ومَن قالَ أنَّ سياسةَ النأي بالنفسِ هي السياسةُ التي يُمكن إستنساخُهَا دوماً وفي المواقفِ كافةً ؟!!
ومَن قالَ أننا إن عندما نأينا بأجسادنا عن مراكزِ الحدثِ, حجبنا عقولَنَا في نفسِ الوقتِ عن فَهمِ خيوطِ لعبتِهَا ومجرياتِ كواليسَهَا ؟!!
فاليعلمْ الكلُّ دون إستثناءٍ يُذكرُ, أنَّ العراقيينَ الأصلاءِ والقادةِ النُجباءِ والمفكرينَ العرفاءِ, ما مِن واقعةٍ تمروا على أسماعهِم مرَّ الكرامِ, بل لكلِّ واقعةٍ حكماً, ولكلِّ مشكلةٍ حلاً, يتميزونَ بهِ عن سآئرِ البشرِ, فلا يقفونَ على تلٍ, ولا يَحجمونَ بآرائِهم وإنَّ حجموا بأجسادهِم …
ولذلك عندما نقفُ بالضدِ مِن حملةِ لواءِ الإصلاحِ والصَلاحِ, فلا يعني أننا ضدَ مشروعِ الصَلاحِ, بل إننا نحسنُ قراءةِ الواقعَ, ونشخصُ مجرياتِ الأحداثِ, لذا نعطي بعدها قرئتنا التي نحتجُ بها يومَ القيامةِ أمامَ الحكمِ العدلِ !!!
والآن فلنعدْ بعضَ القرائاتِ السابقةِ التي قلنا بها وحكمنا على أساسِهَا في فشلِ العمليةِ السياسيةِ في العراقِ, وعلى أساسِهَا قلنا أنَّ أي إصلاحٍ يكون بقيادةِ نفسِ الفاسدينَ يُمثلُ عمليةَ إرجاعِ نفسِ الفاسدينَ, ولكن بصيغةٍ أكثرِ فتكاً وفساداً وإفساداً, لأنَّ الخيارَ بينَ فاسدٍ وأفسدٍ وبين مجرمٍ وأكثرِ إجراماً !!!
ولا أعلم كيفَ يقتنعُ الناسُ ويقتنعُ الشعبِ أن يطالبَ بإصلاحاتٍ من مجرمينَ وقتلةٍ وسراقٍ وقطاعِ طرقٍ, كالجبانِ الخائنِ العميلِ #نوري_المالكي أو مِن الخنيثِ المُستخنث #حيدر_العبادي, لا أعلم كيفَ يكون هؤلاءِ أنبياءاً ورسلاً وأسباطاً وصالحينَ ومصلحينَ, بعدَ ماكانوا سراقاً للمالِ العامِ وقتلةً ومجرمينَ ومرتزقةً وعملاءاً !!!
وحقاً أستغربُ وأتعجبُ عندما يوافقُ الناسُ والشعبُ أن يكون هؤلاءِ هم مَن يبحثونَ عن الإصلاحِ ومعالجةِ الفسادِ المستشري في مفاصلِ الدولةِ برمتها, ونفسُ هؤلاءِ هم مَن أمروا أتباعَهُم أن يَسرقوا ويَشفطوا ويُصفروا الميزانيَاتِ والموازناتِ, ليجيشوا الجيوشَ ويؤسسوا الميلشياتِ وليفتحوا بها المقراتِ والأحزابَ ويجعلوها معتقلاتٍ وسجونَ سريةٍ ومراكزَ تحقيقٍ وإستجوابٍ !!!
#كيف ثم #كيف ثم #كيف ؟!!!!!!!!!!!
هذا مِن داخلِ الكابينةِ الحكوميةِ والتشريعيةِ …
أما من الخارجِ, فقائدُ الإصالحِ والحراكِ الشعبي#الزعيم_الشيعي_مقتدى_الصدر !!!
ألم يملك هذا (#الزعيم_!!!) من المناصبِ الوزراءَ والمحافظينَ والمدراءِ العامينَ, بل وملكَ من المناصبِ الروحيةِ أكثر من غيرهِ من سائرِ أهلِ الشرفِ والعفةِ, فراحَ يُفتي ويُشرع ويُفيم الحدَ ويَجلدُ ويقبلُ ويرفضُ, كلُّهَا بإسمِ الدينِ والحوزةِ الشريفةِ !!!
فهل جربَ أن يكونَ مثلاً للصلاحِ والإصلاحِ ولمشروعِ خلاصِ العراقِ والعراقيينَ, من خلالِ توجيهِ نفسهِ والمناصبِ العائدةِ لهُ, حتى تكون سيرتهُ الذاتيةِ والعمليةِ والتأريخيةِ مليئةٌ بالمفاخرِ وأمثلةِ الإصلاحِ, وعندها عندما يرفعُ لواءَ الإصلاحِ والصلاحِ ستكون تلكُمُ السنونَ شواهدٌ على صدقِ حالهِ اليومُ ومؤيدٌ لمشروعهِ الإصلاحي …
أما إذا كانَ تأريخُ هذا #الزعيم_صناعةُ_الحظِ_والصدفةِ, أكثرُ بؤساً وفساداً وقتلاً ودماراً وفتكاً بكلِ العراقِ والعراقيينَ, وفتكهُ وفسادهُ تشرى وتشظى بالأبعادِ الجغرافيةِ الثلاثةِ, بل مَن يُحملُ على رؤسِهِم لواءِ الصلاحِ, ويطالبُ بتغيرِهِم الجذري الشامل الحقيقي (#شلع_قلع), هُم مَن كانوا يعزفونَ على أوتارِ أعناقِ العراقيينَ سنفونيةِ الموتِ, وهو مَن كانَ يرقصُ على صرخاتِ شعبهِ, ويرتقي المناصبَ بعدَ موتِ أهلِهَا من المغدورينَ, بل ويؤمِن أن ما يحصلُ من قتلٍ ودمارٍ وسفكٍ للدماءِ كلُّها تصبُ بمصلحتهِ الشخصيةِ, من حيثُ إفراغِ الساحةِ مِن كلِّ أولئكَ المخلصينَ الوطنيينَ الشرفاءِ الصالحينَ !!!
إذا كانتْ الصراعاتُ بهذا المستوى مِن الدناءةِ والخسةِ والحقارةِ والنذالةِ, وكانَ المتصارعونَ هم مِن طبقةِ المجرمينَ والقتلةِ والعرابينَ, بل وأن أطرافَ شبهةِ الفسادِ والإفسادِ محصورةٌ بهِم وتدورُ حولَهُم, فيكون الواجبُ علينا شرعاً وعقلاً وتأريخاً ووطنياً وعروبياً, أن نتعاملَ مع طرفي النزاعِ كطرفي نزاعِ دولتي بني أميةِ والعباسِ, فالطرفانِ طلابُ سلطةِ وحكومةِ ورياسةِ, حتى لو حملوا شعارَ (الرضا لآلِ محمدٍ) أو شعارَ (يا لثاراتَ الحُسين), فعاقبةُ أمرِهِم أن يرفعوا شعارَ التفرقةِ والنفاقِ والقتلِ والدمارِ وأصنافِ الفسادِ والإفسادِ (أن الحكمُ إلا للهِ) !!!
ومِن ما قلناهُ أعلاه, وفوقَ ماقلناه من الذي نتركهُ لفطنةِ القارئ اللبيبِ, وما سيدلونهُ من آراءِ في تعليقاتِهِم ومشاركاتِهِم, كلُّهَا تفسرُ لنا نزرةِ وقِلةِ المواقفِ السياسيةِ من الشرفاءِ والوطنيينَ والعُروبيينَ, بل تُفَسِرَ قلةَ ومزرةَ المواقفِ السياسيةِ من القادةِ المُصلِحينَ على مرِ التأريخِ, وكيفَ تشكلتْ هذهِ الفجوةِ المؤسفةِ لفهمِ آرائهم قبالَ تلكمُ الأحداثِ المصيريةِ على حياةِ شعوبِهِم وقواعدِهِم الشعبيةِ …
نعم نحن من الواقعِ وما يعيشهُ الشرفاءِ بِتنا نفهمُ تلكَ الحقبةِ الزمنيةِ, والظروفِ الإجتماعيةِ التي حتمتْ على المصلحينَ الركونَ للعزلةِ مع إخراجِ النزيرِ من المواقفِ التي تتناسبُ مع مكانتهم الإجتماعيةِ والدينيةِ والقوميةِ, وما عدا ذاك فهو وبالٌ على قواعدهم الشعبيةِ المواليةِ لهم والمؤمنةِ بِهِم !!!