رُبّ عين دعجاء أعمت عينك.
فتحاول النظر من خلال عيون الآخرين، فأصابك العشو وأخطأت النظر بالاستعاضة.
ورضاب معسول جفف رضابك.
فرضابك الندية بالوعود الكاذبة جفت من خلال رضابك المعسولة للجماهير.
فحِدتَ عن طريقك وأنت تحسبك ماضيا فيه.
أين أنت من وعودك، لقد ذهبت بعيدا عنها وأنت تمني نفسك بخدمة الدين والجماهير.
وترمّدتَ بنار شهواتك وأنت تحسبك مستعرا بشوقك إلى الكمال.
أي كمال وأي مشروع إسلامي تتحدث عنه، وأنت منغمس بالأنا الشخصية والحزبية.
انظروا هوذا طالب الكمال يعثر ويعضّ التراب.
كالذي يحمل قبعة من مطر، فالقبعة دعاية انتخابية لحمايتكم من الأخطار، ولكنها سيول جارفة من الحروب والفساد والدمار.
لقد دعونا عبيد الشهوات للمثاليات، وهذه هي الطامة الكبرى.
وها هو يستسلم لشهوة الفرج والبطن والجاه والمال.
ولكم نصحناه فلم ينتصح.
وردعناه فلم يرتدع.
أما قلنا له إن لدعوة المظلوم سلطانا لا يقاوم.
لكنه لم يصدق قولنا.
وظن أن في مستطاعه التغلب على سغب المظلوم.
فليدفع ثمن غروره عاجلا وليس آجلا، ولات حين مندم.