17 نوفمبر، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

وحشية الكراسي المؤدْيَنة!!

وحشية الكراسي المؤدْيَنة!!

العلاقة بين الكراسي والأديان خطيرة جدا وذات طاقات توحشية إفتراسية منفلتة لا تعرف الحدود , فما أن تقترن السلطة بالدين يصبح القتل والدمار والخراب من طقوس ذلك الدين , أيا كان ومهما إدّعى وتوهم وتظاهر بغير ذلك.

وهذه ظاهرة متكررة منذ الأزل , فلكي تسفك الدم وتدمر العمران عليك أن تلقي بالمسؤولية على رب الدين الذي تدين به , وعندها ستنفلت نوزع أمّارات السوء التي فيكَ وتعيث فساد في البلاد والعباد , وأنت في نشوة وتفاخر وسكرة هيجان.

فمنذ تأسيس أول دولة أو سلطة في الأرض , إستوجب القتل وفقا لإرادة إلهية أو سماوية لكي يتحرر القاتل من الخطيئة , ويتوهم بأن ما يقوم به تنفيذا لعدالة الرب الذي يعبده , وأنه صار ملكا أو سلطانا أو حاكما لتنفيذ أوامر إلهية وحسب , ولا شأن له بما يجري , فهو أداة ربه لتنفيذ إرادته.

والتأريخ القريب يخبرنا بما جرى في أوربا وغيرها من البلدان التي قبضت فيها الرموز المؤدية على السلطة والحكم , فأذاقت الأجيال مرارات الخطايا وعلقم الآثام المسوغة بدين مسوّق على قياسات الأهواء والمصالح , والنزوات العاهوية القبيحة الفاعلة في الأشخاص.

وعصرنا المزدحم بالأحزاب المدّعية بدين خصوصا في المجتمعات المتأخرة عن ركب العصر , والتي تسيّدت فيها تلك الأحزاب وتمكنت بمؤازرة المتاجرين بالدين , أصبحت الحياة عبارة عن متوالية جرائم فظيعة متراكمة , ترفع رايات الفتك المروع بالناس.

ولهذا فأن الجماهير عندما تتظاهر تُواجَه بأقسى الاساليب ويُقتل منها المئات ويعتقل الآلاف ويخضعون لأبشع أنواع التعذيب , والأحزاب بعمائمها والكراسي بوعاظها تبرر وتدافع وتتمسك بالسلطة , ومؤهلة لمحق الجميع من أجل مطامعها الإستحواذية وفسادها المقيم.

وعليه فأن التظاهرات ربما لن تؤدي إلى تغيرات نوعية وجذرية , لأن الأحزاب المؤدينة في جوهرها لا وطنية , وتتبع لقوى خارجية وتسعى لتأمين مصالحها وإدامة دورها وتأثيرها , فهي خادمة غيرها الذي يحميها ويؤمّن بقاءها في السلطة , ولا يعنيها من أمر المواطنين شيئا , بل أنها ستكون من أشرس أعدائهم وتواجههم بالحديد والنار.

فلابد والحالة هذه أن تفكر الجماهير بوسائل أخرى لنيل حقوقها وإستعادة وطنها من الأحزاب المؤدينة , مادامت القِوى الإقليمية والعالمية لا تقف إلى جانبها وتريد الأحزاب التي تضمن مصالحها ومطامعها.

فهل من إقتراب قدير , ينتصر على الوحشية المؤدينة , ويصنع المصير؟!!
وهل للقِوى المدّعية بحقوق الإنسان أن تكون العون والنصير؟!!

أحدث المقالات