23 ديسمبر، 2024 11:51 ص

ربما زارني في الحلم , وما عرفته ولا عرفني , فكيف إختارني , وراح يهدد ويتوعد وينبه ويحذر ويلوح بالعقاب الشديد والفعل السديد , وكأني أسمعه يهتف بالبتراء , يريد إصلاح أمرنا , وتدبير أحوالنا , ويقنعنا بأنه دواؤنا!!
فكرر خطبته وأنا في دهشتي:
الفسق في بلادكم كثيرٌ فاشٍ ظاهر , والجهالة والضلالة والغي ما عليه سفهاؤكم ويشمل حلماؤكم , وصغاركم قادتكم , وكباركم أسافلكم , تغشاكم أمية قرآنية , ونفوس عدوانية , وأطماع دنيوية , ونكران الحياة السرمدية.
الضعيف بينكم يُقهر ويؤخذ ماله وأنتم لا تأبهون.
ولا يوجد منكم نهاة تمنع الغواة من دلج الليل وغارة النهار.
المحسوبية ديدنكم والدين عدوكم , تعتذرون بغير العذر , وتغضون عن المختلس , والفاسد فيكم أمير.
تدافعون عن سفيه صنيع مَن لا يخاف عاقبة.
ما أنتم بالعلماء وقد إتبعتم السفهاء.
فآخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله.
لين بغير ضعف , وشدة في غير عنف.
ولا بد من أخذ الصحيح منكم في نفسه بالسقيم.
إن كذبة المنبر بلقاء مشهورة , وما أكثر دجاليكم ومنافقيكم ومضلليكم المتاجرين بالدين
فمن أعتديَ عليه سأقتص له من المعتدي.
وإياكم ودعوى الجاهلية فعقوبتها قطع اللسان , وما أكثر الألسن التي عليها أن تُقطع.
ومن محق قوم محقناه , ومن أحرق قوما أحرقناه , فمن كان منكم محسنا فليزدد إحسانا , ومن كان منكم مسيئا لينزع عن إساءته.
متى يصلح أئمتكم تصلحون , لكنهم فاسدون فأفسدوكم.
أسأل الله أن يعين كلا على كل , وإيم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة , فليحذر كل إمرء منكم أن يكون من صرعاي.
فقلت له: الكراسي لا تهابك وتتحداك , وتتصارع فهل ستصرعها أم ستصرعك؟
فهي معززة بطوابير طامعة في البلاد والعباد , ولإرادتها خانعة.
فعن أي صرعى تتحدث وأنت الصارع والمصروع؟!!
لقد سبق السيف القلم!!
قال: إنَّ غدا لناظره قريب!!
وأضاف: “أ ليسَ الصبحُ بقريبٍ”؟!!