ما فينا من رؤى وتصورات وأفكار تنعكس في واقعنا , ونترجمها فيه , فالواقع مرتبط بما يتلجلج في أعماق النفوس والرؤوس.
فالواقع إنعكاس صادق لأفكارنا ومعتقداتنا ومحتوياتنا بأنواعها.
الواقع صورتنا القائمة في دنيانا.
فلماذا نتحامل على واقعنا؟
هل لأننا نكره أنفسنا؟
هل لتناقضنا ورفضنا لفعلنا؟
الجواب صعب على العديد من الأسئلة المقارة في واقع متدهور مكسور مأسور تابع مُهين.
إن الفرق بين الأمم والشعوب نابع من التباين بين ما عندها من الأفكار , فكل شعب ينضخ بما فيه , وكل أمة تترجم محتوياتها المعرفية والنفسية.
فلا تنادي بصلاح مجتمع واقعه منكوب بالفساد والدجل والضلال , فحقيقته كما ترى لا كما تسمع.
علينا أن نعيد النظر بما نخزنه في رؤوسنا ونفوسنا , فذلك بيت الداء , وعندما نتوصل للتشخيص الصحيح سنستطيع مداواة آفات وجيعنا , وعاهات فجيعنا.
الدنيا تتحرك على سكة أفكار ذات محطات مطلقة متنامية الصعود إلى ما وراء الخيال والتبصر , فقطار العلم يسير بسرعة تفوق سرعة الصوت.
والواقع مرآة علوم ومعارف أهله , وما يجري في واقعنا يمثلنا تماما , فلا تسأموا من التعبير عما فيكم , وتتوهموا بغيره , فعندما تتغير النفوس والرؤوس يتبدل الحال وتتماثل مع مكونات الذات والموضوع الفاعل في الأعماق.
الفارق بين التقدم والتأخر يتلخص بالقدرة على التعبير عن الأفكار , فالمتقدمون إستطاعوا أن يشذبوا أفكارهم ويطهرونها من الأحراش والآفات , وترجموها بواقعهم , وعبروا عنها بإرادتهم , فكان واقعهم القائم يشبههم.
ولا نلومن إلا أنفسنا , فواقعنا يصورنا , ولكي تعرفه عليم التعرف على أفكارنا.
فهل أفكارنا سليمة أم من معطيات النفس الأمارة بالمساوئ؟!!
د-صادق السامرائي