22 ديسمبر، 2024 7:15 م

وإذا كانت النفوس صغارا!!

وإذا كانت النفوس صغارا!!

“وإذا كانت النفوس كبارا…تعبت في مرادها الأجسام”
أما إذا كانت النفوس صغارا , فتلك مصيبة الحياة وفجيعة الكراسي بها , والمجتمعات بغيها وبهتانها , وإمعانها بالتمرغ في الحضيض.
فالأوطان تبنيها النفوس الكبيرة , ذات العزم السامي النبيل , التي تقرأ التأريخ بعيون وعيها المطلق , وترى ما ستكون عليه أحوال البلاد والعباد في المستقبل القريب والبعيد , ولهذا تسعى لتقديم قدوة حضارية إنسانية ذات آليات تفاعلية إيجابية نافعة للأجيال.
أما النفوس الصغيرة المرهونة برغباتها وشهواتها الآنية , وتتسيد عليها أمّارات السوء والذل والهوان , فأنها لا تصلح للسير أمام قطيع من الأغنام , خشية أن تشتتها وتستدعي الذئاب لإفتراسها.
وعندما تكون في سدة الحكم فهمّها إستجلاب الوحوش المفترسة , لحراستها وتأمين سوء سلوكها , مقابل الحفاظ على وجباتها المجانية من أبناء البلاد المبتلاة بهم.
والكثير من العقائد المتطرفة والسلوكيات المذهبية والفئوية والطائفية والعنصرية , من مصغرات النفوس ومهيناتها , والقاضيات بالإتيان بالمشينات والمخزيات , لتأمين زيادة التصاغر والإنكماش والتصلد العدواني داخل متاريس الضلال والبهتان.
وتبلغ النفس ذروة تصاغرها وحماقتها وسذاجتها عندما تكون مرهونة بالتحزبات المؤدينة , التي تمنح المآثم والخطايا مسوغات شرعية وتحسبها طقوسا إيمانية , فتطلق نوازع النفوس الأمارة بالسوء والفحشاء والمنكر , بقوة فائقة وتوحشية شرسة فتاكة.
ومشكلة المجتمعات الضعيفة أنها تولي عليها ذوي النفوس المتصاغرة , فيسومونها سوء الحياة , ويحسبونها غنائم وما ملكت أيديهم المتسخة بالفساد والنهب والسلب , والإستحواذ على حقوق الناس أجمعين.
فهؤلاء المنَصبون للنيل من البلاد والعباد يرون إطالة أيامهم في الكراسي دليل على صوابية آليات تحكمهم بالسلطة ونفوذهم المستطير.
ولن تتعافى المجتمعات من ويلاتها , إن لم تولي عليها كبار النفوس والعزائم والإرادات الحرة السليمة.
فهل من قدرة على أن يكون الكبار قادة وطن وأمة؟!!