الحرية تقر بوجوب إستقلال السلطتان القضائية والتشريعية عن السلطة التنفيذية , وتعترف للمواطن بالضمان الذي يحميه من تعسف الحكومات , ولها قوانينها وأخلاقياتها المُهذّبة للإرادة البشرية لكي تتفاعل مع محيطها بإيجابية.
ولها تعريفات متنوعة , ويبدو أننا لا نعرف أو لا نعترف بأي تعريف لها , وتعريفاتها تشترك بأنها مسؤولية , فهل نحن نتحمل المسؤولية؟
هذه إمرأة من العالم المتقدم تحاور شخصا من مجتمعاتنا , يترنم بكلمة الحرية , ومستاء من نظام حكم بلاده المستقر الآمن السعيد , ويبحث عن الحرية , وعندما سألته عمّا يعني بها تسمر واجما لا يعرف سوى النطق بها.
وهذا يعكس الأمية الفاضحة السارية في مجتمعاتنا عن الحرية , وبسبها أصاب بعضها ما أصابها وحولها إلى مستنقع للويلات والتداعيات الصاخبة.
فهل وجدتم تعبيرا سلوكيا معاصرا وحضاريا عن الحرية عندنا؟
تأملوا ما جرى ويجري في الدول المترنمة بالحرية , فلن تجدوا غير الفساد والطغيان والإمتهان وإستلاب حقوق الإنسان.
فهل هذه هي الحرية؟
الإنسان الحر في المجتمعات الديمقراطية يعيش في دول تحترم القانون , ويشعر بالمسؤولية عمّا يبدر منه ويقوم به , فهيبة الدولة عظيمة وقوات الأمن وفرض القانون صارمة وشديدة.
فكيف تتحدث عن حرية في دول فاشلة؟
إن الحرية وفقا لما يُشاع تعني الفوضى الأفظع من الخلاقة , والمذهبية والطائفية والعنصرية والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد , ونفي معنى وروح الوطن والمواطنة , والإندحار في خنادق التضليل الديني والإستعباد المذهبي والفئوي والتحزبي , والسعي المحموم للنهب وسرقة أموال الشعب ومصادرة ثروات البلاد , وحشر الدين في الكراسي.
الحرية في واقعنا المفجوع بنا تعني إطلاق نوازع أمّارات السوء التي فينا!!
فهل هذه حرية , أمْ توحشية؟!!
د-صادق السامرائي