وعي وفهم ودراية لطبيعة الأحداث فعبر تاريخ العراق والمنطقة لم يكن الأكراد في معرض التهديد والوعيد الا بعد أن منحتهم الحكومات السابقة بعد 2003 حقوقا لم يكونوا يحلموا بها منذ أيام حكومة مهاباد التي ذهبت مع الريح حتى أيام التسعينيات حين جاء أبو مسرور إلى بغداد ليطلب إلى صدام حسين التدخل لإنقاذه من هجوم قوات السليمانية بزعامة غريمه التقليدي مام جلال التي اجتاحت هولير وحين أنقذه صدام بإرسال عدد محدود من قوات الحرس الجمهوري جاءه شاكرا متمنيا له التوفيق لمساعدته في قتل إخوته الأكراد .
وفي هذه الأيام وبعد طرد البيشمركة من كركوك وفشل استفتائه الأخرق المتناقض مع الدستور أخذ مسعود برزاني يشتم ويتوعد ويهدد وكأنه مصاب بهستريا الخوف دون إدراك لطبيعة توازنات القوى ونوعية الصراع فانه يغفل تماما إن معادلة الصراع ليست في صالحه أبدا وانه سيدفع الثمن غاليا في حال استمر في التطاول ومهاجمة الحكومة التي يعمل فيها وزراء يمثلونه وهم سبب من أسباب تعطيل عملها في نهضة البلاد حيث انبرى بعض الغيارى من العراقيين الأصلاء ليردوا عليه رافضين هذا التمادي من شخص ينهب ميزانية العراق بنسبة لا تحصل عليها المدن المظلومة الأخرى ويسخر عناصره لتوتير الأجواء في كركوك والمناطق المتنازع عليها ويحاول استلاب المدن والقرى العربية بحجة عائديتها لإقليم كردستان وهو الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه أبدا وسوف يكون الرد قاسيا بالفعل,ومن يتوعد فعليه انتظار الرد .
إما تصريحات جبار أبو كرش فهي تذكرني بأيام كان فيها صدام يجمع المسؤولين الخانعين وينظر إلى كروشهم ويمنحهم مهلة لأسابيع حتى يزيلوا الشحوم المتراكمة من بطونهم المتدلية وربما كان الأجدر بجبار إن يذهب إلى احد مراكز الساونا او المساج أو مراكز إنقاص الوزن لتخفيف وزنه ورفع ماتدلى من كرشه الاهدل بدلا من الحديث بكلام اكبر منه ومن قادته وزعاماته وإقليمه بذاته فهو ينسى في خضم صراع مصطنع إن العراقيين إذا استفزوا فهم قادرين على حرق الأرض من تحت أقدام المستفزين وان الثروة النفطية التي يتنعمون بها وخير العراق الذي يأكلون سوف يقطع عنهم وسيدفعون ثمنا غاليا جراء تماديهم الأخرق ورعونتهم في مواجهة العراق وشعبه الغيور وأبنائه الاصلاء الغيارى .
فالعملية السياسية التي اراد مسعود إفشالها من خلال تصريحات غير مسؤولة ومن خلال التحريض على الحكومة وإفشال عملها واستضافة الخارجين عن القانون لن تتوقف وستستمر لان المشروع الوطني أخذ ما يكفي من الوقت والتضحيات والجهد وبالتالي فان إي فعل مضاد للمشروع الوطني لن يكون مصيره سوى الخسران والفشل الذريع وسترد تلك التهديدات على من يطلقونها وسيندمون حين لا ينفع الندم .