هذا البحث الذي سأعمل عليه في المستقبل القريب وسأقوم بتحليل الشخصية العراقية تحليلا دقيقا لمعرفة أسباب إنجرار الكثير من المواطنين لسحر قطعة القماش هذه وخاصة قبل الأنتخابات والبحث سيكون تحت عنوان (البطانية وأثرها في الساحة السياسية العراقية) فكلما إقتربت الأنتخابات كلما كان المواطن محط أنظار المسؤولين السياسيين مرة ومن (زعاطيط السياسة) الذين يحاولون الدخول في السياسة مرة أخرى. فنراهم هذه الأيام يتكلمون في محافلهم (النفاقية) إننا يجب أن نكون في خدمة المواطن وأن نعطي له الغالي والنفيس في محاولة لكسب ثقة الناس حيث سمعت هذه الأيام عودة البطانيات الى الساحة السياسية وإستهداف بعض المواطنين المتعففين والمحتاجين وزيارتهم وتقديم البطانيات لهم ولا أعرف السر في هذه البطانية التي أوصلت حثالات كثيرة الى سدة الحكم في مجلس النواب أو مجلس المحافظة (شنو هاي البطانية بيهه “عرك السويحلي” ياهو اللي يوزع بطانيات يفوز؟) ولهذا ان الحكومة تقوم دائما بتوقيت الانتخابات أوماقبلها في الشتاء حتى تكون للبطانية قيمتها المعنوية فيقوم مالا أستطيع ذكر صفتهم في هذا المقال بجر المواطنين الى سحر البطانية ولسان حال المواطن الساذج يقول (خل أغطي نفسي وأدفه عسه ماينباك البلد كله هوه احنه شمحصلين بهذاك الزمن وهذا الزمن) ويذهب فينتحب السيئين رغم سوءهم وربما مواطن صالح يسأل لماذا لايأخذ البطانية ولاينتحبهم فالجواب ان أغلب السياسيين حينما يوزعون البطانيات على المواطنين شريطة أن يقسموا بالله أو القران الكريم بأن يعطون أصواتهم وأصوات أبنائهم لهم,
سحقا لهذه الشراذم التي تأتي بأسم الطيبة والأحسان والمدافعة عن الفقراء وربما بإسم الدين وهناك نائب قام بجمع الاف (الفايلات) ووعد مئات من الشباب المساكين بأنه سيوظفهم بعد فوزه في أفضل جهاز أمني بصفة ضباط وما كان على الشباب الا التثقيف له وتعليق صوره والصلاة والدعاء له بالفوز وحينما فاز لم يروه أهل المحافظة منذ ثلاث سنوات ووجدت معاملات تعيينهم في ساحة الطمر الصحي هنيئا مقدما لمن يفوز مرة أخرى بهذه الطريقة لأن (المؤمن لايلدغ من جحر مرتين) والمواطن العراقي يلدغ من ممثلينا عدة مرات وهذا يعني ان من يتبع مثل هذه الأفعال في حصد الأصوات فاسد ولكن الأفسد منه من يعطيه الصوت.
وأقول لاداعي لأنتظار رأي المرجعية الدينية بهولاء لأن المرجعية تقول إنتخبوا الصالح (وهل وجدتم من بينهم صالحا؟) إذا كان من بينهم صالحا فإنتخبوه والصالح ياسادتي هنا ليس من يعطيك البطانية وليس من يعينك أو إبنك أو بنتك في التربية أو الصحة أو يأتي فيبيع المثاليات والشرف والنزاهة في المؤتمرات واللقاءات التلفزيونية بل الصالح من يعمل من أجل العراق ويدافع عن الجميع وأن لايتكلم من على المنابر وشاشات التلفزيون بنفس حزبي وطائفي أدى بنا الى مانحن فيه فهذا هو الحرام بعينه.عودة البطانيات الى ساحات البحث عن الاصوات واستقبالها من قبل المواطنين بصدر رحب هو مؤشر خطير على ان لا تغيير مستقبلي قادم .لأن التغيير في العقول والإرادات أولا وليس بتغيير الوجوه .
برأيي إن من يعطي صوته مقابل بطانية أو كيلوين من السكر أو كارت موبايل لافرق بينه وبين الدواعش فهولاء الأنجاس يقتلون أفراد ومن يعطون صوتهم لفاسد أو طائفي يقتلون أحلام الملايين ومستقبلهم.