البصرة مدينة ظاهرها فقير وباطنها غني، يعاني سكانها من شظف العيش، متوسدين الفقر، وملتحفين العوز والحرمان، فيما تمر من تحت مدنهم أنهاراً سوداء؛ كنوزٌ لا من ذهب ولا فضة! تفاخر اثمانها اللؤلؤ والمرجان، خيرات لا حدود لها ولا نفاد، تتوزع على اخواتها من المحافظات الشرقية والغربية للوطن، بينما تُحرم هي من فضيلة احتواء تلك الكنوز!.. وفي اطار العمل السياسي، عمد التحالف الوطني الى خدمة أبناء شعبه، سيما المحافظات التي تنتج النفط، وذلك بمطالبة كتلة المجلس الأعلى الإسلامي للبرلمان بإقرار قانون (البترودولار)، بمقدار (5) دولار للبرميل الواحد، الا ان مجلس الوزراء اعترض على القرار وتم تخفيضه الى (1) دولار لكل برميل نفط.
ومع مرور الزمان وتعاظم الحاجة الى المشاريع الاستراتيجية والمشاريع الأخرى الفرعية؛ اتضح لدى الجميع عدم كفاية الدولار الواحد لتغطية تلك المشاريع، وان المحافظات التي تنتج البترول بالإضافة الى مصدريتها للبترول، فإن شعبها يعاني الكثير من الامراض، وسوء الأحوال الجوية، وتلوث البيئة وكل ذلك ناشئ عن وجود النفط واستخراجه.. لذا فإن تلك المدن تستحق اكثر من (1) دولار.
وهكذا أخذ التحالف الوطني بتبني مشروع زيادة قيمة البترودولار، بنكران ذات من قبل المجلس الإسلامي الأعلى صاحب المبادرة، حيث سعى الأخير الى ان يكون المشروع للتحالف الوطني ككل؛ من أجل أن لا ينصاع مشروعه في معرض المزايدات السياسية، وبالتالي يكون المواطن العراقي هو الخاسر الوحيد، وكعادته حين يزج في أتون الصراعات السياسية الداخلية.
والملفت للنظر أن يقوم مجلس الوزراء بزعامة نوري المالكي برفض مشروع قانون الزيادة، وتُرك ليبقى على حاله!، ولسان حال رئيس الوزراء يقول: يا أهل البصرة لا تستحقون سوى دولاراً واحداً! فلو أنكم إنتخبتموني لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أرجلكم!..
ما الذي جرى يا سيادة رئيس الوزراء؟!. ألم نؤمنكم على مقدراتنا، وأخترناكم بأصواتنا، ودموع أراملنا، وصراخ أطفالنا، ودماء شباننا؟!.. فلم نجني من فوق رؤوسنا سوى القتل والدمار، ومن تحت أقدامنا سوى البؤس والحرمان، والأمر كله بيدكم! ولكن على ما يبدو ان جيوبكم لم تمتلىء بعد، ولم تفتأ تنادي هل من مزيد، وان بطونكم لم تشبع ولن تشبع، فلا شبعت بطون سراقكم ..
هي (خمسة) دولارات، أربع منها لكم، وواحد لاهل البصرة، فلو أنكم نظرتم بعين ضمائركم؛ لوجدتم أن الرب تعالى جعل فريضة الخمس: لخلقه (أربع) ولفقراء الناس (واحد)، إما أنتم فأخذتم الأربعة وتركتم الواحد للشعب!..
فهو تعالى حسبنا فيكم وهو نعم الوكيل.