23 نوفمبر، 2024 10:47 ص
Search
Close this search box.

هل جازف الحكيم ؟!

كنت قد اتخذت قراراً ب (الصمت الإعلامي) طيلة مدة الانتخابات لعدم قناعتي بغالبية البرامج الانتخابية التي تناولتها الوسائل الإعلامية العراقية لمختلف القوى السياسية التي تتنافس لكسب مجالس المحافظات وبالتالي تقديم الخدمات لأبناءها ، وما رسخ صمتي الإعلامي طبيعة البرامج الخدمية التي اتسمت بالعموميات دون إن تختص بقضايا مركزة محددة تعالج مشاكل عانى منها المواطن العراقي طيلة عشر سنين عجاف! والأمر الثاني أن جميع البرامج لم تمهر بتعهد للرأي العام العراقي من قيل مطلقيها على تنفيذ برنامج القائمة الانتخابي والتعهد هو شريطة (العقد الاجتماعي) بين السلطة والجمهور ، بيد أن ما أطلق عنان الكتابة وأزاح صمتي  هو خطاب زعيم المجلس الأعلى (عمار الحكيم) يوم الثلاثاء بملعب الصناعة فالخطاب كان سابقة سياسية عراقية بامتياز أسس لعدة أمور منها :

1 ـ  ثقافة (شجاعة الاعتذار) للجمهور . وهذه خصلة لم نعهدها بطبيعة الخطاب السياسي العراقي.

2 ـ تشخيص مشاكل العاصمة بغداد ثم وضع الحلول .

3 ـ تثبيت السقوف الزمنية لجعل بغداد سيدة العواصم 2020 .

4 ـ مهر الخطاب بتعهد أمام الجمهور مواجهةً بتنفيذ فقرات البرنامج وتحمل المسئولية بحالة خلاف ذلك .

أن مثل هكذا خطاب لم تعهده البرامج الانتخابية ارتكز على رباعية (الاعتذار والتشخيص والحلول والتعهد ) أحق أن يوصف بالخطاب المتقدم الذي يمكن إن يؤسس لإستراتيجية الدولة العميقة .

والسؤال الذي يفرض نفسه على المتابع هو

هل جازف الحكيم عندما طالب بملحمة بغداد  أم انه يملك عناصر تنفيذ برنامجه ؟

اعتقد أن الحكيم ينطلق من قاعدة قوية تقول: ( الخلاص في الإخلاص )! وبما ان الوضع العراقي لا يحتاج سوى أرادة قوية مخلصة همها الوطن والمواطن لوجود ميزانيات مالية انفجارية تفرض تلك القناعة ، ولا ريب أن قائمة ائتلافه تضم من الشخصيات القوية والمخلصة والنزيهة ما يجعلها قادرة على تنفيذ برنامج الكتلة الانتخابي، فضلا عن وجود الكابح والضمانة بعدم تنصل المرشحين والخروج عن جادة نقطة شروع التنفيذ المتمثل بشخص الحكيم، ما يجعل (ملحمة بغداد) حقيقة وليس حلماً عصياً فالملحمة تعني الثورة والثورة تعني التغيير الجذري ، واعتقد أن الحكيم رمى الكرة في ملعب أبناء محافظة بغداد وما عليهم ألا أن يصوتوا لائتلافه لتحقيق وعده لجعل بغداد (سيدة الدنيا عام 2020 ) لامكانية اختصار الزمن  وهذا غير بعيد

( فالثورات تسير بالتاريخ بقدم طولها سبع فراسخ)!

أحدث المقالات

أحدث المقالات