بهذا التامل نكون قد أنهينا بحثنا في المصدر الاول من مصادر الفكر السياسي الإسلامي وهو القرآن مع ماتعلق به من أسس هذا الفكرلنبدأ رحلتنا المقبلة مع المصدر الثاني وهو السنة النبوية.
ينصبون حبال الدين ليصيدوا بها الدنيا.(الإمام علي ع).الإسلام السياسي خدعة المغفلين.
أكبر خدعة إنطلت على كثير من المغفلين هي خدعة الإسلام السياسي لأنه في الحقيقة لا يوجد اسلام سياسي وإسلام غير سياسي الاسلام والسياسه بنيتان مختلفتان وتنتميان الى مستويين مختلفين من التجريد والدلالة بينما يدل الدين على المقدس ومجاله اللاهوت تدل السياسة على المدنس ومجالها الناسوت وهذا ماحصل عندما مات النبي وتنازع الصحابة المقدسون على الحكم والجميع يسأل من يحكم؟ولم يسال احدا منهم كيف يكون الحكم؟ تنازعوا على شخص الحاكم ولم يتنازعوا على عنوان الدولة لأن الدولة لاتوصف بأنها إسلامية أو مسلمة، فالإسلام وصف أو حكم يقع على الأفراد ضمن شروط محددة. وهل يعقل ان تأخذ اي دوله صفه دينيه ؟ الجواب : لا , فالدين في الاصل والاساس علاقة شخصية بين الخالق والمخلوق والدولة مؤسسة سياسية لجميع مواطنيها من مختلف الاديان والملل فلماذا يريد البعض أسلمة الدولة ونساله: كيف تشهد الدولة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله؟ وكيف تقيم الصلاة وتصوم؟ وكيف تؤمن بالله واليوم الآخر؟ فمتطلبات الإسلام تتحقق باعتقاد وأفعال الأفراد وليس الجماعات أو السلطات. ولذلك، فإن وصف “الدولة الإسلامية” مجازي ومصطلح معاصر لم يستخدم إلا في العقود القليلة الماضية ولا يمكن أن تحتكره جهة أوجماعة وما معنى جماعة إسلامية إنها صفة تتخذها جماعات وأحزاب ومؤسسات ليس على سبيل الاختصاص أو الانفراد أوالاحتكارولكن للتأكيد على مبادئ وأفكار وقيم معينه كما تتسمى أحزاب وجماعات ومؤسسات بالديمقراطية أو الإصلاح أو الحرية.باختصار فإن التسميات غير المنهاج والبرامج والتيارات ويجب أن تقدم الأحزاب والتيارات نفسها بوصف يمكن تحديده كما نعرف على سبيل المثال أن اليسار يؤيد دورا اجتماعيا واقتصاديا للدولة وأن الليبرالية تؤيد دورا متعاظما للأسواق والحريات الفردية ولكن “الإسلامية”هل يمكن أن تعني شيئا محددا مفهوما ما معنى إسلامية إذن؟ بالعودة لأصل مصطلح الإسلام السياسي يمكننا أن نقف على الخلط القائم بين الخطاب الدعوي من جهة والخطاب السياسي من جهة ثانية لحركات الإسلام السياسي وهنا الإسلام هو الإطار الفكري لهذه الحركات بما فيها المفاهيم والممارسات الإسلامية للسياسة بتنوعاتها المختلفة .
إن السياسة أيضاً هي وسيلة لظاهرة الحركات الإسلامية للوصول إلى هدف نهائي وهو تحقيق نظام حكم الإسلام الشامل (الاجتماعي ، الاقتصادي ، التربوي، السياسي،….).
والسياسة هي وسيلة للحركات الإسلامية حيث تتمثل هذه الوسيلة في إيجاد نظام الحكم السياسي مما يؤدي إلى تحقيق الهدف النهائي وهو تحقيق نظام الإسلام الشامل للحياة.
نشأة المصطلح.
يعتبر مصطلح الإسلام السياسي من المصطلحات الحديثة والمعاصرة وهو مصطلح استخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره “نظاما سياسيا للحكم”. ويمكن تعريفه كمجموعة من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الإسلامية التي يستخدمها مجموعة “المسلمين الأصوليين” الذين يؤمنون بأن الإسلام “ليس عبارة عن ديانة فقط وإنما عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة”.لذلك تحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، وبناء دولة دينية ثيوقراطية وتطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية، ويعتبر مصطلح الإسلام الأصولي من أول المصطلحات التي تم استعمالها لوصف ما يسمى اليوم “إسلام سياسي” حيث عقد في سبتمبر 1994 مؤتمر عالمي في واشنطن تحت عنوان “خطر الإسلام الأصولي على شمال أفريقيا” وكان المؤتمر عن السودان وما وصفه المؤتمر بمحاولة إيران نشر “الثورة الإسلامية” إلى أفريقيا عن طريق السودان، وفي التسعينيات وفي خضم الأحداث الداخلية في الجزائر تم استبدال هذا المصطلح بمصطلح “الإسلاميون المتطرفون” واستقرت التسمية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 على الإسلام السياسي.
إلغاء الخلافة الإسلامية.
حركة الإسلام السياسي بمفهومه الحديث بدأت بعد انهيار الدولة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى وقيام مصطفى كمال أتاتورك بتأسيس جمهورية تركيا على النمط الأوروبي وإلغائه لمفهوم الخلافة الإسلامية يوم 3 مارس من سنة 1924 وعدم الاعتماد على الشريعة الإسلامية من المؤسسة التشريعية كما قام بحملة تصفية ضد كثير من رموز الدين والمحافظين.وكان أول رد فعل على الغاء الخلافة الإسلامية هو تاسيس حركة الإخوان المسلمين وهي أم الحركات الإسلامية في العصر الحديث وأكثرها تأثيرا وأوسعها انتشارا في العالم العربي وبعض دول العالم الإسلامي وفي الجاليات الإسلامية في الغرب وهي أيضا كبرى الحركات والمجموعات السياسية المعارضة للأنظمة السياسية المتعاقبة في مصر.أسس المدعو حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في مارس/آذار 1928 بمدينة الإسماعيلية المصرية بعد أربعة أعوام من سقوط الخلافة العثمانية, ثم سرعان ما انتقلت إلى القاهرة فإلى بقية أنحاء مصر، ثم إلى أجزاء كبيرة من العالم العربي والإسلامي ليصبح تنظيم عالمي ظاهره السلامة والرحمة وباطنه الشدة والقسوة والعنف عرف بالضبابية والغموض والسرية-حتى بين منتسبيه-أتخذ من الإسلام شعارا له جمع بين متناقضات مضحكة كالتصوف والتكفيروالسلفية والأشعرية لأحتواء جميع المغفلين بخبث وكان البنا يركز في كل كتبه وخطبه على شمولية الإسلام واحتواءه على كافة القوانين والشرائع التي تستطيع إدارة حياة الشعوب والمجتمعات في كل مكان. كما كان يرفض القول بأنه أتى بحزب أو جماعة، بل كان يركز دائما بأنه ينادي فقط بالإسلام الذي جاء به محمد ولم يبتدع شيئا.يقول رفعت السعيد:”وكانت سياسة التعويم وعدم المجاهرة بنوايا الجماعة في إحداث التغيير السياسي والاجتماعي الشامل، الذي قدمت له الجماعة تفسيرا في أدبياتها، قد جعلت من الكثيرين يتوقفون على حالة “التقية” والتهرب من المواجهة والميل إلى المراوغة التي ظهرت عند حسن البنا، ” يلجأ الشيخ حسن البنا في مسألة العلاقة بالسياسة بالذات إلى التعمية والغموض ويتعمد التعميم والألغاز” هل نحن طريقة صوفية، جمعية خيرية، مؤسسة اجتماعية، حزب سياسي، نحن دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة، نحن نجمع بين كل خير”. لكنه لا يلبث أن يقول” إن الإخوان دعوة سلفية، طريقة صوفية، هيئة سياسية، جماعة رياضية، رابطة علمية ثقافية، شركة اقتصادية، فكرة اجتماعية”. ثم يعود البنا إلى إنكار كلماته، ليلتوي بالألفاظ في اتجاه معاكس ” أيها الإخوان انتم لستم جمعية خيرية، ولا حزبا سياسيا، ولا هيئة موضعية الأغراض محدودة المقاصد، ولكنكم روح جديد، ونور جديد وصوت داو”،(..)، ولا يملك الباحث سوى الحيرة…هل كان الأمر يحتمل كل هذا التخبط أم انه تخبط مخطط ومقصود…فإذا ما حاصر السؤال المحدد “الشيخ” أجاب في براءة “ليس هناك دين وشيء اسمه سياسة، هذه بدعة أوروبية”. ولا يكون أمام أي باحث مهما كان محايدا إلا ان يفترض ان الشيخ كان يتعمد الخلط والمراوغة. وتصف باحثة غربية هذا الأسلوب بأنه “أسلوب ذو فاعلية واقتدار فهو يؤكد على الطابع الديني للجماعة إذما جابهه في الحكومة رئيس قوي، ولكنه لا يلبث أن ينغمس في الصراعات السياسية إذما وجد أمامه رئيسا ضعيفا للحكومة “(1).
من هذا المستنقع الآسن النتن خرجت عشرات الجيف التي ملئت حياة الناس رعبا وقسوة ودمار جيف تتستر بالدين وشعارهم تطبيق الشريعة وهم ابعد الناس خلقا عن الشريعة ضباع نتنه همها الدنيا ووسيلتها الدين حتى حولوا الدين الى مسرح ترقص عليه العواهر والمخنثون.كفروا الناس وهم الكفره لانهم قتلوا كل ماهوإنساني وحكموا بارتداد المجتمع عن الإسلام وتردي هذا المجتمع في الجاهلية لرفضه فكرة حاكمية الله وتفضيله حاكمية البشر.وهم يعلمون أن البشر هو الذي يحكم في النهاية لأن الله لاينزل من السماء ليعلن نفسه رئيسا للجمهورية يعطون الله الحكم نظريا ليحكموا هم عمليا بأعتبارهم وكلاء الله على الارض من يختلف معهم كافر مرتد لكن مرتد عن ماذا؟بالتأكيد مرتد عن دين صنعوه لدنياهم نحن نعرفهم ونفضحهم أنهم ينصبون حبال الدين ليصيدوا بها الدنيا.
……………………………………
1-السعيد، رفعت، حسن البنا: متى وكيف ولماذا؟، دمشق، سوريا، الطبعة العاشرة، دار الطليعة الجديدة 1997 م، ص 124ـ125.