18 ديسمبر، 2024 10:01 م

زميلي الصيني يمازحني بين آونة وأخرى قائلا : ” متى ستأجرون بلادكم للصين؟”
فكلما دار حديث عن الوطن وما تتداوله الأخبار يعيد سؤاله , وكنت في أكثر الأحيان أشعر بالغيرة والعزة , وأجيبه بشيئ من الإنزعاج , رغم أنه يمزح , وذات مرة قال لي: ” أنا جاد في الموضوع”
فأغضبني , وتفاعلت معه بكلام يتوافق مع ذلك , ومرت الأيام , وتذكرت زميلي , وما كان يردده عن بلادي , ووجدته على صواب!!
فالبلاد على مدى ألعقدين الماضيين تحولت إلى دولة فاشلة يقودها الفساد ويعشعش في أركانها السوء والبغضاء والتبعية وضياع السيادة , والفقروالخراب والدمار.
” لو كنا في بلادكم” , كان يقولها زميلي الصيني بحسرة!!
تخيلوا لو تم تأجير البلاد لمدة عشرة سنوات , فماذا سيحصل؟
ستنطلق المشاريع بأنواعها , ويعم البناء والعمران , ولتحولت البلاد إلى دولة معاصرة مستوفية لجميع متطلبات البنى التحتية , ولأصبحت من الدول المصدرة للمحاصيل الزراعية والعديد من المواد الغذائية.
ولتطورت وسائل النقل فيها , وجميع الخدمات , ولتنعم الأطفال بمدارس إبتدائية تليق بهم , ولشعر المواطن بقيمته وعاش بسعادة وعرف وطنه وتمسك بترابه , وما عاد فيه تابع وخائن يتبختر ويستحوذ على ممتلكات الآخرين , بإسم فتاوى فقه الغنيمة والدجل والمتاجرة بالدين.
نعم لو أجرنا البلاد للصين لربحنا وربحوا من هذا الإيجار , فنحن غير قادرين على الإستثمار فيما لدينا من الطاقات والقدرات والثروات , وأكثرنا ينهبها ويودعها في بنوك أجنبية ويحرم البلاد والعباد من حقوقها الإنسانية!!
فهل توافقون على إيجار البلاد لمن يعرف كيف سيتدبر شؤونها؟!!