مائة عام من الريادة، عشر عقود من النضال، قرن من الخبرة السياسية والمجتمعية، مخاضات ست بشرت بمولود جديد، يغير الخارطة السياسية العراقية.. فولد (تيار الحكمة الوطني).
الوطنية شعار تنادي به جميع الاطراف، لكن لا تتعدى لقلقة اللسان، فليست كل الأطراف مهتمة، بتطبيق هذا الشعار، بل أن منها، من يتهم الوطنيين، بأنهم يتاجرون بحقوق ناخبيهم، من أجل كسب أصوات، ممثلي المكونات الأخرى، و ال(إنبطاح)، و التفريط بالقضية، على حساب الطائفة أو القومية،
كانت و مازالت سلالة الإمام الحكيم (قدِّسَ) معروفة بمواقفها الوطنية؛ فمنذ عام ١٩١٧، بوادر ثورة العشرين، ثم تقلد المرجعية، ثم قضية الشيوعيين، من حيث إيقاف انتشارهم من جهة، و تحريم مقاتلتهم حين أرادت السلطة إبادتهم، ثم مجابهة السلطة، بالكلمة والبيان، علاوة على القتال في الميدان، وصولاً إلى الدور الكبير، في إسقاط الصنم، والتصدي للعمل السياسي، إلى يومنا هذا.
شلت حركة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بسبب هرم شخوصه، الذين استنفدوا طاقاتهم، أثناء جهاد الطاغية، فلم يكن هناك جديد ليقدموه، رغم خبرتهم في العمل السياسي؛ فأصبح ضروريا، إيجاد طاقات شابة، تتولى تنفيذ الخطط الاستراتيجية، لأن العجلة لا تسير، فقط لأننا نعرف كيف تدور، بل يجب أن نمتلك الطاقة والأدوات، التي تحركها بشكل صحيح.
الأمل, من رحم تيار شهيد المحراب، تجمع شبابي، نخبوي، يبحث عن الطاقات والكفاءات، المستعدة لخدمة الوطن، وفق أسس مدروسة، و خطط موضوعة؛ يجمع نخبة من الكفاءات النزيهة، و يوفر خزين من الطاقات ، لخدمة البلد.
بعض القيادات المخضرمة، لم تكن لديها الثقة الكاملة، بكفاءة فرسان الأمل لأداء الواجبات المناطة بهم؛ لقلة خبرتهم العملية؛ خصوصاً بعد أن تبوأ بعضهم، مواقع مهمة في التيار؛ مما جعلها تعارض هذا التغير الجديد.
الأمل، لَيس تابعا للمجلس الأعلى الإسلامي، فهو معني فقط، بما يقوله السيد الحكيم، فاستمر الفرسان بالعمل، كلاً من موقعه، لتحسين الواقع الذي يعيشه البلد؛ و قدموا نماذج نجاحات، يقتدى بها، في العمل.
الاختلاف في الرأي، لا يفسد للود قضية، حيث كل شخص، يستطيع أن يخدم بلده من موقعه؛ ولكي يمنح السيد الحكيم، مساحة حرية أكبر، للأخوة في المجلس، للعمل وفق رؤيتهم، و بأدواتهم، ويوفر لنفسه مساحة أوسع، للعمل وفق أفكاره و خططه, قدم استقالته من المجلس، وشكل ( تيار الحكمة الوطني ) -تخليداً لمدرسة دار الحكمة، للإمام الحكيم (قدس) عام ١٣٩٠ھ، ١٩٦٩م ؛ وهدمها النظام البائد- و أعلنه كتيار يستوعب جميع أطياف الشعب، حيث أن الأساسين المهمين فيه، هما الوطنية و الكفاءة.
هذا التيار، ألغى أهمية وجود الأمل، لشموله رؤى سماحة الحكيم، عن الدولة العصرية العادلة، فهو يستقطب الشباب المثقف ، بغض النظر عن معتقداتهم؛ فقررت القيادة المركزية، حل الأمل والانخراط تحت راية التيار ، ملتزمين بعهودهم ، ومستعدين لمضاعفة الجهد لإنجاحه، تنفيذاً لتوجيهات الحكيم، الذي جمع حكمة وخبرة قرن، بين يدي الشباب، ليؤدوا دورهم في قيادة البلد، إلى المكان الذي يستحقه بين الدول.
هناك ثقة متبادلة، بين القائد و كوادره، تجعلهم يسيرون بخطىً واثقةٍ نحو النجاح، في بناء الدولة العصرية العادلة.