ألوج ممرات ضيقة في الظلام لأتذكر فيها عطرك الذي كان يرشدني في كل خطوة عمياء أخطوها إليك …
وأحن لتلك السحب التي أترعتنا من دفئ قطراتها
وأحن لذلك الربيع الذي كان يرسم طلتك كلما هب نسيمه
فقد مزقت جميع صور الذاكرة وألقيت بها في شواطىء العدم
وتركت ورائي أرشيف عمري الذي كنت تحتلين كل محطاته
كتابة القصيدة على ضوء المصابيح الخافت كان آخر محطاتي معك
لأبني على سطورها بقايا أمل
مل لهفة انتظارك
وتنكر لحزني قبل رحيله
فحول ماضيك كانت تشيد المقامات التي لا زال يتباهى بها الملوك والعبيد
وعلى قصور ذكراك كانت تقدم القرابين لتكون شهوداً على مأساتي
أهو محض حلم عابر ؟
أم خيال مستبد ؟
أم انها ملامح عصر سحيق كان فقط فيه أنا وانت ..؟
نبني فيه قصور من الرمال كما يفعل الأطفال
ونرش على بعضنا رذاذ الشاطئ كما يفعل المتصابين !
شهرزاد كانت تناديني في كل ليلة من ذلك العصر لترتل لي الروايات من شفتيك
وتكمل لي في الصباح ما تبقى من سطورها على مهل …
ليكون عنوانها الأخير (خواطر من رحم العبث ! )
فكل ما كتبته عنك كان عبث …
وكل ما أحببته فيك كان عبث …
وكل ما سردتيه لي كان من أمارات عبث …
يضعني اليوم في هاوية سحيقة
تكاد تعيدني الى ذلك العصر
الذي كانت فيه رحلتي معك كل ما تبقى من الروايات التي سردتيها لي !
تنحني لها اليوم الفصول عن طيب خاطر
وتتناثر جميع الأوراق التي كتبت فيها اسمك
من شجرة كنا نقطف ثمارها كل يوم
قبل ان نسقط في شركها !.