ما أطلق عليها بالغوغاء أو “الانتفاضة الشعبانيّة” أو وفق التصنيف الحكومي السابق “صفحة الغدر والخيانة” لا تعدو ارتماء في حضن إيران ..وإيران ارتمت في حضن الغرب!, والارتماء “الشيعي” في أحضان بعضهم البعض لا للدفاع عن أنفسهم وإنهاء “المظلوميّة” بل مخطّط لهذا الارتماء الاستيلاءات المتعدّدة على الحكم في البلدان العربيّة وفي أسوأ الأحوال اشراك “الإخوان المسلمون” مقابل تمدّد إيراني في الدول العربيّة والاسلاميّة ولذلك سعت إيران منذ وصول السيّد الخميني للسلطة ولغاية اليوم وبكلّ ما تمتلك من حيل وخبرات “تصدير الثورة” لزرع التشيّع في هذه الدول العربيّة أو في تلك “الاسلاميّة” ولو بأقلّيّات لا تُرى بالعين المجرّدة , مستفيدون من حالة تجارب حكم جديدة على العالم لم تعهدها دوله سابقًا ولا ممالكه ولا دارت في خيالات امبراطوريّات يومًا على مدار التاريخ نجحت أخيرًا على أيدي الغرب الاستعماري بإمكانيّة تولّي حكومات من أعراق أقلّيّة ليس شرطًا أغلبيّة كما كان في السابق استسقوا ذلك من تجاربهم في القارّات المكتَشفة كأميركا وغيرها حيث القلّة “المكتشِفة” حكمت الأغلبيّة المُكتشَفة “السكّان الأصليّون للقارّات”.. بريطانيا نفسها حكمت مساحات من كوكبنا تتّسع لما لا تغيب عنها الشمس بينما هي بحجم محافظة الأنبار, قطر “المجهريّة” أُغويت على نفس الخطوات!.. هذه الأمثلة للاستيلاء الفارسي بحجّة مظلوميّة الحسين الّذين برأيي المتواضع هم أنفسهم من اغتاله بغية تفرقة العرب , وذلك من البديهيّات لو قيّض لنا عيش تلك المرحلة أو لنا القدرة اليوم على استحضارها استحضارًا موضوعيًّا لوجدنا الأمر لا يستغرق تفكير طويل خاصّةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قرب زمن حادثة مقتل الحسين من زمن سقوط امبراطوريّة فارس , كما وهي تعتبر من الاغتيالات السياسيّة بالمفهوم المعاصر إذا ما سحبنا إليها عمليّات اغتيال الخليفة عمر على يد “أبو لؤلؤة الفارسي” الّذي وافق على العمل خادمًا في دار الخلافة “وكان في غاية الأدب الجمّ” كمحيّا سليماني وصوره المنشورة “بابتساماته العريضة المسالمة”
اليوم على الفيس بوك لا ينهي فرضًا إلّا وألحقه بنافلة؛ ومقتل الخليفة عليّ على يد أحد الموالي الفرس “ابن ملجم” كذلك محاولة اغتيال معاوية وسط دمشق “فوقع السيف على إليَتِهِ” فنجا وبقي تأثير السم ملازمًا له لآخر عمره , والسمّ من فنون دولة الفرس وطرقهم المخبريّة المتقدّمة ذلك الوقت ولا أشكّ لحظة مقتل الحسن بسمّ فارسي ألقيت تهمته على العرب كما ألقيت تهمة مقتل الشهيد الصدر الثاني على صدّام بينما بحسبة بسيطة نجد الاغتيال ليس في صالحه بل في صالح إيران ..وتلك عمليّات الاغتيال “التصفيات” لا شكّ تقف خلفها إرادات دوليّة لما تحتاجه من تمويل وتخطيط أو تنفيذ لا كما يتصوّر الكثيرون أو ألقي في مسامعهم: “وقتل أبو لؤلؤة عمر” وكفى , هكذا دون أن يدع للمتلقّي مجالاً للتفكير وعادةً ما يكون من السذّج يغلبهم أنين الإلقاء! فيقع في روعه: “أن أبا لؤلؤة تطوّع انتقامًا لاغتصاب الخلافة من المسكين الجبان الّذي لا عشيرة كبيرة له عليّ!” وبرأيي المتواضع ليس الذنب ذنب أبا لؤلؤة لو كان ما حصل حقيقة وليست من “الإيرانيّات”, بل غياب الحيطة والحذر لدى عمر وغير عمر من خلفاء “والناس تدخل الدين أفواجًا” تكن أحيانًا لعدّة غايات! أو قد يكون أبا لؤلؤة شخصيّة وهميّة اختلقت للتغطية على وقوع مقتل الخليفة من نفس البيت القريشي.. من يدري..؟ وأهم ما في تلك الاغتيالات السياسيّة وملفتة للنظر صمّمت بمهارة بإحكام على أن يتمّ التنفيذ بتوقيت واحد, في مسجد الكوفة وفي المسجد الأموي “كنيسة رومانيّة” وفي مسجد “الفسطاط” دفعةً واحدة وبنفس اللحظة! سقط صريعًا رئيس شرطة عمرو ابن العاص بمصر أنابه ابن العاص عنه بعد مرض منعه إمامة المسلمين في صلاة ذلك الفجر!.. الشيعة العراقيون يدّعون: “نتيجة الظلم الّذي تعرضنا له من قبل الحكومات العراقيّة المتعاقبّة “وكأنّ العراق مختزل بحكومات وليس موطن الأجداد وأركولوجياهم ثقافة ضاربة عميقًا في جذور التاريخ فيهون التآمر عليه مع دولة ذات نزعات كامنة متحيّنة لأجل مقتل الحسين!” وبالأخص ما فعله صدّام حسين بنا وصدّ العرب عنّا كلّ ذلك دفعنا للارتماء في أحضان إيران”.. وأعتقد الصدّ العربي عن نصرة الشيعة العرب أوامر خارجيّة لإفساح المجال لإيران مثلما حدث مع حماس وحصار غزّة وتسليم الأحواز لإيران 1925!.. طبعاً هذه الادّعاءات تقدّم عادةً بخصوصيّة وكأنّ الشيعة كانوا هم وحدهم المستهدفون حتّى ومن دون أدلّة حقيقيّة مادامت ترافقها نغمات التمسكن والتظلّم كمطرب هندي فقير مُعدَم تصدح أنغام الناي والكمان بتناغم تراجيدي مؤلم للمستمع البسيط تنبر مع صوته بحزن وتوسّل حول فتىً لا يستطيع الارتباط بفتاة أحلامه بنت المهراجا!..
وإيران تريد بنت المهراجا , فتدّعي أيضًا مثل أيّ “مجدّي” أو شحّاذ يدّعي الأدب والخلق الرفيع: “نتيجة الظلم الّذي تعرّضنا له من العرب منذ إسقاطهم حضارتنا وعلى مدى قرون اضطررنا للارتماء للحظن الغربي للتحالف معه وبكلّ الأساليب منذ اكتساحنا من قبل خالد بن الوليد ونحن تحالفنا مع الروم “ثمّ يطالب سًنّة العراق من الفرس مسامحة خالد واستبدال كرهه بالحبّ في الله ولله ولأجل الإسلام وحوار الأديان كما يتمنى البعض!”.. طبعاً هذه أيضًا دون أدلّة حقيقيّة تثبت مظلوميّة الفرس, وهذا كلّه لا يُفسّر ويشخّصّ إلاّ كحالة مرضيّة في كوامن كلّ منّا نحن الجنس البشري تبقيها أو تكبحها عدّة عوامل ومن ليست لديه الرغبة في الكبح تحوّله إلى إنسان تتملّكه أحاسيس الأطماع بما بيد الغير من ممتلكات مغرية حتّى من دون وجه حقّ يغلّفها بسلوكيّات وادّعاءات “التمسكن” أو المظلوميّة للحصول عليها وبكلّ ما يكون ناعمًا وكاذبًا في نفس الوقت وهي طبيعة فارسيّة قبل الاسلام, وهي جميعًا لا شكّ وفق التشخيص العلمي أمراض عصابيّة هفرينيّة تتناقلها الأجيال وراثيّاً تضرب في المخيخ المسؤول عن الاضطرابات والتوازن ناجمة من احتقان شديد يتحوّل إلى مرض وراثي يصيب هذا الجهاز,..فما حدث في معركة ذي قار “الأولى” وأنا أسمّيها كذلك لقرب وقوعها بفارق زمن بسيط عن معركة ذي قار الثانية “القادسيّة” هو نتيجة الظلم الفارسي للعرب واستعمارها لهم قرون طويلة , لاهم! ..ولا نريد الخوض في نوع الاستعمار وآثاره القاسية الأليمة الّتي أذاقها الفرس للعرب ,وتكرّرت في الحكم العثماني للعراق أيضًا! .. ومع كلّ ذلك الإجحاف الفارسي بحقّ العرب لم تدفع العرب أنفتهم وثقتهم العالية بأنفسهم وكبريائهم إلى التمسكن أو العويل أو التظلّم أو إلى الارتماء في أحضان الغرب الروماني آنذاك للتخلّص من الفرس بل أجمعوا أمرهم بأنفسهم وتنادوا هانئ الشيباني بني بكر بن وائل وبني شيبان وبنو عجل وبني يشكر والنمر بن قاسط وبني ذهل “واجتمعت العرب” وأوقفوا الأطماع وعمليّات “الانتقام” الفارسيّة من العرب عند حدّها بعد أن كسروا شوكتهم في تلك الحرب رغم معاونة الفرس قبائل عربيّة يتقدّمهم بنو إياد! فمات كسرى بعد أيّام قليلة كمدًا وحسرة على وقع صدمة الهزيمة ومقتل جميع قادته الّين أرسلهم وهم خيرة جنده.. وفي معركة القادسيّة “ذي قار الثانية” أيضاً جمع العرب أنفسهم ودفعوا الفرس عن المناطق العربيّة المحتلّة من قبلهم قرون طويلة , ولكي لا يعاودوا ثانية إلى نفس حججهم في استعمار بلدان العرب لاحقوهم داخل العمق الفارسي والّذي هو في حقيقته لا تعدو كونها أراضٍ عربيّة تمتدّ من كامل الساحل الشرقي للعراق وجزيرة العرب ولغاية أبعد من مدينة جرجان “طهران” استولى عليها الفرس بعد إسقاطهم بابل بعد نزوحهم من الجبال وتغيّر طبيعتهم البدويّة بعدها الى طبيعة التحضّر بعد أن استطعموا حلاوة التحضّر على أيدي بابل والبابليين , ثمّ أجبروهم على دخول ثقافتهم العربيّة “الإسلام” علّ وعسى تتغيّر طبيعة الاستجداء والتمسكن المتوارثة لديهم فيشفون فلا يعاودوا يفكّرون في الاستيلاء على ممتلكات الغير بحججهم “الموسيقيّة”.