19 ديسمبر، 2024 5:59 ص

بعد سقوط الإتحاد السوفياتي لم تتوفر لدى أقوى قوة أرضية القيادة الكفيلة بالتعبير التأريخي عن فرض إرادة القوة والهيمنة الإمبراطورية كما هو معروف عبر العصور , بل تمتعت بقيادات ضعيفة مضطربة منشغلة بمشاكل سلوكية وصراعات سياسة داخلية حجبت الدور العالمي لما يقرب من عقد , ثم جاءت فترة إندفاعية تسببت بمشاكل وعثرات وبعد ذلك جاءت فترة السكون والهيمنة الصامتة وإن شئت العدوانية الساكنة.
واليوم تستيقظ هذه القوة الجيارة العاتية بعد ربع قرن من التخبط وعدم القدرة على الإمساك بزمام أمور الدنيا , وخلال تلك الفترة نهضت قوى عديدة وفرضت وجودها ودورها وتأثيرها وتحديها.
وفي هذا الوقت الذي إنطلقت فيه القوة الأكبر من عرينها ونفضت غبار ربع قرن من التخبط والسكون والإضطراب , وجدت نفسها أمام عالم آخر يكلف كثيرا جدا لإعادته إلى ماضيه , ولهذا تتكرر عبارة كان من المفروض أن تتحقق المواجهة مع هذه القوة وتلك قبل عقود , ومواجهتها اليوم باهضة ولكن ممكنة رغم أن الإقدام على إثبات الوجود وفرض الهيمنة إرادة متصاعدة ونداء نحو بناء الوجود الأعظم.
ولا خيار أمام القوة المستيقظة إلا أن تضرب بيد من حديد , ولا تسمح بأي أخذ أو رد , إنها سياسة تنفيذ الأوامر وإلا تبيد , فلا دولة تتجرأ على الإعتراض أو التحدي لأنها ستتلقى ضربة قاضية وأسلوب التهديد هو الغالب وآليات التخويف هي الفاعلة.
والمشكلة أن العديد من القوى الناهضة المتقدمة لا تقبل بأسلوب التهديد والتخويف أو الترعيب والترغيب , فلها مشاريعها ورؤاها وتطلعاتها ومصالحها ولا يمكنها أن ترضخ , وهذا يعني أن العالم سيمضي نحو مواجهات خطيرة ماحقة .
ذلك أن القوة المستيقظة ربما ستقدم على إظهار قوتها العنيفة الماحقة , مما يعني أنها ربما ستقدم على محق دولة بكاملها من الخارطة , بضربات مروعة وبسرعة خاطفة , فقد ينمحي الملايين من البشر في غضون دقائق معدودات , وتتحول مدن عامرة معاصرة بعمرانها إلى محض خراب لا أثر فيه لحياة.
وهذا الإحتمال وارد وعناصره متوفرة والنوازع بإتجاهه تتأجج , ولا يفصلها عن وقت التنفيذ إلا أشهر أو بضعة أعوام.
تلك ما تبدو عليه الأرض وهي تترقب الواقعة وما أدراك ما هي!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات