تحتدم النقاشات السياسية وتتصاعد حمى الخلاف بين القوى الكردية التي فاجئت الشارع العراقي بتباين حاد في المواقف ، فالإتحاد الوطني الكردستاني الذي يرى أن رئاسة الجمهورية العراقية من حصته ، رشح برهم صالح رئيس حركة العدالة والديمقراطية الذي كان غادر الحزب ثم عاد اليه وحظي بدعم السيدة هيرو خان ومعظم القيادات المؤثرة في الوطني ، بينما الديمقراطي الكردستاني الذي رفض أن يكون المنصب حكرا على الإتحاد الوطني فقد رشح فؤاد حسين وهو رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان السابق وهو قيادي معروف وشارك في حملة النضال الكردي ، وهو شيعي من خانقين وزوجته مسيحية بينما يتهمه البعض بأنه متزوج من يهودية .
القوى السياسية الكردية مجمعة في العلن والسر على كفاءة وقدرة وألمعية السيد برهم صالح الذي يمتلك الخبرة في إدارة شؤون العمل الوزاري خاصة وإنه مارس عمله في مجلس الوزراء ببغداد كنائب لرئيس الحكومة ونال ثقة واسعة ومحبة من الصحفيين والنخب الفكرية ، والسياسيين يرون في شخصيته الكفاءة والقدرة على إدارة الأزمات وإيجاد الحلول للقضايا العالقة ، بينما لم يستطع الكورد الطعن في شخصيته وهم يعلمون إنه رئيس دولة ناجح ومتمكن لكن الحسابات السياسية طالما كان لها دور سلبي في تغيير المعادلات وتحويل المسارات لأسباب مرتبطة بالمصالح الخاصة حتى لو كانت ستنال من مصلحة الوطن وتضيع الحقوق وتزيد من معاناة الناس الباحثين عن فرص حياة أفضل وظروف كريمة للعيش الآمن والمستقر الذي تسود فيه الفرص المتكافئة .
الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني لا يترك فرصة مهما كانت صغيرة إلا وحاول إستغلالها لصالحه ، ولتعطيل طموح بناء العراق ، فهو ينادي بالإنفصال وإضعاف المركز وتعطيل حركة الإقتصاد والإستثمار ورفض التعاون مع بغداد وتحميلها المسؤولية عن خطاياه التي يرتكبها متعمدا عامدا لأنه يحتفظ بالعديد من الرغبات السيئة التي كان لها أبلغ الأثر في إيذاء الدولة العراقية ومنع البلاد من النهوض وتجاوز محنة الفساد والإرهاب والخروج من المأزق الذي تسببت به القوى السياسية التي تجري وراء مصالحها وتركت مصالح الشعب والمواطن البسيط .
ولهذا فالبرزاني رشح فؤاد حسين ليعطل عمل البرلمان الذي كان من المنتظر أن يصوت على ترشيح صالح كرئيس للجمهورية ولم يحصل التوافق الكافي خاصة وإن المرشح للمنصب يحتاج إلى غالبية الثلثين للفوز ، وهو يدرك إنه سيخلق مشكلة لكن القوى السياسية لن تسمح له بتمرير مخططاته ، وهي عازمة على المضي في مشروع إختيار رئيس للجمهورية تتوافق عليه القوى السياسية كافة .
هل نرى برهم صالح رئيسا لجمهورية العراق وهو الشخص الأكثر لياقة وكياسة وقدرة على تبوأ هذا المنصب ، وهو مرهم ناجح لعلل العراق ومشاكله خلال الفترة المقبلة .. نتمنى له الفوز لأنه يستحق ذلك وهو جدير به .