كل الانظمة الدكتاتورية التي حكمت في وقت ما زالت بفعل الثوارات الشعبية لكنها قبل ذلك تنتهج سياسات قمعية صرفة في مواجهة قوى التغيير وهذا ما يحدث لنظام اردوغان الدكتاتوري فهو في مراحل الانهيار الاخيرة بفعل السياسات الشوفينية التي يمارسها ضد الاكراد وبالتالي فنظامه امام ثورة شعبية ستجتاح دعائمها ما إن استفاق الكرد في تركيا من سباتهم …..
فحزب الشعوب الديمقراطي حاز على مرتبة متقدمة في الانتخابات ونجح في حجز مقاعده في البرلمان التركي فهذا ما تترجمه التجربة السياسية في البلدان الديمقراطية فالانتخابات هي القرار الشعبي الذي من خلاله يمكن ممارسة العمل الوطني من اجل بناء مجتمع ناجح متقدم وبالتالي بناء مؤسسات صحية وزراعية وتعليمية شعبية تخدم المواطن والوطن ……
لكن النظام التركي يخالف شروط الديمقراطية الحقيقية ويحاول بشتى الوسائل تهميش الدور الكردي في البنية السياسية التركية وهذا دليل إن مفاهيم الشوفينية ما زالت هي منذ تاسيس الدولة التركية على يد اتاتورك الذي حارب الكثير من الافكار التقليدية واتى بافكار جديدة لكنها مع مرور الوقت تحولت الى عناوين شوفينية خالصة فحزب الشعوب الديمقراطي حزب كردي يساري يناهض الايدلوجية الرأسمالية ويتخذ من الاشتراكية مفهوما اساسيا لنهجه النضالي المشرف وبهذا فأن اردوغان سار على طريق مخالف لكافة شرائع الديمقراطية ما إن اعتقل قيادات حزب HDP فهو لم يعلم إن هكذا تصرف سيؤدي الى قيام فوضى عارمة في بلاده وان اعمدة نظامه ستترنح كالسكير فحزب الشعوب الديمقراطي يمثل 16 مليون كردي في كوردستان تركيا وفي ذات الوقت يؤمن باليسارية كحل اساسي لانقاذ الشعوب من البؤس والفقر فالعالم مليء باليساريين والماركسيين وهؤلاء عددهم يتخطى مئات الملايين وان استفاقت همومهم واثقالهم فبأستطاعتهم إن يهزوا شوارع العالم بصيحاتهم وصراخهم وشعاراتهم هذا في حالة اذا واصلوا العمل السلمي واذا ما احتكمت الظروف فهؤلاء يمتشقون السلاح ويهرولون لنداء الثورة وخير دليل على ذلك الثوارات التي اجتاحت دول العالم وازالت انظمة قمعية وجردتها من كل شيء حتى تأريخها والثورة البلشفية والثورة الكوبية خير الامثلة على هذا وصفحات التأريخ نقلت إن الاحرار والمناضلين شقوا جدران القمع بسفوح بنادقهم …….
لذا فأردوغان امام التحدي الاكبر والاعظم من جهة يعادي امة تعدادها 16 مليون ومن جهة اخرى يعادي اليساريين والماركسيين في كل اصقاع الأرض ……