23 ديسمبر، 2024 9:03 ص

1 – كان كالصدى
هو دُميةٌ
عاد
من زمن البرونز
واللازورد
المُضمّخ بالصدأ
 تربّعَ
فوق منصّة هرمية
 كمَنْ يُصلي.
 وجهُه أزرقُ
 يداه بلون الطين
 قلادتُه قَشٌّ
 وعيناه
 كان بلا عينين
 محضَ
 محجرين من الدمامة
 عاطلين
 وعلى الكتفين
 صفٌّ
من النجمات الكابية
 جاء به
جحفلٌ
من الغرباء
 تخذته تمثالَ وهم
 رمته هنا
 وسيبقى
حتى يأسنَ الزمنُ
 وحيداً
 تنبذه القبيلة
 هكذا
حالُ الجبروت
 
 طنينُ ذباب
 أنينٌ في قاع
 سرابٌ
أتى وغاب
 لكنّه
جوّعنا
أسكننا في المتاه
 هو الآن ذاكرةٌ
 تتمرّغُ
في اللعنات
2 – كانت هي
امرأةُ الحلم
بين
أهل أحبّوها
ولا تُحبُّ أحداً
خصلةُ غموض
 وكبرياء
علا رأسَها
تاجٌ من الزيف
تجيشُ
بها قاماتُنا
فمرآها زنبقة
فما بالُها
تتبخترُ
في رواق الحلم
مثلَ فحمة
تتعثّرُ بها رؤانا
وظلها
يتمشّى
بين اطلال الذاكرة
امرأةُ الصلف
فلا تُجيبُ
عن سؤالاتنا
كُرْةٌ
من الألغاز
تتدحرجُ
بين الضلوع
وستبقى علة ً
تستنزفُ أرواحنا
هي وقريناتُها
مثلُ الخفافيش
يُعششن
بين الدمن الدارسة
وامرأةٌ أخرى
تبحثُ
عن دواة وحبر
وتسألني
أن اعلمها
أبجدية الحبّ
 والمعرفة
لكني رجلٌ
جئتُ من القرية
فارغٌ مثلُ علبة
فارع
كالنخلة
صافٍ
مثل نبع
أخذت بيدي
تمشّت بي
بين خيوط ليزرية
تشعُّ في غسق
الرواق
وكلُّ أحد
لا يكترثُ بأحد
 مُمسكة ً لم تزل بيدي
تدلّني
على ما كنتُ
وأرى على ثغرها
كلماتي
3 – ذكرى
تضيء وتنطفيءُ
تجتابُ بي
ممرّاتها العصيّة
تقولُ
غادرتك التواريخُ
جرّدتك من شخصك
الذي كنتَ
حُطاماً
تجرُّ خُطاك
بين الخراب
فما زالت
تطلبُ
حبراً ودواة
لتكتب سيرة أيامنا
لكنني
كلت قُواي
وهنَ العزمُ فيّ
فلمّا أزل
قرويّاً
أحلمُ
بأبجدية أو كتاب
وتذكرتُ
كنتُ
طالب علم مُجدّ ٍ
قبل
أن تأخذني القرية
الى سوح ديجورها
أنا بضعٌ من السنوات
ضيّعني أهلي
ففي عُزلتي
عراني عَمىً
فشُلت ذاكرتي
واعتُقلَ عقلي
وذي تجيءُ
تخترم واجهة صحوي
فتريني وجهي
قبل
 أن يتخطفني المجهولُ
سأسعى بين الوجوه
قيثارةً
اتورّمُ باللحن
اخفي
بين تنهداتي
أناشيد لم تولد بعدُ
قلتُ لها:
تلك بُغيتُكِ على الرفّ
خذيها وانصرفي
لا، قالت
جئتُ لتُعلّمني
ما علمتك
أيامُ المُثابرة
جئتُ أتعلّم
ما يُخلدُ اسمي