جماعتي وجماعتك؛ [أن تحريك الرأي العام لو كان قائماً على أساستعبوي خيالي، أو خرافي، أو استغفال من أجلالحصول علىٰ مكاسب نفعية شخصية، غير أخذبنظر الاعتبار الخلفية الفلسفية لمشروع واقعييستحق الدفاع عنه، وايدلوجيا تنظيرية قائمة علىٰأسس فعالة وتنموية، يصبح المحرك وجمهوره أداةلهشاشة فكرة الدولة،وتكريس حقيقي للسلطاتالمتفردة وإضعاف القانون]. الحملات التي تُدار بالتسقيط أو توجيه الرأي العامهي حملاتٍ منظمة ليست عشوائية، وما يجعلالأمور بالغة الخطورة هو كمية الحقد والتعصب ( الطائفي، الاثني،المناطقي…الخ) التي يتم زجها فيتلك الصراعات مما يجعل الأجواء مشحونةومرتبكة دائماً. أصحاب الحملات هذه هي جهات سياسية أكيد. وإلا قابل تكون جهات تجارية او فنية..! طبعاً لا.كلطرفٍ يتاجر ضمن وسطه. مصدر الخطر يتركز بأن هذه الحملات الموجهةهي ليست لربح معركة ( فيس بوكية) أو استثمارتسقيط سياسي فحسب أو حل لمشكلةٍ ينتج عنهاتقويم مسار وتصحيح قضية. الأمر أكثر خطورةً منذلك، انها تسبب تشنجاً فضيعاً في الوحدةالمجتمعية، وترهلاً وتفككاً قوياً في بُنية المجتمع،هذا التفكك من شأنه خدمة مصالح غيرية لأهدافٍسياسية،ووباله على النسيج الاجتماعي أخطروأكثر تمزيقاً لروح الاجتماع والتآخي الوطني، لمانصدح في كل حين بأهمية تعزيز ” الهوية الوطنية” ذلك تجنباً لحملة التفكيك هذه التي تجري فيالمجتمع، لأن مظلة الهوية الوطنية اكثر اتساعاًوشموليةً من الهويات الأخرى، لكنها اقل نفعاً علىالمتاجرين بإسم ((الطوائف والمعتقد والتوظيفللمقدس وحتى المتاجرين بإسم الليبرالية،والمدنية، والعلمانية… الخ) يلحقهم المنتفعونمنهم أو الساكتون لأنهم منتفعون منهم…! وليتهميتكلموا لإثبات ولائهم لأسيادهم ولا أعلم كيفيرضى أسيادهم أنهم صامتون ويبذخون عليهم كلهذا البذخ…! ببساطة لأن هناك تبادل مصالح،وليس تبادل ايديولوجيات أو إيمان راسخ بالقضايا. [[لو كان هناك إيمان راسخ بالقضايا الواقعيةلأصبح هناك نضال وليس “مال” ولأنتصرتالقضايا حتماً بفعل إرادة الجماهير المؤمنة]]. هناك لغة تمزيق واضحة للنسيج الاجتماعي منكل الأطراف، الهدف منها كسب ثقة ( الجماعات) لاسثمار طاقتهم وتوجيهها لمنافعهم. ( جماعتي وجماعتك)…جماعتك لديها أهدافومصالح تنوي تحقيقها. جماعتي ؛ ايضاً لديهم أهداف ومكتسبات يريدونتطويرها أو الحفاظ عليها من خلال التطبيلوالترويج والتسقيط. والنتيجة؟ انقسام مجتمعي حاد بين جماعتي وجماعتك..! وتعزيز للغة الكراهية والمقت. وكل هذه الأمور تسير بعيداً عن لغة الاختلافالإيجابي والمثمر، إذ كل الأطراف لاتحمل أيأيدلوجية مقنعة أو سمة من سمات الواقعالمتحضر الذي يهدف الى ( تصحيح المسارات،تعديل الواقع، توعية المجتمع، تطوير العلم، تقدمالعمران، النهوض بالخدمات والبُنى التحتية…. الخ). أو هدفاً حقيقياً لخدمة الشعب، وليس ببعيد عنا تأخر تسلم الوزارات الشاغرة لحد الآن. هل كل هذا التأخير هو بسبب الحب الغامرللشعب!. اي برنامج من تلك المذكورات انفاً على ارضالواقع، لا يوجد في ادبيات “جماعتي وجماعتك” “وجماعتي وجماعتك” تتصارع من أجل تحقيقغايتها،والنسيج المجتمعي مبتلى بالتفكك وإشاعةخطاب التفرقة، والكراهية، والانقسام اللافكري،مما يزيد من تشضي الهوية الوطنية، وإنتاج هوياتعلى حساب الولاء مرتبكة ومفككة وغير منسجمةمع بعضها البعض، بل متناحرة اثنياً وعقائدياًونفسياً…. وهذا مايؤدي إلى سحب بساط العنفالى الشارع والتردي الخدمي والعلمي… الخ. أن تحويل المجتمعات الى معسكرات متشنجةومتصارعة فيما بينها يخدم كثيراً الاستعمار وقوىالشر، بل هذه فلسفتهم بالسطوة والاستحواذ( فرقتسد). ويثبط الإبداعات والتطلعات الوطنيةالهادفة إلى تغيير الواقع والسعي بخُطى حثيثة نحومستقبلٍ أفضل بعيد عن المجاملات والتكتلاتالفئوية والحزبية. بينما( جماعتك وجماعتي) حدود تفكيرهم تنحصربمديات شخصية نفعية وانية وغير محسوبةالعواقب للمستقبل. انهم يستبعدون أن هذه النتائج ستكون في يومٍ ما تأريخ وإرث سيتم ذكره للأجيال، وليس الوطن ( مقاولة) يتم الانتهاء منها ويحصل التسليم النهائيوينتهي كل شيء. الوطن هوية شعب فمن لم يُجيدصُنع هذه الهوية فالتأريخ كفيل بتشريح مواقفهوسلب شرعيته ولو بعد حين.