18 ديسمبر، 2024 7:02 م

هل الإسلام دين حياة؟!!

هل الإسلام دين حياة؟!!

إذا الإسلام دين حياة فعليه أن لا يتحجر , لأن الحياة نهر يجري , وذات تبدلات وتغيرات متواكبة , وعلى أي دين أو فكرة أو رؤية أو عقيدة , أن تجري في نهر الحياة , لتساهم ببنائها وصناعة مجدها الذاتي والجمعي.
أما أن تندحر في جمودها وجحورها الظلماء , فأنها تصبح ألد أعداء الحياة والمدمرة للوجود بأسره.
إذا كان هذا الإقتراب صحيحا , فعلينا أن ننظر بعيون مكاننا وزماننا , ونبتعد عن الخلط بين الأمكنة والأزمنة , ونتوهم ما كان سيكون , وما كان صالحا في زمان ومكانٍ ما , سيصلح في مكان وزمان بعده.
الحياة لا تقبل بمفهوم ما مضى وما إنقضى , فدوران الأرض يخلط الموجودات بأنواعها , ويستولدها جديدا متفاعلا مع ما أحدثه الدوران من تغيرات متنوعة.
فالذين يقرأون الأشياء بعيون الغابرين لا ينتمون للعصر الذي هم فيه , ويستوجب عليهم قراءة المكتوب بعيون اليوم لا بعيون البارحة.
وتجدنا أمام الكثير من معطيات القرن العشرين , التي لا تفيدنا في القرن الحادي والعشرين , فكيف بما جرى قبل عدة قرون , فالفرق شاسع بين القرن العشرين والربع الأول من القرن الحادي والعشرين , وكذلك بين القرن العشرين وما سبقه من القرون.
فكيف يصح في الأفهام إسقاط ما مضى على ما يمضي , وما جرى على ما يجري , وما فات على ما هو آت؟
وعليه فالمطلوب من أدعياء الدين ورافعي راياته , والمتوهمين بالذود عنه وحمايته , أن يرونه بعيون اليوم , وينطلقون به إلى الغد بإدراك معرفي عميق , فالسالفون ما كانوا يعرفون بقدر ما يعرف اليوم عامة الناس , فمصادر معلوماتهم محدودة , وعبارة عن مرويات متداولة وأقوال آخرين مدوّنة , لا يمكن التثبت السليم من صحتها , لكنها تتكرر وتتحول إلى ثوابت ومسلمات , وفيها أخطاء فادحة.
ولا بد من القول بأن الإسلام دين حياة وبعض المسلمين أحالوه إلى دين مناهض للحياة , فخرّبوا أوطانهم وقتلوا إنسانهم , وتكالبوا على القوة والمال والسلطة بإسم الدين , وما يقومون به يدمّر الدين ويجرده من إرادة الرحمن الرحيم , وصار الفساد دينهم وكما تملي عليهم أهواؤهم.
فأين الدين في مجتمعات تدّعي الدين؟!!
د-صادق السامرائي