12 يوليو، 2025 11:01 م

تطرحها “الغارديان” فتعرف عليها .. كيفية التصدي للهجمات السيبرانية !

تطرحها “الغارديان” فتعرف عليها .. كيفية التصدي للهجمات السيبرانية !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

تحدث رئيس الأمن لشركة الدفع الإلكتروني “برينتري جون داوني”، إلى الصحافي البريطاني في صحيفة “الغارديان” البريطانية “شين هيكي”، عن سرقة المعلومات وحماية المستهلك، قائلاً: “إن الاحتيال عبر الإنترنت أصبح شائعاً حتى الآن حيث تستخدم العصابات الإجرامية كجزء من مجموعة واسعة من الأنشطة لكسب المال عن طريق سرقة معلومات ذات حساسية تخص العملاء”.

وأضاف “دوني”، الذي يعمل على تحسين البنية التحتية للشركة والتكامل في النظام المصرفي: “إن ما يقلقني هو عدد الهجمات التي نشهدها يومياً، وكان هذا واضحاً في أيار/مايو من هذا العام عندما حدث هجوم إلكتروني لم يسبق له مثيل على الآلاف من أنظمة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم، واكتشف الخبراء أنه فيروس يدعى (واناكري) أو WanaCrypt0r – الذي عمل على تشفير ملفات هامة على أجهزة الكمبيوتر في أكثر من 150 بلداً، وطالب بدفع فدية مالية تتراوح من 300 دولار إلى 600 دولار مقابل الإفراج عن هذه الخدمة، وكان هناك ما يقدر بنحو 45.000 هجوم ضرب جميع أنحاء المملكة المتحدة وروسيا وأوكرانيا والهند والصين وإيطاليا ومصر وخارجها”.

وتابع: “من أسباب انتشار هذه الهجمات بسهولة، هو عدم تحديث الشركات والمستهلكين برامجهم على أساس منتظم”.

واستطرد حديثه قائلاً: “يكمن جوهر المشكلة في تنوع الطرق التي يسلكها القراصنة للإيقاع بضحاياهم، لذا يجب على خبراء الأمن المعلوماتي في الشركات أن يكونو أكثر دهاءاً من القراصنة الذين يطورون من ذكائهم يوماً بعد يوم حتى يفاجأنا بطرق جديدة لم تمن في الحسبان”.

تراجع التجارة الرقمية..

قال “داوني” أن التجارة الإلكترونية تراجعت بشكل كبير بسبب كثرة الهجمات الإلكترونية التي حدثت مؤخراً، وبالتالي انعدمت ثقة المستهلك الذي يخشى من عملية الشراء والبيع عبر الإنترنت، ولمواجهة ذلك يلزم اتخاذ تدابير بسيطة من قبل تجار التجزئة من أجل الحفاظ على ثقة الجمهور. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تهيئة بيئة جديرة بالثقة للمستهلكين، مثل خدمة مواقع الويب عبر طبقة المقابس الآمنة التي تقيم اتصالاً آمناً ومشفراً بين العميل والأعمال.

ولكن بالنسبة لكل من الشركات والمستهلكين، يمكنهم الحفاظ على أمنهم من خلال تغيير كلمات المرور الخاصة بهم باستمرار، وأن تتضمن الرموز والأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام بحيث تكون صعبة يصعب تخمينها، والابتعاد عن كلمات القاموس الواضحة، والأهم من ذلك عدم استخدام كلمة مرور واحدة في كافة تعاملاتك وحساباتك الإلكترونية.

وأشار “داوني” إلى أنه يستخدم طرق آمنة للحفاظ على بيانات العملاء في شركة “برينتر”، لافتاً إلى أنه يستخدمه خدمة “توكينيساتيون”؛ وهي التي تعمل على تشفير بيانات بطاقة الائتمان الخاصة بالعملاء قبل ارسالها إلى الخادم.

مكافحة الجريمة السيبرانية: كيفية التعامل مع المتسللين..

محاربة الهجمات السيبرانية ليس بالأمر السهل، خاصة مع موجة الهجمات الإلكترونية التي ضربت العالم مؤخراً، فلا أحد ينسى هجوم “رانسومواري” الذي تسبب في إلغاء العمليات الجراحية، بسبب سرقة سجلات المرضى من أجهزة الكمبيوتر في المملكة المتحدة.

وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مخطيء من يعتقد أن شركته آمنه خالية من الثغرات بسبب عدم تعرضها لأي هجمات، مؤكدة على أن الأمر مسألة حظوظ ليس إلا، لذا يتوجب على متاجر التجزئة الوصول إلى حلول سريعة لحماية عملائهم وسمعتهم.

واشارت صحيفة “الغارديان” إلى أن تكلفة الهجمات السيبرانية ليست واضحة، حيثُ دفعت شركة “توك توك” TalkTalk لتزويد خدمات النطاق العريض في المملكة المتحدة غرامة 400.000 جنيه استرليني نتيجة الهجوم الإلكتروني الذي اصاب موقعها على الإنترنت؛ مما أدى إلى سرقة البيانات الخاصة بما يزيد عن 4 ملايين من عملائها في عام 2015. ويأتي هذا الهجوم بعد عدة قضايا شهيرة في أميركا الشمالية، إذ تسربت في آب/أغسطس الماضي تفاصيل الملايين من عملاء موقع الخيانة الزوجية “آشلي ماديسون” بعد هجوم إلكتروني واسع، بينما تعرضت شركة الإنتاج الفني التابعة لـ”سوني” إلى هجوم آخر في تشرين ثان/نوفمبر 2014.

كما أعلنت منظمة العمل البريطانية أن الاحتيال على التجارة الإلكترونية ارتفع بنسبة 18٪ من 2015 إلى 2016 بتكلفة 309 مليون جنيه إسترليني. ويعزى هذا الارتفاع نجاح الحيل التي يلجأ أليها القراصنة للإيقاع بضحاياهم.

وقال “ديفيد إم”، الباحث الرئيس في شركة الأمن السيبراني العالمية “كاسبيرسكي لاب”، إن جميع تجار التجزئة لم يتقدموا بالبنية التحتية الأمنية.

ويشدّد “إم” على مدراء الشركات والمتاجر الإلكترونية بأخذ تدابير دفاعية جديدة، واستخدام تقنيات تشفير البيانات للحد من مدى هذه الهجمات.

وأضام “إم”: “من المهم أيضاً للشركات والمنظمات الأمنية تبادل المعلومات مع بعضهم البعض بحيث يمكن التعامل مع الاحتيال الذي يستهدف متاجر التجزئة على الإنترنت بشكل محترف وممنهج، وهذا يعني الذهاب إلى أبعد من مجرد إخطار الناس بما ينبغي لهم ولا ينبغي أن يفعلوه عندما يتعلق الأمر باستخدام التكنولوجيا، وهذا يعني إظهار مختلف السيناريوهات اليومية، مثل رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة أو محركات الأقراص العشوائية، التي يمكن أن تضع الشركة في خطر”.

100 مليار دولار لحماية الشركات وأمنها بحلول 2020..

يتم تحقيق التقدم في التكنولوجيا مع التقدم في إنفاق الشركات للحفاظ على أمن المعلومات الخاصة بهم؛ وقالت شركة أبحاث السوق الأميركية “شركة البيانات الدولية” أن الشركات سوف تنفق أكثر من 100 مليار دولار بحلول عام 2020 لحماية أنفسهم من الهجمات السيبرانية، بزيادة أكثر من الثلث عن العام الماضي.

غير أن المكتب الوطني لمراجعة الحسابات – وهو جهاز الرقابة العامة – قال مؤخراً إن الحكومة والشرطة والأعمال التجارية قد أغفلت الاحتيال عبر الإنترنت وطالبت باستجابة عاجلة (واحد فقط من بين 150 ضابط شرطة متخصصون في الاحتيال).

ولمنع الغش المتطور على نحو متزايد، كانت هناك مطالب بأن تتخذ الأعمال التجارية المزيد من الإجراءات، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لإزالة المشاكل.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الشركات في حاجة لاستخدام تقنيات مبتكرة مثل “منظمة العفو الدولية” لتحليل البيانات الخاصة بهم على الفور؛ ووقف الجهات الفاعلة السيئة في عملائها على الإنترنت، والأهم من ذلك كله أنهم بحاجة إلى التعاون مع بعضهم البعض، وتبادل البيانات والمعلومات الخاصة بهم، لتحديد المشكلة والعمل على حلها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة