23 ديسمبر، 2024 4:30 م

هوشياروني زيباروشي

هوشياروني زيباروشي

الله…إشگد حلوة الحياة بالعراق، بكل مدينة أكو مركز صوفيا لورين لتعليم أسرار الجمال، وبكل مكان أكو گهاوي عالرصيف واحد يگعد يشرب كاپاتشينو وهو يقرا ألبير كامي او أيتالو كالفينو والمراهقات يقرن ألبرتو مورافيا. إشگد حلوة الحياة بأي مكان بالعراق وأنت تشوف الموظف العراقي لابس بكل أناقة من القندرة الجلد والحزام اليخبل والساعة الانيقة والقميص والنظارة الشمسية والريحة والباينباغ كلها ماركة جورجيو أرماني. إشگد حلو  المنتخب العراقي دا يتنافس للفوز بكأس العالم للمرة الخامسة حاله حال المنتخب الإيطالي.
إشگد حلوة الحياة بالعراق والبرلمان دا يراقب كل شي يخص الوطن والشعب، إلى درجة طلع قانون لحماية الپيتزا العراقية وتحديد حجمها القياسي ونسبة معجون الطماطة بالبيتزا وكمية الريحان والبصل وحتى درجة حرارة الفرن، هذا بعد ما صارت الپيتزا هي الأكلة الوطنية الأولى بالعراق بعد زوال عصر الپاچة وتشريب الباميا و وحش الطاوة و محروگ أصبعه.
إشگد حلوة الحياة، وإحنا أعمال ولوحات فنانينا بكل مكان بالعالم من اللوفر إلى گوگنهايم أسبانيا، ونعرف قيمة تماثيل النحت ولا نعتبرها أعمال وثنية وأصنام لازم نشيلها من شوارعنا حتى تنزل الملائكة وتفتر وتوزع الرحمات والبركات بعيدا عن الرجس والوثنية مال التماثيل مثل ما تتصور جماعات متخلفه في أفغانستان وتمبكتو (مالي) وجبال اطلس والجزائر وپاكستان…حاشانا وحاشا شيوخنا وعمائمنا المفتحين بالتيزاب وإللي يشوفون الفلس بالدبس.
إشگد حلوة الحياة بأهوار العراق إللي علمت فينيسيا (البندقية الإيطالية) أسلوب الحياة والعيش في مياه الأهوار، وإشگد حلوة الحياة بالموصل وهي دا تستقبل الناس والأفواج السياحية المليونية (هي ظلت على هاي…خلي همين تصير مليونية) لمشاهدة برج الموصل المائل (الحدباء سابقاً).
هاي (الإشگدات الحلوة) مو خربطات ولا هلوسات إنتخابية، بس هي مشاهد مرت من گدامي وآني دا أتحسر لأن گضيت عمري وآني بعيد عن التطور الثقافي والحضاري بالعراق لأني منغلق الفكر وما فتحت عقلي لإستقبال الثقافات الخارجية وألعن البخت إللي خلاني عراقي في زمن العوئمة (يعني سلطة العمائم) ، تالي طلعت آني ما أشوف زين ولا عندي قابلية لتذوق النكهة الإيطالية في الأكل ولا عندي ذوق حتى أعرف شلون ألبس ملابس إيطالية. من هذا دا اشوف العراق عبالك المقر الدائم لمنظمة الكآبة العالمية والدولة المؤسسة لمجموعة الضوجة الدولية إللي تضم دول مثل السودان وأفغانستان والصومال واليمن.
هاي المشاهد مرت من گدام عيني العليلة وآني دا أتفرج بالاخبار في ساعة الغفلة الكهربائية المؤتمر الصحفي بين وزير خارجية العراق ووزير خارجية إيطاليا بمناسبة التوقيع على الإتفاقية التجارية بين بغداد وروما. فالمعروف ان الكذب من أهم مبادىء الدبلوماسية بس يخلوه بعبارة مطاطية لاستيكية پوليتيكية اكلينيكية كلينيكسية وهي (المجاملة)، وإللي هي بالحقيقة الكذب الأنيق والمعلن وإللي نگدر نشوفه بچهرة أي وزير خارجية من أي دولة وهو ينزل بالمديح الرباني على الدولة الفلانية بسبب مواقفها تجاه مسيرة الحزب والقائد (طبعاً بكل دولة بالعالم بيها مسيرة الحزب والقائد رغم إختلاف ماركات الحزب وبلد المنشأ للقائد). وأول ما خلص المؤتمر الصحفي العراقي – الإيطالي حسيت نفسي كلش متخلف ومو بنفس الخط وي باقي الناس بالعراق إللي صاروا إيطاليين ثقافة ولبس وأسلوب حياة، وآني ظلليت نايم ورجلي بالشمس، ناس تطوروا وصاروا إيطاليين كشخة وأناقة، وآني ظلليت گال التشريب وجيبوا الپاچة…ووين خبز العروگ…وكعك السيد.
بالبيان الصحفي للؤتمر إللي قراه السيد وزير الخارجية وغرد بالمجاملة الدبلوماسية (يعني الكذب العلني بحسب الأعراف والپروتوكولات الدبلوماسية) طلعت اللغة الإيطالية هي اللغة الثانية أكثر قراءة و تدريسا في الجامعات العراقية ! وطلعت الثقافة الإيطالية هي الثقافة السائدة عد العراقيين وطلعت كل عراقي يعرف الموناليزا أكثر مما يعرف خالته، يعني (مجاملة) فول ستار يا ستار بس لا يوگع هذا الفيل الطاير علينا من التعب بسبب الإرتفاع العالي لهذا الفيل ولا قفزة فليكس الكيلومترية، وآني طول عمري كنت أتصور أن معرفة العراقي باللغة الإيطالية ما تتعدى النكتة الشهيرة مال (ألبرتو دلدل…..رو).
وخلوني أذكر الجماعة.. البرلمان الإيطالي أصدر قبل سنوات قانون البيتزا الإيطالية للمحافظة على التراث الإيطالي والنكهة الإيطالية في الپيتزا بعد ما صار ياهو ما عنده حرفة لو تخصص يفتح مطعم پيتزا…هندي..فليبيني..مصري…تركي…جامايكي…صيني…حسوا النواب الإيطاليين بالخطر وأن الهوية الإيطالية راح تضيع أجوا وگعدوا وطلعوا هذا القانون الوطني للمحافظة على الپيتزا، وإحنا راح قانون وإجى قانون والحال من الچينكو للفافون..الايطاليون يفكرون بهاي الطريقة ويشوفون الپيتزا مثل الوطن ، وإحنا گطعنا الوطن ووزعناه مثل قطع پيتزا للماشايفين ومن يوم أول قطعة دا يريدون بعد وبعد عبالك هم أبناء جهنم…هل من مزيد.
يابة الرفيق هوشيار…هسة گالوا مجاملة دبلوماسية بس هّلا هّلا علينا…ترى إذا وي الإيطاليين طيرت هيچ فيل…لعد باچر من نوقع إتفاقية وي ساحل العاج شي تسوي؟؟ والله تصير شوارعنا كلها طسات من كثر ما راح توگع عليها أفيالة أفريقية من ساحل العاج ! بس الله يخليك گص العاج مال الأفيال قبل ما تطيرهم…اخاف يدخل بعيني وآني دا أباوع للسما وأصفگ لإنجازات الحكومة ومهرجان الأفيال الطائرة.
[email protected]