23 ديسمبر، 2024 2:45 م

وزارة الثقافة العراقية ….. حان الوقت لصياغة الابداع من جديد ولكن بأقلام شابة

وزارة الثقافة العراقية ….. حان الوقت لصياغة الابداع من جديد ولكن بأقلام شابة

وزارة الثقافة في اي دولة من دول العالم المتحضرة تعتبر صرح حضاري يربط التأريخ بالفكر والفلسفة والادب عبر جسور من الابداع فهي ملتقى للعقول الناضجة المثقفة فلا يوجد فيها لوائح وقوانين تحدد الفوارق بين عقول المثقفين فالكل في حضرتها متساون في عالم الابداع بعيدا عن اللغة والعرق والقومية ولون البشرة فهذه الاوبئة هي من تجعل العالم الثالث يتراجع اميالا الى الوراء بينما حضارة الغرب تتقدم نحو مراتب ارفع من السمو الروحي والانساني والاخلاقي ؟
ففي العراق العظيم يختلف ثقل كل مبدع عن الاخر والاسباب ليست مجهولة بل هي واضحة وضوح الشمس في الوسط الثقافي الابداعي العراقي فوزارة الثقافة العراقية يمكن وصفها بالصدفة المليئة بالفيروز والياقوت بينما تحيط بها من الخارج قشرة صلبة تنتشر فيها التقرحات والتشققات وهذا سببه عدم افساح المجال من قبل طبقة المثقفين التي تدير هذه الوزارة ويمكن تسميتهم بالفيلة المسنة حيث ان لهم باع طويل وتأريخ كبير في ميدان الابداع لذا يستحقون صفة الفيل لكبر حجمه وهم مسنون في نفس الوقت لا يبارحون كراسيهم ومكاتبهم الانيقة ذات الديكورات الفخمة فليست لهم القدرة على الاندماج والانشطار والذوبان داخل عقول الاقلام الشابة ؟
فهذه الوزارة بحاجة لتدفق الدماء الشابة لقطاعاتها ومؤسساتها لكي تعيد برمجة الابداع بلغة معاصرة متحضرة بعيدة عن الاسلوب الثقافي القديم  الذي كانوا يسلكونه في ماضيهم عندما كانوا في مرحلة الشباب فكم من مثقف ومبدع شاب يملك قلم وفرشاة وانامل موسيقية يبحث عن المجد والخلود فالعراق العظيم يملك شعراء وكتاب وفنانين وموسيقيين ومفكرين وفلاسفة شباب اثبتوا وجودهم في الوسط الثقافي والابداعي ويجب ان تتاح لهم الفرصة لاثبات وجودهم في اروقة وزوايا هذه الوزارة التي اصبحت كتحفة فنية مركونة على الرف تحيط بها الاتربة من كل الزوايا ؟
  فوزارة الثقافة تحرص على تقديم الشهادات التقديرية واقامة الندوات الشعرية وتكريم المبدعين لمن ينتمون لجيلهم من الفيلة المسنين ويتعاملون بسطحية وهامشية مع الاقلام الشابة
ويطبعون الدواوين الشعرية والقصصية والمؤلفات لمن ينتمي لجيلهم من الفيلة المسنين ولا يفسحون المجال لنشر نتاجات المبدعين الشباب
فماذا قدمت هذه الوزراة لجيل المبدعين الشباب ؟
اين دواوينهم الشعرية المطبوعة
اين هي معارضهم الفنية
اين هي مؤلفاتهم حول الفكر والفلسفة
اين هي المسارح التي فتحت اذرعها لآنغام والحان موسيقاهم
اين هي المنشورات والمطبوعات والصحف والمجلات التي تصدر عن وزارة الثقافة ويتم تسليط الضوء فيها على جيل المبدعين الشباب العراقيين من شعراء وكتاب ومفكرين وتشكيليين وموسيقيين ومسرحيين
الجواب هنا ان وزارة الثقافة العراقية لم تقدم شيئا لهذا الجيل الجديد فالفيلة المسنة يعتبرون انفسهم الهة الابداع وهذا كلام مجرد من المنطق الفلسفي والفكري فهم لا يعرفون اننا جيل التمدن تعلمنا اسس ومبادىء الثقافة في مدرسة الانترنيت ونهضة تكنولوجيا المعلومات انهم لا يعلمون اننا جيل الكالاكسي والاي فون ولا يتصورون اننا تتلمذنا على شاشات المحطات الفضائية العالمية ولا يعرفون اننا نتلاعب بالكومبيوتر المحمول وبرامجه كدمية غبية تميل بين اصابعنا يمينا ويسارا ؟
انهم محقون فهم لا يبارحون كراسيهم ومكاتبهم في وزارة الثقافة تحسبا لحدوث انقلاب ابداعي وثقافي من الاقلام الشابة ؟
نحن نحترمهم وترعرعنا على صفحات كتاباتهم وقصائدهم ومؤلفاتهم ولكن لحد هذه العبارة الجميلة  stopنحن ايضا لنا كتاباتنا وقصائدنا ومؤلفاتنا نحن النمور المرقطة بلهيب الفلسفة والفكر والادب نحن المبدعون الجدد ؟
اذا كانوا هم شعراء نحن شعراء نتغزل بدراما الحياة كما يحلو لنا نعشق هذه ونحب هذه قصائدنا تختلف عن قصائدهم نحن نتجاوز الخطوط الحمراء لأننا عشاق ومغرمين ومتيمين بالعشق والحب 
اذا كانوا كتاب نحن كتاب نحلل الماركسية بلغة جديدة نصف الحضارة والبشرية  بسطور متمدنة تجتاز عقولهم وافكارهم الكلاسيكية
اذا كانوا تشكيلين نحن نرسم اجمل منهم نصنع من اللون البنفسجي اللون الاحمر ومن الاخضر نصنع الازرق لأننا تفوقنا على السريالية والتكعيبية والواقعية فصنعنا الفن المعاصر الذي يمزج هذا الواقع بفلسفتنا
اذا كانوا موسيقيين نحن نعزف احلى وانعم منهم فدقائق معدودة كافية لكي نلفت انتباه الجميلات والناعمات والفاتنات بلمسة سحرية من اناملنا على الغيتار والعود والكمان والقانون والقيثارة
فيوما ما دار حوار بيني وبين رئيس تحرير صحيفة الكترونية عراقية  قلت له في نهاية الحوار
لو كنت  شاعر انا شاعر
لو كنت  قاص انا قاص
لو كنت  كاتب انا كاتب
لو كنت  فنان تشكيلي انا فنان تشكيلي
لو كنت تكتب انا اكتب احسن منك ومن غيرك
لذا يجب على وزراة الثقافة العراقية ان تغير من سلوكها العدواني تجاه الاقلام الشابة وان تلتف حول ابداعاتهم وان يسلطوا الضوء عليها وتفسح المجال لتدفق الدماء الشابة الى هيكلها التنظيمي لكي يعيدوا صياغة الابداع بطريقة معاصرة لكي يتسنى لنا كأقلام شابة طبع دواويننا الشعرية  ومؤلفاتنا حول الادب والفلسفة والفكر وان تقام معارض فنية لعرض لوحاتنا التشكيلية وان تفتح المسارح ابوابها لنا لكي نتفنن في عزف موسيقى معاصرة تواكب نهج الحضارة البشرية في هذا العصر ؟
ويجب ان يعترف كل المثقفون والمبدعون القدامى الذين يديرون هذا الصرح العظيم الذي يسمى وزارة الثقافة العراقية انهم اصبحوا فيلة مسنين فسبيلهم الوحيد هو ان يتقاعدوا عن وظائفهم لكي يفسحوا المجال لنا نحن الجيل الجديد من الاقلام الشابة نحن المبدعون الجدد نحن النمور المرقطة بلهيب الابداع لكي نعيد ترتيب اوراق وزارة الثقافة العراقية بحلة جديدة وبطابع فلسفي يحترم قبل كل شيء الابداع وهو في ريعان شبابه ؟